الوقت- بعد استهداف تل أبيب، سعى الكيان الصهيوني إلى تبرير فشله وادعى حدوث خطأ بشري في عدم قدرته على إسقاط هذه الطائرة دون طيار، ولقد خصصت وسائل الإعلام العربية عناوينها الأولى لاستهداف تل أبيب، وأثناء حديثها عن إعلان مسؤولية القوات المسلحة اليمنية عن هذه العملية، تحدثت تلك الوسائل الاعلامية عن انخفاض سعر الشيكل مقابل الدولار منذ الساعات الأولى من صباح اليوم.
وحسب تقرير القناة 12 الصهيونية، فإن طائرة هجومية دون طيار بعد رحلة طويلة وتحركها في عمق الكيان الصهيوني ضربت مبنى في تل أبيب في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، ما أدى إلى مقتل صهيوني وإصابة 10 آخرين. وأصابت هذه الطائرة دون طيار مبنى عند مفرق شارع شالوم إيخام وبن يهودا، دون إطلاق صفارات الإنذار، ولاحظ المستوطنون الهجوم بعد سماع دوي انفجار قوي، وحسب الشهود فإن قوة الانفجار كانت كبيرة لدرجة أنه أمكن سماع صوته في المناطق المحيطة بتل أبيب.
وأكدت القناة 12 التابعة للكيان الصهيوني أن هذه الطائرة المسيرة جاءت إلى تل أبيب من البحر، وأكد سكان تل أبيب أنهم لم يسمعوا مثل هذا الانفجار الضخم من قبل، كما أكدت وسائل إعلام عبرية أخرى أن أنظمة المراقبة البرية والجوية وحتى البحرية لم تلاحظ وجود هذه الطائرة دون طيار المهاجمة ولم تكن على علم بها حتى ضربت مبنى في تل أبيب.
وقال يوهاي أفيك، أحد سكان هذا الشارع، للقناة 12: "منزلنا يقع بالقرب من مكان الانفجار، استيقظت أنا وزوجتي على صوت عالٍ للغاية، كما لو أن جسمًا ثقيلًا جدًا قد سقط على الأرض، حاولت أن أنظر من خلال النافذة ولقد رأيت سيارة محترقة"، وقال شاهد آخر: "رأيت الطائرة دون طيار بالعين المجردة، كنت أسبح في البحر مع أحد أصدقائي، عندما مرت فوقنا طائرة دون طيار من البحر، قلت للناس من حولي، يمكنكم سماع محركها، لحظات ولم يمر وقت طويل حتى ظهر اللون الأصفر في السماء، ولم يكن هناك أي صوت لأجهزة الإنذار".
الجيش الصهيوني الذي يبحث عن طريقة لتبرير فشله في كشف هذه الطائرة، أعلن بعد الهجوم أن الموضوع قيد التحقيق وسيتم التحقيق في كل أبعاده، وحالياً يتواجد في الموقع عدد كبير من القوات، ولقد زادت القوات الجوية دورياتها لحماية مجالها الجوي، ويطرح هذا الادعاء لدى بعض المحللين والخبراء هذا السؤال من وزارة الحرب في الكيان الصهيوني، وهو أنه إذا توجهت الطائرة نحو مقر وزارة الحرب، فما هو المبرر الذي لديكم؟
لكن نير ديبوري المراسل العسكري للقناة 12 التابعة للكيان الصهيوني، نقل عن بعض المصادر في جيش الكيان الصهيوني، زعمها أن خطأ بشريا تسبب في مرور هذه الطائرة المسيرة واستهدافها تل أبيب، وحسب هذا المراسل للجيش الإسرائيلي، فإن المسؤولين العسكريين والأمنيين (من أجل تبرير عدم كفاءة أنظمة الدفاع الإسرائيلية المختلفة) يؤكدون أن هناك خللاً كبيراً في هذا الأمر، ويجري حالياً تحقيق عميق لمعرفة سبب عدم التعرف على مكان وجود هذه الطائرة دون طيار.
في غضون ذلك، فإن إيتمار بن غفير، وزير الأمن الداخلي في الكيان الصهيوني، وردا على انفجار الطائرة دون طيار في تل أبيب، قال: "لقد فقدنا الأمن في إسرائيل، وتلوثت جميع خطوطنا الحمراء".
التصريحات قوبلت برد فعل الصحفي والمحلل الإسرائيلي البارز بن كاسبيت الذي كتب ردا على بن غفير: "أنت نفسك مسؤول عن أمن إسرائيل، إذا كان الأمر كذلك، فاستقل فورا واختفي من حياتنا، لأن الاوضاع في الجنوب والشمال غير آمنة، والوسط والغرب والشرق لا يطاق وأنتم المسؤولون عن هذه الأوضاع".
ومن أجل تبرير هذا الأمر، ادعى الكيان الصهيوني في الساعات التالية أن مؤسسات سلاح الجو اكتشفت وجود هذه الطائرة، إلا أن خطأ بشريا تسبب في عدم الاستجابة لها، وذلك على الرغم من أنه حسب تقارير إعلامية عبرية، فإن الطائرة دون طيار المذكورة كانت تحلق بعيدًا باتجاه (فلسطين المحتلة) لعدة ساعات حتى اصطدمت بمبنى في تل أبيب.
