الوقت - بيوت تتهدم فوق رؤوس قاطنيها وحصار تُمنع فيه أدنى مقومات الحياة يفرضه كيان الإجرام والاحتلال الإسرائيلي ليستفز كل مشاعر الغضب والسخط لدى الرأي العام العالمي بعد ١١ يوماً لمجازر العدو بحق الفلسطينيين.
حيث دعا القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، جميع المسلمين والعرب، من دول ومنظمات وهيئات وحركات، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى "التحرّك الفوري والعاجل، بكل الوسائل، لممارسة كل الضغوط والتأثير لوقف عدوان الاحتلال الصهيوني وقتله وتهجيره" سكان غزة، وخصوصاً في شمال القطاع، حيث تتواصل لليوم الـ11 المجزرة الإسرائيلية المروعة بحق المدنيين ضمن ما بات يعرف بـ "خطة الجنرلات".
وخلال مؤتمر صحفي عقده، مساء الثلاثاء، أكد حمدان على ضرورة مواكبةً تطورات العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة، وخصوصاً ما يتعرض له شمال القطاع، ودعا "قادة الرَّأي والعلماء في أمتنا إلى العمل الجاد من أجل تفعيل دور الأمَّة وحراكها في مواجهة العدوان الصهيوني والدعم الأمريكي لهذا العدوان".
ورأى القيادي في حماس، أن مجازر الاحتلال في شمال القطاع، "تأتي في ظل أنباء وتقارير تؤكّد بدء حكومة الاحتلال تنفيذ ما تُسمّى "خطة الجنرالات"، لفصل شمال قطاع غزة وتهجير سكانه"، موضحاً أن كل الوقائع الميدانية تؤكّد "أننا أمام واحدة من أقذر الخطط العسكرية التي عرفها التاريخ الحديث، وضعها جنرالات فاشيون، في انتهاك صارخ واستهتار بكلّ القوانين والمواثيق الدولية والأعراف الإنسانية".
وأضاف إن "ما يحدث اليوم في شمال قطاع غزة، وتحديداً في جباليا ومخيمها، هو عملية إبادة جماعية، مكتملة الأركان"، بحيث تقوم قوات الاحتلال بقصف البيوت على رؤوس ساكنيها، وضرب البنى المدنية من شوارع وأحياء سكنية، ومخابز ومستشفيات وآبار مياه، فضلاً عن وجود عشرات الجثامين تحت الأنقاض، أو ملقاة في شوارع جباليا ومخيمها، ولا تستطيع طواقم الإنقاذ انتشالها، أو الوصول إلى المصابين والمحاصرين.
كما أكد حمدان أن "خطة الجنرالات محكومٌ عليها بالفشل"، كما "تحطمت كل محاولات حكومة الاحتلال وجيشها الفاشي، على مدار عام كامل من الإبادة والإجرام"، وشدد على أن حركة حماس تواصل جهودها واتصالاتها العربية والإسلامية من أجل "وقف هذه المجزرة ودعم صمود أهلنا".
وحمّل القيادي في "حماس" الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن المجازر والجرائم وحرب الإبادة الجماعية في غزة، وتصعيد الحصار وقتل المدنيين في شمال القطاع، مؤكداً أن "المواقف الأمريكية، التي تدعو يومياً إلى وقف هذه الإبادة، من دون ترجمة عملية وضغط على نتنياهو وحكومته الفاشية، باتت تشكّل إحدى أدوات هذه الحرب الوحشية ضد شعبنا الفلسطيني".
وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتجاوز ما وصفه بــ "الإرادة الأمريكية المكبلة، والنظر في إجراءات فعالة وواضحة"، تفرض قرارات تحمي المدنيين وتوقف حرب الإبادة وتتصدّى لخطط الاحتلال في شمال القطاع، علماً بأن تغاضي المجتمع الدولي والأمم المتحدة عما يحدث في غزة سيشكّل "انتكاسة غير مسبوقة في القيم والأسس التي بُنِيَت عليها هذه المنظومة، ويكشف مجدّداً عجز المجتمع الدولي وفشله في وضع حدّ لغطرسة الاحتلال".
أما عن الدول العربية والإسلامية ومنظماتها فطالبها حمدان بــ "أخذ دورها في إسناد شعبنا ودعم صموده، وفرض إغاثته وإدخال ما يلزم من مساعدات لكل مناطق القطاع، وخصوصاً أهلنا في الشمال"، وتعزيز صمود أهالي غزة في وجه المخططات الإسرائيلية التي لا تستهدف فلسطين فحسب، بل تمتد أيضاً إلى كل دول الإقليم.
تجدر الإشارة إلى أنه تزامنا مع الذكرى السنوية الأولى لحرب غزة، بدأ جيش الاحتلال عملية تهدف لتهجير سكان شمال قطاع غزة في مدن بيت حانون وجباليا وبيت ضحك، وقد أعلنت وسائل الإعلام العبرية عن هذه الخطة .
فيما نشر موقع “واينت” العبري خطة الجنرالات في 4 سبتمبر الماضي، وكشف أن الهدف من هذه الخطة هو تحويل كامل منطقة شمال غزة إلى منطقة عسكرية مغلقة، وحسب هذا الإعلام الصهيوني فالخطة وضعها جنرالات سابقون في الجيش الإسرائيلي ومن المفترض أن يغادر سكان القطاع هذه المنطقة في غضون أسابيع قليلة ويختارون بين الاستسلام أو الموت، وأعلن أحرانوت في تقرير أن صمود الفلسطينيين في جباليا ورفض الجيش الإسرائيلي لأوامر إخلاء المنطقة فشل في تنفيذ ما تسمى "خطة الجنرالات".
وكشفت وكالة “أسوشيتد برس”، أن خطة الجنرالات التي اقترحها مجموعة من الجنرالات المتقاعدين، تدعو نتنياهو والكنيست الصهيوني إلى تصعيد الضغط، من خلال إعطاء الفلسطينيين مهلة أسبوع واحد لمغادرة الثلث الشمالي من قطاع غزة، بما في ذلك مدينة غزة، قبل إعلانها منطقة عسكرية مغلقة.
وأشارت إلى أن حكومة الاحتلال ستتعامل مع من يبقون في المنطقة من المقاتلين، ما يعنى أن القوانين العسكرية ستسمح للجنود بقتلهم، وسيمنعون من الحصول على الطعام والماء والدواء والوقود.
وتدعو الخطة إلى إبقاء السيطرة الصهيونية على شمال غزة لفترة غير محددة في محاولة لإنشاء إدارة جديدة من دون حركة حماس، ما يقسم قطاع غزة إلى قسمين.
بدورها أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أنّ الاحتلال ارتكب خلال الساعات الـ24 الماضية 4 مجازر ضد العائلات في غزة، وصل منها إلى المستشفيات 55 شهيداً و329 جريحاً.
وفي شمال قطاع غزة، انتشلت طواقم الدفاع المدني 69 شهيداً، خلال 11 يوماً من التوغل الإسرائيلي المتواصل، الذي بدأ في الـ5 من تشرين الأول الجاري ولا يزال هناك 24 شخصاً مفقوداً تحت ركام المنازل التي استطاعت الطواقم الطبية الوصول إليها، بينما نُقِل إلى المستشفيات 94 جريحاً.