الوقت- شهدت الساحة اليمنية تطورات عسكرية ملحوظة في السنوات الأخيرة، ولا سيما على صعيد القدرات الصاروخية والطيران المسير، هذه التطورات لم تقتصر على الجانب الدفاعي فحسب، بل تجاوزت ذلك لتشكل رادعًا قويًا وتهديدًا مباشرًا للأمن البحري الإسرائيلي والأمريكي في المنطقة.
ومنذ انطلاق معركة طوفان الأقصى، اتخذت القوات المسلحة اليمنية خطوات جدية لدعم المقاومة الفلسطينية، حيث تحولت إلى جبهة إسناد فعالة، تكاملت أدواتها مع أدوات المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدو الصهيوني.
بدأت جبهة الإسناد اليمنية في فرض حصار بحري على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث تم استهداف العديد منها بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة، كما تم استهداف السفن الحربية الأمريكية والبوارج الراسية في البحر، ما أظهر قدرة عالية على الردع والتأثير على المعادلات العسكرية في المنطقة.
لقد أثار هذا التطور الكبير في القدرات اليمنية، سواء على الصعيد الصاروخي أو على صعيد الطيران المسير، انتباه المراقبين العسكريين والاستراتيجيين على حد سواء، فالتحول النوعي الذي شهدته هذه القدرات يطرح تساؤلات حول مدى التقدم التكنولوجي الذي وصل إليه الجيش اليمني، وما هي القدرات الخفية التي قد يتم الكشف عنها في المستقبل.
إن الدمج بين القدرات الصاروخية والطيران المسير، والذي برز بشكل واضح في العمليات اليمنية، يشكل تحديًا كبيرًا للأنظمة الدفاعية المتطورة، ويفتح آفاقًا جديدة أمام تكتيكات الحرب غير المتكافئة، كما أن هذا التطور يعكس قدرة اليمن على تطوير قدراته العسكرية الذاتية، رغم الحصار والحرب الظالمة التي يتعرض لها.
باختصار، إن تطور القوات الصاروخية اليمنية ودورها في دعم المقاومة الفلسطينية يمثل تحولًا استراتيجيًا في المنطقة، ويفتح الباب أمام تحليلات عميقة حول مستقبل الصراعات الإقليمية وتأثير التكنولوجيا العسكرية في تغيير ميزان القوى.
القدرات اليمنية تثير إعجاب العدو!
أفادت العديد من وكالات الأنباء، بأن البحرية الأمريكية أصدرت تقريراً أشارت فيه إلى أن أكثر من نصف عام 2024 شهد تحولات كبيرة وعمليات هجومية مكثفة بطائرات مسيرة وصواريخ تجاه حاملة الطائرات الأمريكية "آيزنهاور".
وأضاف التقرير: إن البحرية الأمريكية تفكر في منح جائزة العام للقوات المسلحة اليمنية نظراً للمشاكل الكبيرة التي سببتها للبحرية الأمريكية.
وأوضح التقرير أن القوات اليمنية استهدفت في فبراير 2024 السفينة البريطانية "روب مار" ما أدى إلى غرقها، كما تعرضت السفن الحربية الأمريكية لهجمات شبه يومية خلال فصل الشتاء والربيع من عام 2024.
وأشار التقرير إلى أن حاملة الطائرات الأمريكية "دويت آيزنهاور" غادرت البحر الأحمر في يونيو 2024، تاركةً مدمرات أمريكية لدعم المنطقة، كما تم تدمير طائرة إف-18 تابعة لحاملة الطائرات "هاري إس ترومان" في ديسمبر الماضي بعد وصولها إلى البحر الأحمر.
يمن الصواريخ... من الحصار إلى الحصار
شهدت اليمن تحولات جذرية في منظومتها العسكرية، حيث باتت الصواريخ والطائرات المسيرة عنصراً أساسياً في ترسانتها، لقد أصبحت الصواريخ اليمنية كابوساً يلاحق السفن الحربية والمدمرات الأمريكية والبريطانية التي تتجول في المنطقة، فبعد سنوات من الحصار والحرب، تمكن اليمنيون من تطوير قدرات صاروخية دقيقة ومتنوعة، قادرة على استهداف أهداف بحرية متحركة بدقة عالية، هذه القدرات لم تعد مجرد تهديد نظري، بل تحولت إلى واقع ملموس، حيث شهدنا استهداف العديد من السفن الحربية والتجارية، ما أثار حالة من الهلع والارتباك في أوساط القوى العظمى.
