الوقت- تعرَّضت جميع المباني تقريباً في المنطقة العازلة التي يقيمها جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل قطاع غزة للتدمير، حسبما أفاد تقرير صادر عن مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية نُشر الأسبوع الماضي.
ويتناول التقرير الأممي الدمار والأضرار التي لحقت بالمباني الواقعة ضمن منطقة بعرض كيلومتر واحد متاخمة للحدود الإسرائيلية.
وحسب التقرير، تضرر أو انهار 90% من المباني في المنطقة العازلة، حتى وقت التقاط الصورة الأخيرة التي يحللها التقرير وتحديداً بتاريخ 29 شباط/فبراير.
وبلغة الأرقام، فهذا يعني أن عدد المباني المدمرة بالكامل 3033 مبنى، والمباني التي تعرضت لأضرار جسيمة 327، فيما أصيب أكثر من 266 شخصاً بإصابات متوسطة، وفق التقرير.
وربما يكون عدد المباني المدمرة في المنطقة العازلة أعلى من ذلك؛ إذ فحص التحليل الذي أجراه مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية الدمار والأضرار التي لحقت بالمباني في منطقة تبعد كيلومتراً عن الحدود.
ولكن وفقاً لتحليل صور الأقمار الاصطناعية الذي نشرته مؤخراً صحيفة Haaretz، فالدمار الذي شهده مشروع المنطقة العازلة ربما وصل إلى مسافة 1200 متر من الحدود.
من جهته، قال هاريل دان، خبير نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد، لصحيفة Haaretz، إن تقرير الأمم المتحدة “يحمل بُعداً معيناً من اللغط؛ لكنه يبدو قريباً نسبياً من الحقيقة المطلقة”.
دان أضاف أن العدد الدقيق للمباني المدمرة يعتمد، من بين أمور أخرى، على طريقة تحديد المباني وموقع خط الحدود على الخريطة، مضيفا: “من كتبوا التقرير على ما يبدو أدرجوا في تقديراتهم لا فقط المباني الدائمة، بل أيضاً المنشآت الزراعية والمستودعات والمباني المؤقتة الأخرى، وإنه ربما توجد مبانٍ لم تحدَّد في الخريطة”.
ويراقب مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية ما يحدث في حرب غزة بمساعدة تحليل صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة.
ولهذه الطريقة في المراقبة أهمية كبيرة، لأن الجيش الإسرائيلي يقيد دخول الصحفيين إلى قطاع غزة.
ونادراً أيضاً ما يفصح الجيش الإسرائيلي عن تفاصيل حول مشروع المنطقة العازلة، رغم أنه مشروع هندسي واسع النطاق له آثار استراتيجية، ويثير انتقادات حادة في المجتمع الدولي واتهامات بأنه قد يكون جريمة حرب.
وفضلاً عن تقرير مركز الأمم المتحدة للأقمار الاصطناعية، صدر هذا الشهر تقرير شامل عن البنك الدولي يتناول الدمار والأضرار التي لحقت بالمباني في قطاع غزة خلال الحرب. ووجد هذا التقرير أنه حتى نهاية شهر يناير/كانون الثاني الماضي، تعرض للتدمير أو الضرر قرابة 60% من المباني السكنية في القطاع، أي حوالي 300 ألف وحدة سكنية.
وذكر البنك الدولي في تقريره أن “الحرب الدائرة في قطاع غزة تسبب خسائر في الأرواح وتشريداً وأضراراً في البنية التحتية بنطاق وسرعة غير مسبوقين”. وأشار إلى أن الأضرار التي لحقت بالمباني وصلت تكلفتها إلى 18.5 مليار دولار، حتى نهاية يناير/كانون الثاني الماضي.