الوقت - بينما تتعدد آراء السياسيين والمحللين حول إنجازات اجتماعات الدوحة، لكن اجتماع الأمم المتحدة بشأن أفغانستان الذي يستمر يومين، بحضور ممثلين خاصين لأكثر من 25 دولة ذات صلة بأفغانستان، سيعقد اليوم في العاصمة القطرية الدوحة.
يشارك حسن كاظمي قمي في اجتماع الدوحة اليوم، بصفته الممثل الخاص للرئيس الإيراني لشؤون أفغانستان في الجولة الأولى من هذا اللقاء والتي عقدت في شهر مايو من هذا العام، والآن في الجولة الثانية، هذا اللقاء يشهد "لاعباً غائباً كبيراً"، حيث أعلن مسؤولو طالبان أنهم لن يشاركوا في هذا الاجتماع.
من ناحية أخرى، ينعقد اجتماع الدوحة في حين يرفض المجتمع الدولي حتى الآن الاعتراف بحكومة الإمارة الإسلامية، ويجعله خاضعاً لشروط معينة، من بينها تشكيل حكومة شاملة وضمان حقوق الأقليات العرقية والدينية، واحترام حقوق المرأة.
وفي الوقت نفسه، أدت الظروف الاقتصادية غير المواتية إلى جانب العقوبات الغربية وحجب أموال الأفغان بالدولار في البنوك الدولية، إلى تفاقم الظروف المعيشية للشعب الأفغاني خلال العامين الماضيين، وهذا ما جعل نتائج الاجتماعات الإقليمية والدولية حول دعم أفغانستان ذات أهمية مضاعفة.
في اجتماع الدوحة، أعلنت الأمم المتحدة أن زيادة التفاعل مع الحكام المحتملين لأفغانستان وتعيين ممثل خاص للشؤون الأفغانية، هما هدفان لعقد هذا الاجتماع الذي يستمر يومين، لكن حتى الآن لم تظهر أي رغبة من سلطات الإمارة الإسلامية في اتجاه تشکيل هذه الأهداف وتنفيذها.
وفي هذا الصدد، ولمعرفة تفاصيل هذا اللقاء، وأيضاً تأثيرات هذا اللقاء على الوضع السياسي والاقتصادي والحفاظ على استقرار أفغانستان، أجرى "الوقت" حواراً مع السيد كاظم ظهره وند، الدبلوماسي الإيراني السابق.
تحدث أبو الفضل ظهره وند في البداية عن أهداف عقد اجتماع الدوحة، وذكر أن هذا الاجتماع يأتي في إطار عملية إدارة الأزمات التي تخلقها أمريكا في المنطقة، وأن الأمم المتحدة تلعب دوراً محورياً في هذا الصدد.
وأضاف: "في الواقع، هدفهم هو أن يطالبوا نوعًا ما بحقوق النساء والحركات المناهضة لطالبان، وبالطبع مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أنهم يؤكدون أيضًا على طريق التفاعل مع طالبان، بمعنى تعيين ممثل خاص لأفغانستان وقيادة الطريق نحو تشكيل حكومة شاملة".
كما قال هذا السفير الإيراني السابق، أثناء شرحه لتوجه اجتماع الدوحة تجاه الحكم في أفغانستان: إن "منهج المنظمين بشكل عام هو وضع طالبان تحت الإدارة بما يتماشى مع أهداف أمريكا في المنطقة، وإبقائها في المشهد السياسي لذلك البلد، كما ينبغي أن يعطوا الأمل للحركات المناهضة لطالبان، أنه من خلال اللقاء مع طالبان يمكنهم التوصل إلى معادلة للتعاون وخلق دور في الحكومة، وتجنب الدخول في صراع جدي بين الجانبين، وإنشاء أي تنظيم يهدف إلى الإطاحة بنظام طالبان".
وقال هذا الدبلوماسي السابق، في إشارة إلى الموقف الصريح لطالبان ورفض حضور هذا الاجتماع: "بما أن طالبان ترى نفسها في موقع قوة، فإنها تعتقد أن هذا الاجتماع لن يؤدي إلى تقريب مواقف الطرفين، أي طالبان ومعارضيها، وتعتبر نفسها الممثل الوحيد للشعب الأفغاني، ولذلك، تقرر في البداية أن يتوجه ملابرادر إلى الدوحة للمشاركة في هذه الجولة من الاجتماع، على أن يجتمع فقط مع السيد غوتيريش".
وصرح هذا الخبير في شؤون أفغانستان، في معرض توضيحه لتوقعات الشعب الأفغاني من المجتمع الدولي: "إن شعب أفغانستان ليس لديه حل لهذه المعضلة، ويمكن للأمم المتحدة والمؤسسات الدولية أن تصبح صوت الشعب الأفغاني وتدعمه".
وأضاف: "ولذلك، حسب الخلاف القائم بين مختلف جبهات الحركات المناهضة لطالبان، فإن عدم وجود نهج مشترك وتوجه واضح من ناحية، ومسألة إقامة كومنولث مع الدول الغربية والارتباك بين الشعب الأفغاني والحركات الأفغانية من ناحية أخرى، فإن هذه القضايا توفر الأساس لاستغلال هذا الشعب، واستمرار هذا الوضع هو تدمير كامل لمقدرات هذا البلد، وأمريكا لديها فرصة جيدة لإدارة واحتواء إيران وروسيا والصين، من خلال إبقاء الوضع في أفغانستان کما هو عليه".
وشدّد ظهره وند على أنه لا يوجد طرف مستقل فيما يتعلق بالمصالح الوطنية لأفغانستان، وقال: "بعض الدول تصطف مع مصالح طالبان، وبعضها الآخر مع مصالح أمريكا وحلفائها، ونتيجةً لذلك، فإن شعب أفغانستان ليس لديه جهة مستقلة تطالب بحقوقه".