الوقت - رفض كبير في الأوساط الشعبية "الإسرائيلية" لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخططه ووعوده، حتى لدى بعض السياسيين في حكومته، نتنياهو ليس في أفضل أيامه فمنذ بدء عملية طوفان الأقصى، والمظاهرات والاحتجاجات على نتنياهو وحكومته لا تتوقف.
حيث شهدت "تل أبيب " مظاهرة حاشدة،مساء السبت، تطالب بإسقاط حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وإجراء انتخابات مبكرة والتوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس حيث رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: “حان الوقت لاستبدال نتنياهو” مطالبين بالعودة فوراً إلى طاولة المفاوضات وإبرام صفقة مع الفصائل الفلسطينية.
وقال ممثلون عن أهالي الأسرى: إنّ عملية الجيش الإسرائيلي الآن في مدينة رفح تعني تخلّي الحكومة عن هدف إعادة الأسرى سالمين، متهمين نتنياهو بمنع الوصول إلى صفقة من أجل أهداف سياسية.
وذكرت مصادر إعلامية أنّ قوات شرطة الاحتلال فرّقت بالقوة والمياه تظاهرة شارك فيها عشرات آلاف الإسرائيليين من أهالي الأسرى الصهاينة في شارع كابلان في تل أبيب.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أنّ الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 15 شخصاً خلال مشاركتهم في المظاهرات المطالبة بتنحي نتنياهو والتوصل لصفقة لإطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة.
وفي سياق متصل، احتشد قرابة 2000 إسرائيلي أمام منزل نتنياهو في مدينة قيسارية، مطالبين الحكومة بإبرام صفقة تبادل، ووصف المتظاهرون نتنياهو، بأنه “مذنب” و “رأس الفساد”، حسب يديعوت أحرنوت العبرية.
وفي مدن حيفا ونتانيا (شمال) ورحوبوت (وسط) وعشرات النقاط الأخرى في أنحاء فلسطين المحتلة، تظاهر آلاف الإسرائيليين للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين بغزة، وإقالة حكومة نتنياهو، حسب الصحيفة ذاتها.
وفي وقت سابق السبت، قالت “يديعوت أحرنوت”: إنّ مئات الإسرائيليين تجمعوا عند تقاطع حديقة العلوم في مدينة رحوبوت للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى وإجراء انتخابات مبكرة.
وأشارت إلى أن رئيس “الموساد” السابق داني باتوم، شارك في المظاهرة التي نظمت برحوبوت وفي تصريح له خلال المظاهرة قال باتوم: “يمنع (نتنياهو) عمدا إعادة المحتجزين وإنهاء الحرب، لأن ذلك يعرض حكومته للخطر”.
وقال أحد أقارب المحتجزين في مؤتمر صحفي نظمته عائلاتهم قرب مقر وزارة الدفاع بمنطقة الكرياه في مدينة تل أبيب: “توسيع العملية في رفح يعني التخلي عن المختطفين الأحياء”.
وأضاف: “أُبلغنا بالأمس بالعثور على جثث 3 محتجزين (في رفح وفق ادعاء الجيش الإسرائيلي)، وسقط المزيد من الجنود الأسبوع الماضي، في قطاع غزة ونحن نقول لمجلس الوزراء الحربي، يجب علينا إنقاذ الجميع على الفور”.
وتابع: “يجب إعادة المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وإحضار الجثث لدفنها في قبور "إسرائيل"، والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي من خلال الصفقة”.
وحسب أهالي المحتجزين فإنه: "واضح للجميع الآن أن نتنياهو يمنع الوصول إلى صفقة من أجل أهداف سياسية.. لو طالعتم استطلاعات الرأي لوجدتم أن غالبية الجمهور الإسرائيلي يفهمون ذلك حتى هؤلاء الذين أيدوا نتنياهو في البداية يفهمون ذلك الآن، يجب عدم السماح لنتنياهو بالاستمرار في اتخاذ القرارات".
وقالوا: "نقول لـ (كابينيت الحرب) أنه يجب أن نعيد جميع الأسرى الآن.. الأحياء منهم، وأن نعيد جثث الأموات.. والطريقة الوحيدة لفعل ذلك، هي الوصول إلى صفقة.. عدم تقديم نتنياهو بديل لحكومة حماس، يعنى تقوية حماس مرة أخرى".
وأضافوا، مُخاطبين غادي آيزنكوت رئيس الأركان السابق وعضو كابينيت الحرب الحالي، وكذلك بيني غانتس وزير الجيش السابق وعضو الكابينيت الحالي: "على أعضاء كابينيت الحرب، منع التوسع فى عملية رفح، وأن يدفعوا الوصول إلى صفقة الآن".. وقالوا لهما: "أنتما الآن تطبعان عملية التخلى عن الأسرى وتتعاونان بشأنها.. واجبكما أن تكشفا الحقيقة للشعب.. وهذا هو واجبكما الأخلاقي، وأن تدعوا للإطاحة بنتنياهو من السلطة، لأنه يتخلى عن الأسرى ويتركهم للموت".
وكان الوزير في كابينت الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، قد أمهل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ثلاثة أسابيع لوضع خطة عمل إستراتيجية لمواصلة الحرب، ملوحاً بانسحابه من الحكومة، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، وذلك بموازاة مطالبة زعيم المعارضة يائير لبيد لغانتس، بالانسحاب منها.
وقال منتدى عائلات الأسرى ردا على المؤتمر الصحفي الذي عقده غانتس، وأمهل فيه نتنياهو حتى الـ8 من الشهر القادم لتنفيذ طلباته أو الانسحاب من مجلس الحرب، انتهى وقت الكلام والوقت بدأ ينفد بالنسبة للأسرى ويجب تجديد المفاوضات.
وشددت العائلات -التي تتظاهر منذ عدة أشهر للإفراج عن ذويها- على أن “نتنياهو فشل في التوصل إلى صفقة تبادل”، وخاطبت أعضاء الكنيست قائلة لهم “إذا لم تزيحوا نتنياهو من الحكم، فأنتم شركاء له”.
وهددت بأنها ستتظاهر أمام الكنيسيت “وستشوش على جلسات الكنيست”، مؤكدة أن حراكها سيبدأ الاثنين المقبل.
وفي سياق متصل، تظاهر مئات الإسرائيليين في مدينة رحوبوت، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، وإجراء انتخابات مبكرة.
وتشهد المفاوضات غير المباشرة جمودا عقب رفض كيان الاحتلال مقترحا وافقت عليه حركة حماس أيار الجاري بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة بهدف إجراء صفقة تبادل أسرى ووقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة منذ الـ7 من تشرين الأول الماضي.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في الـ 6 من أيار الجاري، بدء عملية عسكرية في رفح، متجاهلا تحذيرات إقليمية ودولية من تداعيات ذلك، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح بالمدينة، دفعهم إليها بزعم أنها “آمنة” ثم شن عليها لاحقا غارات أسفرت عن شهداء وجرحى.