الوقت- في الأشهر الأخيرة، عادت جرائم الكيان الصهيوني الوحشية ضد الشعب الفلسطيني المظلوم لتهزّ ضمير العالم، الهجمات المتواصلة على قطاع غزة، تدمير البنية التحتية، الحصار الخانق، وقتل المدنيين، بمن فيهم الأطفال الذين استُهدفوا خلال نومهم بالقصف، ليست إلا جزءًا بسيطًا من الفظائع التي يرتكبها هذا الكيان.
وسط هذه الجرائم، تصاعدت موجة الإدانات الدولية لهذه الأعمال من قبل الدول المختلفة، والمنظمات الدولية، والشخصيات السياسية، فقد اتهمت السعودية، إيران، تركيا، روسيا، جنوب إفريقيا، ودول أوروبية عديدة، الكيان الإسرائيلي بانتهاك صارخ للقوانين الدولية، ومع ذلك، يُظهر التاريخ أن الإدانات الدبلوماسية وحدها لا تكفي لوقف آلة الحرب الصهيونية، لذا، يسلط هذا المقال الضوء على هذه الجرائم ويؤكد الحاجة إلى اتخاذ إجراءات دولية عملية للحد من العدوان الإسرائيلي.
استعراض للجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين
.1 القتل الجماعي والهجمات الوحشية على غزة لطالما استهدف الكيان الإسرائيلي في هجماته البنية التحتية الحيوية في فلسطين، وقتل المدنيين بوحشية، ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية:
- في أحدث جولة من الهجمات الجوية على غزة، فقد آلاف الأطفال والنساء وكبار السن حياتهم.
- وثّقت صحيفة "واشنطن بوست" استخدام "إسرائيل" لقنابل ثقيلة وغير مشروعة تسبب دمارًا واسعًا.
- تم استهداف مئات المستشفيات والمدارس والمباني السكنية عمدًا.
.2 الحصار الاقتصادي والإبادة البطيئة
- يمنع الاحتلال الإسرائيلي دخول الغذاء والدواء والمياه الصالحة للشرب إلى غزة.
- أدى الحصار إلى انهيار المستشفيات، حيث لا تستطيع علاج المرضى، ما أسفر عن وفاة الآلاف بسبب نقص المعدات الطبية.
- أكثر من 95% من مياه غزة ملوثة وغير صالحة للشرب، ما يعرّض الأطفال لسوء التغذية الحاد.
.3تدمير البنية التحتية واستهداف الصحفيين
- تعمّد الاحتلال قصف المباني الإعلامية لمنع نشر الحقائق.
- وفقًا لمنظمة العفو الدولية، قُتل أكثر من 120 صحفيًا فلسطينيًا في الأشهر الأخيرة.
- استهدف الاحتلال أنظمة المياه والكهرباء والإنترنت، ليُبقي الفلسطينيين في عزلة إعلامية.
.4الاستيطان غير القانوني والتطهير العرقي في الضفة الغربية
- بدعم من الجيش الإسرائيلي، يستولي المستوطنون على أراضي الفلسطينيين ويدمرون منازلهم.
- يتم تهجير السكان قسرًا واستبدالهم بمستوطنات يهودية غير شرعية.
- تعد هذه الإجراءات شكلًا من أشكال التطهير العرقي بهدف تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة.
.5 المجازر في جنين ونابلس
- تعرضت جنين ونابلس مرارًا لهجمات الجيش الإسرائيلي.
- أكد شهود عيان استخدام القناصة لاستهداف الأطفال والنساء.
- أظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قيام الجنود الإسرائيليين بإعدام فلسطينيين في الأزقة.
الإدانات العالمية والإجراءات المتخذة ضد الکیان الإسرائيلي
في الأيام الأخيرة، أدانت المملكة العربية السعودية بشدة الممارسات الإسرائيلية في فرض العقاب الجماعي ضد الفلسطينيين، جاء هذا الموقف في سياق ردود الفعل الدولية الواسعة على جرائم الاحتلال، وخاصة بعد الهجمات الوحشية على غزة والضفة الغربية، ومع ذلك، فإن الإدانات والتصريحات السياسية وحدها لا تكفي، بل يتوجب على الدول اتخاذ خطوات عملية وفعالة لمواجهة العدوان الإسرائيلي.
في الأشهر الأخيرة، أبدت عدة دول مواقف صارمة ضد سياسات "إسرائيل" القمعية:
- إيران: أدانت الکیان الإسرائيلي مرارًا بسبب ارتكابه جرائم حرب وإبادة جماعية، داعيةً إلى فرض عقوبات دولية عليه.
- تركيا: اتهم الرئيس رجب طيب أردوغان الکیان الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب، وانتقد بشدة دعم الدول الغربية لها.
- قطر: استنكرت الحكومة القطرية العدوان الإسرائيلي، وواصلت دعمها المالي والدبلوماسي للفلسطينيين، مطالبة بتحرك دولي عاجل.
- روسيا: عبرت وزارة الخارجية الروسية عن قلقها إزاء تصاعد العنف في فلسطين المحتلة، ووصفت تصرفات "إسرائيل" بأنها انتهاك للقوانين الدولية.
- جنوب إفريقيا: رفعت دعوى قضائية ضد الکیان الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية.
- دول أوروبية: أعربت دول مثل إسبانيا، النرويج، وإيرلندا عن قلقها، وطالبت بفرض ضغوط دبلوماسية على الکیان الإسرائيلي.
إضافة إلى ذلك، انتقدت الأمم المتحدة، ومجلس حقوق الإنسان، ومنظمة التعاون الإسلامي بشدة سياسات الکیان الإسرائيلي القمعية.
الحاجة إلى تجاوز الإدانات السياسية
رغم أهمية الإدانات الدولية في فضح جرائم "إسرائيل"، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في انتهاكاته، وهذا يؤكد أن التصريحات الدبلوماسية وحدها ليست كافية، لذا، يجب على الدول اتخاذ إجراءات عملية، تشمل:
- فرض العقوبات الاقتصادية: يمكن للدول الإسلامية وغيرها من الدول المناهضة لسياسات الکیان الإسرائيلي قطع العلاقات التجارية مع الاحتلال، ومقاطعة الشركات المتعاملة معه.
- حظر التعاون العسكري: وقف بيع الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية لـ"إسرائيل"، والحد من التعاون الأمني والدفاعي معها.
- الملاحقات القضائية: متابعة قضايا قانونية ضد الکیان الإسرائيلي في المحاكم الدولية، ومحاسبة قادتها على جرائم الحرب.
- دعم الفلسطينيين فعليًا: زيادة الدعم الاقتصادي، والطبي، والدبلوماسي للفلسطينيين.
- الضغط الدبلوماسي وطرد السفراء: تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الکیان الإسرائيلي وطرد سفرائها.
إن إدانة الکیان الإسرائيلي عالميًا خطوة مهمة في كشف حقيقته، لكن التجارب أثبتت أن الاحتلال لا يغير سلوكه إلا عند مواجهة ضغوط حقيقية، لذا، يجب على الدول الإسلامية وغيرها من الدول المناهضة للجرائم الإسرائيلية تجاوز البيانات السياسية واتخاذ إجراءات ملموسة لردع هذا الكيان، وحده العمل الجماعي الحازم سيجبر الکیان الإسرائيلي على احترام القانون الدولي ووقف جرائمه بحق الفلسطينيين.