وهذا الفشل الكبير دفع رئيس أركان الجيش الصهيوني هيرتز هاليفي إلى عقد اجتماع عاجل مع مساعديه والأمر بإجراء تحقيق استخباراتي وتكنولوجي لمعرفة سبب عدم اكتشاف هذه الطائرة دون طيار ونقطة انطلاقها، وفي تقرير آخر ناقشت القناة التليفزيونية الصهيونية 12 عدم فعالية أنظمة الدفاع الإسرائيلية ضد هذه الطائرات دون طيار وأعلنت أن أحد التحديات الرئيسية لاكتشاف واعتراض هذه الأنواع من الأجسام الطائرة هو خصائص طيرانها، فهذه الطائرات دون طيار تطير على ارتفاع منخفض ولديهم رادار قصير، ما يجعل من الصعب للغاية اكتشافها.
ويؤكد المسؤولون الأمنيون في الكيان الصهيوني أن "إسرائيل" الآن محاطة بمخاطر أمنية وأن الهجمات ضدها تتم بشكل 360 درجة، وبالتالي لا يمكن لأي قوة في العالم أن توفر دفاعاً كاملاً أو 100٪ في مثل هذا الوضع سواء ضد الطائرات دون طيار أو الصواريخ ولن يكون لديها القدرة على الدفاع عن نفسها.
كما أعلن موقع صوت إسرائيل الإخباري اليهودي أن المبنى المستهدف في تل أبيب يقع بالقرب من السفارة الأمريكية. لكن رئيس أركان الجيش الصهيوني هيرتز هاليفي زعم بعد ساعات من الهجوم، ردا على أنباء عن مكان الهجوم بالقرب من السفارة الأمريكية في تل أبيب، أن هناك معلومات أمنية واستخباراتية محددة عن منفذي الهجوم الذين لم تكن لهم نية لاستهداف السفارة الأمريكية.
واعترف أيضًا "أننا، وقت الهجوم، أسقطنا هدفًا طائرًا آخر في الشرق والذي يبدو أنه تم إطلاقه لتضليلنا"، كما أعلنت قناة حدشوت الإخبارية في خبر أنه بعد هذا الهجوم قام سلاح الجو بتغيير جدول دورياته وسيتم تسيير دورية مكونة من 6 طائرات كل 15 دقيقة في كامل أجواء (فلسطين المحتلة).
كما نشر موقع الجليد الإخباري تقريرا مفصلا عن تفاصيل هذا الهجوم وأعلن أن الطائرة دون طيار تم إطلاقها من مسافة 2 ألف كيلومتر من اليمن وتمكنت من الوصول إلى تل أبيب بعد مرورها بأنظمة الدفاع الإسرائيلية وإيقاظ سكانها بصوت انفجارها، ووقع الانفجار حوالي الساعة الثالثة صباحا وتسبب في عطل مركز مراقبة شرطة منطقة تل أبيب بسبب العدد الكبير من المكالمات التي بلغت عن ذلك.
ونقلت وسائل الإعلام عن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، أن سلاح الجو التابع للجيش اليمني نفذ هذه العملية بطائرة محلية دون طيار، وأن هذه الطائرة المسيرة عبرت الحدود وتمكنت من تحقيق أهدافها بنجاح، وأعلنت القوات المسلحة اليمنية أن "منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة وهي في مرمى أسلحتنا"، كما كتب رون هولداي رئيس بلدية تل أبيب على صفحته X، "بلدية تل أبيب في حالة تأهب قصوى، الحرب لا تزال قريبة منا، حرب قاسية ومؤلمة، قوات البلدية وصلت بسرعة إلى المكان ونحن نجهز أنفسنا للتطورات المحتملة بعد ذلك وسوف نكون على استعداد تام".
كما زعم موقع كيبا الإخباري في هذا الصدد أن قوات أنصار الله اليمنية أطلقت صاروخا باليستيا و4 طائرات مسيرة في هجومها على تل أبيب صباح الجمعة، ووصلت طائرة مسيرة إلى تل أبيب، وحسب وسائل الإعلام اليوم، فإن السؤال الكبير الذي يجب على الجيش الإسرائيلي إجراء تحقيق عميق فيه هو كيف وصلت طائرة دون طيار تابعة لأنصار الله إلى تل أبيب من ميناء الحديدة اليمني بعد أن قطعت مسافة 2100 كيلومتر دون تفعيل أنظمة الإنذار لدى الكيان الصهيوني؟
كما أعلنت صحيفة كاكاليست الاقتصادية في خبر أن انفجار طائرة يمنية دون طيار في تل أبيب تسبب في انخفاض الشيكل وارتفاع سعر الدولار واليورو، ليصل سعر كل دولار إلى 3.66 شياكل صباح اليوم وبلغ سعر كل يورو 3.98 شياكل.