الوقت_ ما لا شك فيه أن الكيان الصهيوني بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد تلقى هزيمة نكراء في عدوانه الأخير على قطاع غزة، فقد أثبتت غزة، بصمودها ومقاومتها الباسلة، بقيادة حركات المقاومة الفلسطينية، أن إرادة الشعوب لا تقهر، ولقد سقطت أحلام نتنياهو وأهدافه في توسيع نطاق حكمه وإطالة أمد بقائه في السلطة أمام صمود غزة الأسطوري.
ولا يخفى على أحد أن هدف الكيان الصهيوني من وراء هذا العدوان هو إطالة أمد الحرب وإعاقة صفقة تبادل الأسرى، وذلك من خلال اغتيال القائد إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لكن ما لم يتوقعه الكيان الصهيوني هو أن هذا الاغتيال سيكون نقطة فاصلة في تاريخ الصراع، حيث سارعت حركة حماس إلى تعيين القيادي البارز يحيى السنوار خلفا لهنية، والسنوار معروف بصلابته وقوته وشراسته في مواجهة الاحتلال.
لقد أثبتت غزة للعالم أجمع أن إرادة الشعوب لا تهزم، وأن المقاومة هي الخيار الأمثل لاستعادة الحقوق وتحرير الأرض، وإن صمود غزة في وجه آلة الحرب الصهيونية هو انتصار لكل الفلسطينيين ولكل الأحرار في العالم، وهو رسالة قوية بأن إرادة الشعوب هي الأقوى، وأن المقاومة ستظل خيارًا استراتيجيًا حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني.
عباس: اغتيال هنية محاولة إسرائيلية لإطالة أمد الحرب وإعاقة المصالحة الفلسطينية
اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن الكيان الصهيوني باغتياله إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في طهران، إنما يسعى إلى إطالة أمد الحرب في غزة، وأكد عباس في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية أن هذا العمل الجبان والخطير يهدف إلى توسيع نطاق الحرب، ما سيؤثر سلبا على المفاوضات الرامية لإنهاء العدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية.
ووصف عباس هذا الاغتيال بأنه محاولة إسرائيلية يائسة لإعاقة جهود تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، مؤكدا أن مثل هذه الأعمال لن تثني الفلسطينيين عن مواصلة مساعيهم لتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وفاق وطني.
وفي هذا السياق، شدد عباس على ضرورة نقل السيطرة على غزة إلى السلطة الفلسطينية، رافضا أي خطط إسرائيلية مؤقتة في هذا الشأن، كما دعا الكيان الصهيوني إلى التخلي عن أطماعه ووقف عدوانه على الشعب الفلسطيني، واحترام القانون الدولي، وتنفيذ مبادرة السلام العربية.
وعبر الرئيس الفلسطيني عن تطلعه إلى مناقشة هذه التطورات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته المرتقبة إلى موسكو بين 12 و14 أغسطس/آب، معربا عن ثقته في أن روسيا، بصفتها عضوا في اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، يمكن أن تلعب دورا مهما في دفع عملية السلام إلى الأمام.
وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، أكد عباس أن الجهود مستمرة لتحقيق الوحدة الوطنية، مرحبا بالجهود الدولية والعربية في هذا الصدد، وأكد أن تشكيل حكومة وفاق وطني مرهونة بموافقة حركة حماس على متطلبات المصالحة، مشيرا إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه في بكين بين الفصائل الفلسطينية بشأن تشكيل حكومة مؤقتة.
فلسطين الموحدة.. صخرة تحطم آمال الصهاينة
في ظل التطورات الأخيرة واغتيال القائد إسماعيل هنية، رئيس حركة حماس، من قبل الكيان الصهيوني، فإن المرحلة القادمة تتطلب توحيد الصفوف وزيادة التنسيق بين جميع حركات وفصائل المقاومة الفلسطينية، و إن وحدة الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية ومناطق الشتات هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال.
