الوقت- في الوقت الذي يتجرع فيه الشعب الفلسطيني ويلات الاحتلال الإسرائيلي، وتتواصل المؤامرات لتصفية قضيته العادلة، تستمر السلطة الفلسطينية في غيها، متناسيةً أوضاع شعبها ومعاناته، فبدلًا من أن تكون سندًا وعونًا له في مواجهة التحديات، تحولت إلى عبء عليه، بل أصبحت أداةً لخدمة مصالح الاحتلال، وشوكةً في خاصرة المقاومة، إن تصريحات المسؤولين في السلطة، وممارساتهم على الأرض، تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن هذه السلطة لم تعد تمثل طموحات الشعب الفلسطيني، بل أصبحت عقبةً أمام تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال.
خيانة مستمرة... السلطة الفلسطينية تتهم حماس وتشوّه المقاومة
تواصل السلطة الفلسطينية، قولاً وفعلاً، خيانتها للشعب الفلسطيني وخدمتها للمحتلين الصهاينة، حيث أطلقت هذه السلطة تصريحات جديدة ومخزية في سياق محاولتها تشويه صورة المقاومة، وهو ما قوبل بانتقادات شديدة من حركة حماس.
وكان رئيس السلطة الفلسطينية قد ادعى في بيان له، أن بعض التقارير الصحفية تتحدث عن وجود فكرة أمريكية وإقليمية لإنشاء دولة فلسطينية صغيرة، وتبادل أراضٍ واسعة مع "إسرائيل"، وأن حماس تشارك في هذا المخطط، وتأتي هذه التصريحات من السلطة الفلسطينية في الوقت الذي وقفت فيه إلى جانب الصهاينة طوال حرب غزة، بل نددت بعمليات المقاومة ضد المحتلين، كما أن حصار مخيم جنين في شمال الضفة الغربية، والهجمات الشرسة التي استمرت على المخيم لمدة شهرين تقريباً، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، تعتبر من بين الإجراءات الخيانية الجديدة التي اتخذتها السلطة الفلسطينية ضد الشعب الفلسطيني خدمة للمحتلين الصهاينة.
حماس ترد... اتهامات السلطة مضللة ويائسة
أكد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم بقوله "نحن ندين بشدة تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية التي تشير إلى أن اسم حماس تم طرحه في ما تسمى "اجتماعات مشبوهة" لمناقشة تشكيل دولة فلسطينية صغيرة."
وأضاف: "هذه المخططات ليست سوى أوهام لدى بعض الأطراف المؤثرة في السلطة الفلسطينية، وهدفها تشويه صورة حماس بعد إنجازات الحركة في الحرب، بما في ذلك إفشال مؤامرات التهجير القسري للشعب الفلسطيني، وإجبار العدو المحتل على وقف اعتداءاته، والوصول إلى اتفاقية تبادل أسرى مشرفة."
وشدد المتحدث باسم حماس على أن السلطة الفلسطينية يجب أن تتوقف عن الأعمال التخريبية والمضللة، وأن تفكر في المصالح العليا للأمة الفلسطينية في هذه الظروف الحساسة والمهمة، وأن تعطي الأولوية لتنظيم الأوضاع الداخلية الفلسطينية بدلًا من خلق مثل هذه الجدالات ودعا قاسم السلطة الفلسطينية إلى "الكف عن تصريحاتها المخربة والمضللة، والتركيز على مصالح الشعب الفلسطيني العليا في هذه المرحلة الحساسة، والعمل على ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني بدلاً من إطلاق هذه التصريحات التي لا طائل منها."
"دولة صغيرة"؟ حماس تفضح مؤامرة السلطة وواشنطن
في خضم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، من احتلال وتوسع استيطاني، تطل علينا تصريحات السلطة الفلسطينية المزعومة، والتي هي بالمجمل تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء حلم الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على كامل تراب فلسطين التاريخية.
وقد كشفت حركة حماس عن وجود مؤامرة تقف وراء تصفية مشروع القضية الفلسطينية، بطلتها السلطة الفلسطينية وواشنطن، تسعى السلطة الفلسطينية إلى قبول الوضع الراهن كأمر واقع، وقد نددت حركة حماس بهذا المشروع، واعتبرته مؤامرة على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.
وأكدت الحركة أنها لن تسمح بتمرير هذا المشروع، وأنها ستواصل النضال من أجل تحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال، وإقامة دولته المستقلة على كامل تراب فلسطين التاريخية.
وقد استشهدت حركة حماس بتصريحات العديد من مسؤوليها الذين فضحوا هذه المؤامرة، وأكدوا أن الحركة لن تقبل بأي حلول منقوصة أو مؤقتة، وأنها ستظل متمسكة بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
وفي السياق نفسه، أكدت حركة حماس موقفها الرافض لتصريحات السلطة الفلسطينية، وتمسكها بحقوق الشعب الفلسطيني كاملة، وعلى رأسها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على كامل تراب فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس.