ما يثير الدهشة حقاً هو الدقة المتناهية التي تتمتع بها هذه الصواريخ، والتي تمكنت من تدمير أهداف حساسة في قلب الأسطول الأمريكي، هذا الإنجاز الكبير لم يأتِ من فراغ، بل هو نتاج سنوات من الجهد والعمل الدؤوب في ظل ظروف حصار خانق، إنه دليل واضح على قدرة الشعوب على تطوير قدراتها الذاتية، وتجاوز التحديات التي تواجهها.
التقرير الذي أصدرته البحرية الأمريكية حول الهجمات اليمنية على سفنها، هو اعتراف ضمني بفشل منظومات الدفاع الجوي الأمريكية في التصدي لهذه الصواريخ، هذا الفشل يضع علامة استفهام كبيرة حول فعالية هذه المنظومات، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول مدى قدرة هذه القوى على حماية مصالحها في المنطقة.
لقد أصبحت الصواريخ اليمنية رمزاً للمقاومة والصمود في وجه العدوان، وهي تمثل تحدياً كبيراً للمشروع الأمريكي في المنطقة، إنها رسالة واضحة مفادها بأن الشعوب الحرة قادرة على الدفاع عن نفسها، وأن أي محاولة للتدخل في شؤونها الداخلية ستواجه مقاومة شرسة ،إن صعود القوة الصاروخية اليمنية هو تحول استراتيجي في المنطقة، ويمثل تهديداً مباشراً للأمن البحري الإقليمي، هذا التطور يفتح الباب أمام تحليلات عميقة حول مستقبل الصراعات الإقليمية، وتأثير التكنولوجيا العسكرية في تغيير ميزان القوى.
الصواريخ اليمنية.. ثمرة صمود شعب ورد فعل طبيعي على العدوان ورسالة تحدٍ للعالم
لم يأتِ تطوير القدرات الصاروخية اليمنية من فراغ، بل هو ثمرة طبيعية لسنوات طويلة من العدوان والحصار الذي تعرض له الشعب اليمني، فبعد أن فشلت كل المحاولات السلمية لحل الأزمة، لم يجد الشعب اليمني أمامة سوى خيار المقاومة، وكان السلاح هو الخيار الوحيد المتاح للدفاع عن النفس والكرامة.
إن الصواريخ اليمنية ليست مجرد أسلحة، بل هي رمز لعزة وكرامة شعب يرفض الاستسلام والذل، إنها رسالة واضحة للعالم بأن الشعب اليمني لن يستسلم مهما طالت المدة، وأن الحق سينتصر مهما طال الزمن، لقد أثبتت الصواريخ اليمنية أنها سلاح فعال في ردع العدوان، وحماية المدنيين الأبرياء، كما أنها أظهرت للعالم أن اليمن قادر على تطوير قدراته الذاتية، وتجاوز التحديات التي تواجهه، رغم الحصار والحرب الظالمة التي يتعرض لها.
إن استهداف السفن الحربية والمدمرات الأمريكية والبريطانية هو رد فعل طبيعي على جرائم الحرب التي ترتكبها هذه الدول في اليمن، كما أنه رسالة تحذير لكل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار اليمن.
إن الصواريخ اليمنية ليست تهديداً لأحد، بل هي وسيلة للدفاع عن النفس، وحماية السيادة الوطنية ولدعم المقاومة، وهي تمثل تحدياً كبيراً للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة، الذي يسعى إلى الهيمنة على مقدرات الشعوب العربية والإسلامية.
إن دعم المقاومة الفلسطينية هو واجب وطني وإنساني، والصواريخ اليمنية تلعب دوراً مهماً في هذا الدعم، فهي تشكل رادعاً قوياً للعدو الصهيوني، وتساهم في تقويض أركان الاحتلال.
في الختام، يمكن القول إن الصواريخ اليمنية هي سلاح مشروع للدفاع عن النفس، وهي تمثل رمزاً للنضال ضد الظلم والاستبداد، إن دعم القضية اليمنية هو دعم للقضية الفلسطينية، ودعم لكل الشعوب التي تسعى إلى الحرية والاستقلال، وفي هذا السياق إن الصواريخ اليمنية قد أثبتت أنها قوة لا يمكن تجاهلها، وأنها ستلعب دوراً محورياً في تشكيل مستقبل المنطقة، إنها رسالة واضحة للعالم أجمع مفادها بأن الشعوب الحرة لن تستسلم، وأنها ستدافع عن حقوقها وكرامتها حتى النهاية.