الوقت- انتشرت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين إلى المزيد من الجامعات عبر الولايات المتحدة ولوح رئيس مجلس النواب مايك جونسون خلال زيارته لجامعة كولومبيا بإمكانية نشر الحرس الوطني في حال لم تهدأ الأوضاع، واستقبل طلاب في جامعة كولومبيا رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون بصيحات الاستهجان خلال زيارته للمكان الذي أجج شرارة مظاهرات طلابية على مستوى البلاد على خلفية الحرب بقطاع غزة، يأتي ذلك في الوقت الذي مددت فيه الجامعة المفاوضات لفض مخيم اعتصام أقامه المحتجون في الحرم الجامعي، وقال جونسون: إن زيارته لحرم الجامعة في مانهاتن تهدف إلى دعم طلبة يهود يتعرضون للترهيب من بعض المتظاهرين المناهضين لـ"إسرائيل"
وتعاملت سلطات إنفاذ القانون بشكل عنيف مع بعض احتجاجات الجامعات في أنحاء البلاد، وأوقف 93 شخصاً الأربعاء 24 نيسان/أبريل بتهمة التعدي على الأملاك خلال تظاهرة في حرم جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، ونظمت في خضم تحركات طلابية مؤيدة لقطاع غزة في الولايات المتحدة، وفق ما أعلنت الشرطة، كما أفادت شرطة لوس أنجلوس في منشور على منصة إكس الخميس 25 نيسان/أبريل أنه "لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات، وستستمر دوريات الشرطة في المنطقة".
ومن جهتها، قالت جامعة جنوب كاليفورنيا عبر إكس حوالى منتصف الليل: إن الاحتجاج انتهى وسيظل الحرم الجامعي "مغلقا حتى إشعار آخر"، وأضافت الجامعة: "يجوز للطلاب وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والأشخاص الذين لديهم أعمال في الحرم الجامعي الدخول ببطاقة الهوية"، وشهدت التظاهرة المؤيدة للفلسطينيين في جامعة جنوب كاليفورنيا مواجهة بين سلطات إنفاذ القانون والطلاب الذين يتظاهرون تضامناً مع الفلسطينيين في الحرب الجارية بين "إسرائيل" وحركة حماس في قطاع غزة.
وبدأت موجة الاحتجاجات في جامعة كولومبيا في نيويورك، حيث أوقف العشرات الأسبوع الماضي بعد أن استدعت سلطات الجامعة الشرطة لفض اعتصام اتهمه طلاب يهود بأنه يشكل ترهيباً ومعاداة للسامية، ونفى متظاهرون، ومن بينهم عدد من الطلاب اليهود، تهمة معاداة السامية، وهدد رئيس مجلس النواب مايك جونسون خلال زيارة إلى جامعة كولومبيا بأنه "إذا لم يتم احتواء (التظاهرات) بسرعة، وإذا لم يتم وقف هذه التهديدات والتخويف، هناك وقت ملائم للحرس الوطني".
وتحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قُتل طلاب عزّل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام، وقال جونسون للصحفيين في جامعة كولومبيا إنه سيطلب من الرئيس الأمريكي جو بايدن "التحرك" محذراً بأن التظاهرات "تجعل الطلاب اليهود هدفاً في الولايات المتحدة" التي تضم حوالى ستة ملايين يهودي، أكبر مجموعة من اليهود في العالم بعد "إسرائيل"، غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيار صرحت أن جو بايدن يؤيد حرية التعبير، وقالت للصحفيين إن "الرئيس يؤمن بأهمية حرية التعبير والنقاش وعدم التمييز في حرم الجامعات".
وأوقف 120 شخصا لفترة وجيزة ليل الإثنين الثلاثاء أمام جامعة نيويورك في قلب مانهاتن، فيما أوقف حوالى خمسين متظاهرا في يال بولاية كونيتيكت، وأقيمت خيم احتجاج أيضاً الأربعاء في جامعة هارفارد، وفي الطرف الآخر من البلاد، شهدت جامعة تكساس في أوستن تواجه مئات الطلاب المؤيدين للفلسطينيين مع الشرطة.
