الوقت- في ظل العدوان الأخير علي قطاع غزة، يبدو أن الكيان الصهيوني، بقيادة بنيامين نتنياهو، لا يسعى إلى إنهاء العدوان على القطاع، فمع استمرار سقوط الضحايا المدنيين وتزايد حصيلة الشهداء، يظهر جليًا أن نتنياهو غير مكترث بالدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، ويستمر في ارتكاب المجازر بحق الشعب الفلسطيني.
إن الكيان الصهيوني، الذي يتجاهل مقررات المجتمع الدولي وقراراته، يتصرف دون أي اعتبار للمساءلة، بينما يقف العالم مكتوف الأيدي أمام هذه الجرائم الوحشية.
لقد أظهر نتنياهو مرارًا وتكرارًا عدم رغبته الحقيقية في إنهاء العنف، ففي كل مرة تقترب فيها المفاوضات من التوصل إلى اتفاق، يضيف الكيان الصهيوني شروطًا جديدة، كما حدث مؤخرًا في مفاوضات الدوحة، وإن هذه التكتيكات المماطلة ليست سوى محاولة لإطالة أمد العدوان، بينما يواصل جيش الاحتلال قصفه العشوائي على غزة، ضاربًا بعرض الحائط أرواح المدنيين الأبرياء.
الكيان الصهيوني، الذي يتباهى بتفوقه العسكري المزعوم ، يستهدف عمدًا البنية التحتية المدنية في غزة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس ومنازل المدنيين، ولا يبدو أن هناك نهاية في الأفق لهذا العدوان، حيث يستمر نتنياهو في تجاهل النداءات الدولية لوقف إطلاق النار، ويصر على مواصلة سياسة القتل والتدمير
المراوغة الصهيونية و إفشال جهود الوسطاء
وفقاً لما ذكره القيادي في حركة حماس غازي حمد، تعامل نتنياهو بخداع ومراوغة خلال محادثات الدوحة، حيث يضيف شروطاً جديدة، لقد كان هدفه الرئيسي هو إطالة أمد الحرب واستمرارها، وليس إنهاءها، وقد انعكس ذلك في وسائل الإعلام عندما أعلن نتنياهو صراحةً أنه لن يوقف الحرب، لقد كان الجانب الإسرائيلي يماطل في الرد على رواية بايدن، ما يدل على عدم وجود نية صادقة للتوصل إلى حل.
لم يكتف نتنياهو بالمراوغة فحسب، بل عمل أيضًا على إفشال جميع جهود الوسطاء للتوصل إلى اتفاق، فقد وضع شروطًا جديدة وأفشل ما تم الاتفاق عليه مسبقًا، بما في ذلك الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل من محور فيلادلفيا.
وأكد غازي حمد أن نتنياهو كان يسعى منذ البداية إلى كسب المزيد من الوقت من خلال تقديم خطط جديدة، وأن الاحتلال الإسرائيلي يحاول خلق انقسام في الاتفاق حتى يتمكن من استئناف الحرب لاحقًا.
موقف حماس الثابت
من جانبها، أكدت حركة المقاومة حماس على موقفها الثابت والحازم، حيث شدد غازي حمد على أن جميع الفصائل الفلسطينية متفقة على عدم الدخول في أي مفاوضات عبثية، وطالب الوسطاء بممارسة الضغط على الاحتلال للموافقة على ما تم الاتفاق عليه مسبقًا، وألا يكونوا أداة في يد الكيان الصهيوني لشراء الوقت وإطالة أمد المعاناة الفلسطينية.
وأشار حمد إلى أن واشنطن تدرك جيدًا أن نتنياهو يمثل عائقًا أمام التوصل إلى اتفاق، وأن عليها تحمل مسؤولياتها في حال توسيع نطاق النزاعات في المنطقة.
وأكدت حماس على أن نضال الشعب الفلسطيني سيستمر حتى تحرير كامل الأراضي الفلسطينية من الاحتلال، وشددت على أن المقاومة هي الخيار الاستراتيجي لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية، وأن الكفاح المسلح هو الطريق نحو الحرية والاستقلال، وإن موقف حماس الثابت يمثل إرادة الشعب الفلسطيني الراسخة في مواجهة العدوان والاحتلال، إنهم عازمون على مواصلة النضال حتى تحقيق العدالة.
نتنياهو، بسياساته المتهورة، يقود المنطقة إلى حافة الهاوية، حيث إن إصراره على إفشال المفاوضات واستمراره في العدوان على غزة يظهر ازدراءه التام للحياة البشرية، لقد حان الوقت للمجتمع الدولي، وخاصة القوى المؤثرة، أن يتخذوا إجراءات حاسمة ضد نتنياهو والكيان الصهيوني، يجب أن تكون هناك عواقب وخيمة لانتهاكاتهم المستمرة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.
إن نتنياهو، الذي يتباهى بقوته العسكرية المزعومة، يتجاهل عمدًا التكلفة البشرية لعدوانه، حيث إن سقوط الضحايا المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء، لا يحرك ضميره، وإن سياساته المتهورة لا تهدد فقط استقرار المنطقة، بل إنه يصر للهروب مما ينتظره في الداخل عقب انتهاء الحرب.
يجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفًا موحدًا ضد نتنياهو وسياساته المدمرة، يجب أن تكون هناك محاسبة صارمة لجرائمه، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وإن إفلاته من العقاب يمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي ويشجع على استمرار العنف والظلم، لقد حان الوقت لكي يدرك نتنياهو أن العالم لن يقف مكتوف الأيدي بينما يرتكب جرائمه، يجب أن يكون هناك ضغط دولي متضافر لإجباره على وقف عدوانه واحترام حقوق الشعب الفلسطيني.
إن السلام الحقيقي والدائم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال والاعتراف بالحقوق المشروعة للفلسطينيين، لكن نتنياهو، بسياساته قصيرة النظر، لا يهدد فقط أمن واستقرار المنطقة، بل يقوض أيضًا القيم العالمية للعدالة والسلام، وإن العالم يراقب، والتاريخ سيحكم على أفعاله.
في الختام لقد أصبح من الواضح أن الكيان الصهيوني، بقيادة بنيامين نتنياهو، لا يسعى إلى السلام أو إنهاء الاحتلال، فتكتيكاته المخادعة ومراوغته في المفاوضات ما هي إلا أداة لإطالة أمد معاناة الشعب الفلسطيني، إنه يستغل المفاوضات كغطاء لاستمرار جرائمه وانتهاكاته، وإن وضع شروط جديدة ومتطلبات غير واقعية يتعارض بشكل مباشر مع رؤية بايدن للسلام في المنطقة.
إن الكيان الصهيوني، بتجاهله للمجتمع الدولي ومقرراته، يثبت مرة أخرى أنه لا يحترم القانون الدولي ولا يعبأ بحياة المدنيين الأبرياء، إنه يتصرف ككيان فوق القانون، معتقداً أنه بمنأى عن المساءلة.
إن إفشال محادثات الدوحة هو دليل آخر على أن الكيان الصهيوني غير جاد في التوصل وقف اطلاق النار، والعالم يقف الآن أمام مفترق طرق حاسم، ويجب على المجتمع الدولي أن يتخذ موقفًا حازمًا ضد الكيان الصهيوني وقيادته المارقة، وألا يسمحوا باستمرار هذه الجرائم دون عقاب، فالسلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال، وانسحاب القوات الصهيونية، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.