الوقت - عجز بكل معنى الكلمة، شهداء باتوا أرقاما وأجسادهم تجمع في الأكياس أشلاء والعرب ما زالوا ينددون ويستهجنون في حين تستمر آلة القتل الإسرائيلية بحصد أرواح الآمنين.
فقد ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر يوم السبت، مجزرة جديدة؛ بحق المواطنين المدنيين عقب قصف منزل مأهول بالسكان في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية بأن 11 مواطنًا مدنيًا ارتقوا شهداء وأصيب آخرون؛ غالبيتهم العظمى أطفال ونساء، عقب قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة “كلخ” في شارع المدرسة بحي الأمل بخان يونس.
كما استشهد وأصيب عدد من المواطنين، في قصف الاحتلال شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وشرق خان يونس جنوب القطاع.
وأفادت مصادر محلية، بأن طائرات الاحتلال الحربية استهدفت مجموعة من المواطنين في منطقة أبو عريف شرق دير البلح، ما أدى لاستشهاد مواطن واحد على الأقل وإصابة آخرين.
ويضاف إلى ذلك أن طائرات الاحتلال المسيرة أطلقت النار على خيام النازحين شرق دير البلح، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين بينهم نساء بالرصاص، وقصف مدفعية الاحتلال منطقة حكر الجامع بدير البلح، ما أدى لإصابة عدد من المواطنين.
واستشهد مواطنان في قصف طائرة مسيرة للاحتلال، “تكتوك” في منطقة الكتيبة شرق خان يونس جنوب القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبية عدة، لليوم الـ 323 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95% من السكان.
كما تواصل قوات الاحتلال اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح، منذ ال 7 من مايو الماضي، وعدة محاور من خانيونس وغزة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.
واستشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في أبراج عين جالوت بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية بإصابة 3 مواطنين جراء استهداف مسيرة عسكرية للاحتلال مدرسة تؤوي نازحين شمال مخيم النصيرات.
واستهدفت المقاتلات الحربية الإسرائيلية منزلا بمنطقة السلاطين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأبلغت مصادر طبية عن إصابات جراء قصف مدفعي إسرائيلي في محيط شارع السلام في جورة اللوت جنوب شرق مدينة خان يونس.
كانت قد أكدت وزارة الصحة في قطاع غزة، أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 5 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة .
كما جاء ذلك خلال ال48 ساعة الماضية وصل منها إلى المستشفيات 69 شهيدا و136 إصابة .
وأشارت وزارة الصحة في بيان لها إلى أنه ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40074 شهيدا و 92537 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وأضافت إن كوادر القطاع الصحي أصبحت في مرمى الهدف أيضا.
كما قالت إن "إسرائيل" لن تترك للفلسطينيين في قطاع غزة أدنى فرصة للبقاء على قيد الحياة.
كما تستهدف نيران أسلحتها نحو 500 من كوادر القطاع الصحي ليسقطوا شهداء وليصاب المئات الآخرون منهم منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ووفقا لمصادر إعلامية فإن جيش الاحتلال اعتقل 310 آخرين من كوادر القطاع الصحي.
كما دمرت 230 مركبة إسعاف في قطاع غزة للقضاء على من يقدم يد المساعدة للفلسطينيين.
بدورها دعت حركة "حماس"، السبت، المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى توفير حماية للمدنيين في قطاع غزة إثر أوامر تهجير قسري جديدة من الجيش الإسرائيلي لمناطق واسعة وسط القطاع للمرة الثانية خلال أسبوع.
وقالت الحركة في بيان: "يواصل جيش الاحتلال الفاشي إصدار إنذارات التهجير والنزوح للمواطنين في مناطق المحافظة الوسطى، وخصوصاً في مخيم المغازي وقرية المصدر ومناطق واسعة من مدينة دير البلح، المكتظة بمئات الآلاف من النازحين من شمال القطاع وجنوبه".
وأضافت إن ذلك يأتي "تحت وطأة القصف الوحشي والترهيب وارتكاب المجازر ضمن سياسة حكومة المتطرفين الصهاينة الساعية لتعميق معاناة أبناء شعبنا، والماضية في جريمة الإبادة والتطهير العرقي في قطاع غزة، والتي تتم بغطاءٍ سياسي وعسكري أمريكي".
وأردفت الحركة: إن "ما يدعيه الاحتلال عن وجود مناطق آمنة في قطاع غزة، هو محض كذب وتضليل، فالوقائع تؤكّد أن الآلاف من شهداء شعبنا في هذه الإبادة المستمرة ارتقوا في مراكز الإيواء والنزوح، من مدارس ومؤسسات وتجمّعات خيام صنّفها الاحتلال المجرم على أنها آمنة".
وأوضح شهود عيان أن هناك عشرات المباني السكنية التي سويت بالأرض في مناطق شمال مدينة خانيونس، بالإضافة إلى عمليات تجريف لأراضي وممتلكات المواطنين.
وذكر الشهود أن طواقم الدفاع المدني والطواقم الصحية والصليب الأحمر الدولي تبحث عن مفقودين في الأماكن التي توغل فيها جيش الاحتلال واستهدفها.
قالت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة: إن غارات وعدوان جيش الاحتلال الإسرائيلي قلص المناطق الآمنة المزعومة في القطاع من 230 كم إلى 35 كم.
ودمَّرت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية كاملة فى قطاع غزة، ضمن سياسة التدمير الشاملة التي ينتهجها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة.
ولا يزال آلاف الشهداء والجرحى لم يتم انتشالهم من تحت الأنقاض؛ بسبب تواصل القصف وخطورة الأوضاع الميدانية، في ظل حصار خانق للقطاع وقيود مُشددة على دخول الوقود والمساعدات الحيوية العاجلة للتخفيف من الأوضاع الإنسانية الكارثية.