اعتقالات بالجملة
وعبر منصة إكس، أعلنت جامعة جنوب كاليفورنيا إغلاق الحرم الجامعي مؤقتاً أمام الجميع "بسبب الفوضى"، واعتُقل ما يقرب من 100 شخص في المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الجامعة التي أعلنت أن حفل التخرج الرئيسي في مايو/أيار لن يقام، كما أعلنت جامعة ولاية أريزونا اعتقال 72 شخصاً، 15 منهم طلاب، على خلفية قيامهم "بالتخييم دون تصريح"، وحسب خبر صحيفة هارفارد كريمسون الطلابية، فإن مظاهرة الدعم لفلسطين التي ينظمها الطلاب المعتصمون في ساحة هارفارد مستمرة، وبعد أن رفع الطلاب العلم الفلسطيني في الساحة، طالبت الشرطة بإزالته، وأنزل موظفو الجامعة العلم، فردد المتظاهرون هتافات مؤيدة لفلسطين.
رسالة شكر من تلاميذ غزة
من جهتهم، أقام صباح اليوم تلاميذ في غزة وقفة بإحدى مدارس رفح، لتقديم رسالة شكر وعرفان لهم، وخلال الوقفة رفع التلاميذ الفلسطينيون لافتات عبّروا فيها عن شكرهم للطلاب في الجامعات الغربية مثل: "شكراً لطلاب جامعة مينيسوتا على تضامنهم مع غزة"، كما كتب على لافتة أخرى: "الحرب في غزة تدمر التعليم"، وفي الـ18 من أبريل/نيسان الجاري، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاماً بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارة الجامعة بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في الشركات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال عشرات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات بمختلف ربوع الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا، ولاحقاً، امتد زخم الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات أخرى في دول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا التي شهدت جميعها مظاهرات داعمة لمظاهرات الجامعات الأمريكية ومطالبات بوقف الحرب على غزة ومقاطعة الشركات التي تزود "إسرائيل" بالأسلحة.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكثر من 112 ألف قتيل وجريح معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية، وتواصل "إسرائيل" هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها باتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية" وتحسين الوضع الإنساني في غزة.
الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ داخل السلطات الأمريكية
قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون: إن فراغ السلطة في الولايات المتحدة هو أحد أسباب المظاهرات الطلابية الداعمة لفلسطين في الجامعات الأمريكية، وأضاف جونسون في حديث له: "السبب الذي يجعل خصومنا يتصرفون بشكل استفزازي هو أن الإدارة الحالية لرئيس الأمريكي جو بايدن غير قادرة أو غير راغبة في إظهار القوة على المسرح العالمي، وهذا الفراغ القيادي نفسه يمكننا استشعاره في هذه اللحظة الحرجة في تاريخ بلادنا، لأنه مع تزايد وتيرة معاداة السامية، نحن بحاجة ماسة إلى سلطة أخلاقية واضحة".
وأردف: "نحن بحاجة إلى أن يتحدث الرئيس جو بايدن علنا عن قضية الاحتجاجات في الجامعات الأمريكية، فهذا خطأ كبير ما يحدث الآن في حرم الجامعات، هذه ليست الطريقة الأمريكية، ويبدو أن الرئيس عاجز أو غير راغب في إيقاف هذه المهزلة"، وتشهد العديد من الجامعات الأمريكية المرموقة في الأيام الأخيرة بؤرة غضب واحتجاجات متصاعدة إزاء العملية الإسرائيلية في قطاع غزة وارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين التي بلغت أكثر من 34 ألف قتيل و77 ألف جريح.
وكانت وسائل إعلام أمريكية أفادت باعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين الأسبوع الماضي في جامعة كولومبيا، وما لا يقل عن 45 شخصا في جامعة ييل يوم الإثنين خلال احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.