ويجب على الجميع إدانة الاغتيال الآثم الذي استهدف القائد إسماعيل هنية، والتأكيد على أن هذه الجريمة النكراء هي محاولة يائسة من الكيان الصهيوني لكسر إرادة الشعب الفلسطيني وإعاقة جهود المصالحة، والتأكيد أيضا على أن آمال الصهاينة ستتحطم أمام صخرة صمود الشعب الفلسطيني، ولن تكون غزة إلا مقبرة لأحلامهم الاستعمارية.
إن المرحلة القادمة تتطلب المزيد من الوحدة والتعاون بين جميع أبناء الشعب الفلسطيني، ويجب العمل على كسر شوكة الاحتلال وإفشال مخططاته، فجميع فصائل المقاومة تتفق على تنسيق الجهود ومواجهة هذا العدو الغاشم.
إن الشعب الفلسطيني، بكل فصائله وقواه الحية، يقف صفا واحدا في مواجهة الاحتلال، ولن يسمح لأي محاولة للنيل من وحدته وإضعاف موقفه، فالمقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع للشعوب التي ترزح تحت الاحتلال.
إن الكيان الصهيوني، مدعوما من الإدارة الأمريكية، يحاول أن يفرض واقعا جديدا على الأرض من خلال اغتيال القادة وتوسيع نطاق احتلاله، لكن الشعب الفلسطيني يؤكد أن إرادة الشعوب لا تقهر، وأن فلسطين ستظل عصية على أي محاولة لطمس هويتها أو تهجير أهلها.
الفصائل الفلسطينية.. وحدة وتنسيق لمواجهة التحديات
سبق وأعلنت الفصائل الفلسطينية عن دعوتها إلى إنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة بين الفصائل، مؤكدة على ضرورة زيادة التنسيق والتعاون، ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن موسى أبو مرزوق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، قوله إن حركته وقعت اتفاقا مع فصائل فلسطينية أخرى، بما فيها فتح، في الصين، وأكد أبو مرزوق أن حماس متمسكة بالوحدة الوطنية، قائلا: "اليوم نوقع اتفاق الوحدة الوطنية ونعلن أن الطريق لإتمام هذه العملية هو الوحدة الوطنية."
كما رحبت الفصائل الفلسطينية بقرار محكمة العدل الدولية بشأن عدم شرعية احتلال النظام الصهيوني ومستوطناته، وأكدت على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ودعت إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، وتفعيل إطار قيادي مؤقت ومتكامل للمشاركة في صنع القرار السياسي لفلسطين، وعبرت الفصائل عن تقديرها لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته البطولية في مواجهة عدوان النظام الصهيوني، مؤكدة على أن هذا الصمود يعزز موقف القضية الفلسطينية ويفشل المؤامرات التي تستهدفها.
في الختام، إن وحدة الشعب الفلسطيني بمختلف فصائله وقواه الحية هي السلاح الأقوى في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومخططاته الاستعمارية، وإن اغتيال القائد إسماعيل هنية هو محاولة يائسة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، لكنها ستكون دافعا لتوحيد الصفوف وزيادة التنسيق بين فصائل المقاومة، و إن صمود غزة في وجه العدوان الأخير هو انتصار للشعب الفلسطيني، ويجب أن يكون دافعا نحو المزيد من الوحدة والتعاون.
إن المقاومة بكل أشكالها هي حق مشروع للشعب الفلسطيني، وسيواصل نضاله حتى تحرير كامل ترابه الوطني، وإن الكيان الصهيوني، مدعوما من الإدارة الأمريكية، يحاول أن يفرض واقعا جديدا على الأرض، لكن إرادة الشعب الفلسطيني لا تقهر، وفلسطين ستظل عصية على أي محاولة لطمس هويتها أو تهجير أهلها، إن الشعب الفلسطيني يناشد المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه معاناته، ويدعو إلى محاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه وانتهاكاته، و إن وحدة فصائل المقاومة وتنسيق جهودها هي خطوة مهمة نحو تحرير فلسطين، ويجب أن يعمل الجميع يدا بيد من أجل تحقيق هذا الهدف النبيل.