السلطة تدعم "إسرائيل" وتهاجم المقاومة
في خضم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، تبرز العلاقة الشائكة بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" كأحد أكثر القضايا تعقيدًا وإثارة للجدل، ففي الوقت الذي يُفترض أن تكون السلطة هي الممثل الرسمي للشعب الفلسطيني والمدافعة عن حقوقه، نجدها في كثير من الأحيان تتعاون مع "إسرائيل" في قمع شعبها وتهميش مقاومته، هذا التعاون، الذي يتجلى في التنسيق الأمني والسياسي، يثير تساؤلاتٍ جدية حول دور السلطة ومصالحها، ويجعلها في نظر الكثيرين حارسًا للاحتلال بدلًا من أن تكون حاميةً للشعب الفلسطيني.
التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" يُعتبر من أبرز مظاهر العلاقة بينهما، حيث تقوم الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة بتبادل المعلومات الاستخباراتية مع "إسرائيل"، وتتعاون في ملاحقة واعتقال المقاومين الفلسطينيين، هذا التعاون، الذي يتم تحت غطاء "الحفاظ على الأمن والاستقرار"، يُعتبره الكثيرون خيانةً للقضية الفلسطينية، حيث يُساهم في إضعاف المقاومة وتكريس الاحتلال.
وفي هذا الصدد تتعدد الأدلة على دعم السلطة لـ"إسرائيل" في قمع الشعب الفلسطيني، ومنها اعتقال الناشطين والمقاومين، وقمع الاحتجاجات والمسيرات، والتنسيق الأمني مع "إسرائيل"، ولم يقتصر دعم السلطة لـ"إسرائيل" على الممارسات على الأرض، بل تجلى أيضًا في تصريحات مسؤولين في السلطة يهاجمون المقاومة الفلسطينية، ويتهمونها بـ"الإرهاب" و"تخريب الأمن والاستقرار".
هذه التصريحات تُعتبر بمثابة ضوء أخضر لـ"إسرائيل" لقمع المقاومة، وتُساهم في تشويه صورة المقاومة في نظر المجتمع الدولي، وتُمثل المقاومة الفلسطينية، بكل أشكالها، صمام أمان للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وممارساته، لقد لعبت المقاومة دورًا تاريخيًا في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وحماية أرضه ووطنه، ورغم محاولات السلطة تهميش دور المقاومة، فإنها لا تزال تحظى بدعم شعبي واسع، وتُمثل الأمل في تحقيق الحرية والاستقلال.
المجتمع الدولي ودوره في تفاقم الأزمة الفلسطينية
المجتمع الدولي، وعلى الرغم من إعلانه عن دعمه لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، يُظهر في كثير من الأحيان تواطؤًا غير مباشر مع الاحتلال الإسرائيلي، فالصمت الدولي إزاء الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، والاستمرار في تقديم الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية دون مطالب واضحة للإصلاح والتغيير، يُساهم في تفاقم الأزمة الفلسطينية.
وفي هذا السياق، تُعد الولايات المتحدة الأمريكية من أكثر الدول تأثيرًا في القضية الفلسطينية، من خلال دورها في تأجيج الصراع عبر دعمها اللامتناهي لـ"إسرائيل"، وتغاضيها عن انتهاكات حقوق الإنسان، يُشكل عقبةً كبيرة أمام تحقيق العدالة والسلام، كما أن موقف الاتحاد الأوروبي، رغم تكراره للدعوات إلى حل الدولتين، يبقى ضعيفًا وغير فعّال في مواجهة السياسات الإسرائيلية العدوانية.
من جهتها، الأمم المتحدة تُظهر عجزًا واضحًا في حماية حقوق الشعب الفلسطيني، القرارات التي تُصدرها المنظمة الدولية، وإن كانت تدين الانتهاكات الإسرائيلية، فإنها تبقى حبرًا على ورق دون آليات تنفيذية قوية. هذا العجز يُعطي "إسرائيل" الضوء الأخضر للاستمرار في سياساتها التوسعية والاستيطانية.
وفي هذا الصدد يتضح أن دور المجتمع الدولي في الأزمة الفلسطينية يُعتبر جزءًا من المشكلة وليس الحل، لذا، فإن ضرورة إعادة النظر في السياسات الدولية تجاه القضية الفلسطينية، وتطبيق الضغط اللازم على "إسرائيل" لوقف انتهاكاتها، يُعد خطوة أساسية نحو تحقيق العدالة والسلام في المنطقة
في الختام، يتضح أن السلطة الفلسطينية، من خلال تعاونها مع "إسرائيل" وقمعها للمقاومة، تُحاول حماية الاحتلال وتكريس وجوده، هذا الأمر يُعتبر خيانةً للقضية الفلسطينية، ويُساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني وإضعاف الجبهة الداخلية، لذلك، فإن الوحدة الوطنية بين الفلسطينيين، ودعم المقاومة بكل أشكالها، يُعتبران السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.