الوقت- منذ بداية الحرب، فتح الكيان الصهيوني حسابًا خاصًا على شمال مدينة غزة واستخدم كل قوته لاحتلال هذه المنطقة وصب كمية كبيرة من النيران على هذا المحور.
ودمر الصهاينة كل مناطق شمال مدينة غزة تقريباً بقصف عنيف وغير مسبوق، بحيث لم يعد هناك أي أثر للحياة في هذه المنطقة، وتم تهجير السكان إلى المناطق الوسطى والجنوبية.
ورغم أن شمال مدينة غزة دمر بالكامل، إلا أن الصهاينة لم يتمكنوا إلا من احتلال 20% من هذا المحور، رغم أن الهجمات المفاجئة للمقاتلين جعلتهم يتراجعون عن عمق هذه المناطق ويستقرون في الضواحي حفاظا على أرواح جنودهم.
وحسب آخر المعلومات التي أوردتها المصادر الميدانية فإن المقاتلين حافظوا على الرعب في هذه المنطقة بخروجهم المفاجئ من الأنفاق وتنفيذ عمليات مباغتة ضد الصهاينة في المناطق المدمرة.
وحسب مصادر ميدانية، فإن جنود الصهاينة يشعرون بالخوف في كل لحظة في المناطق المدمرة والمحتلة شمال مدينة غزة، وكان القلق والخوف من الاصطياد من تحت الأرض يخيم على كامل كيانهم.
وكان الجنود الصهاينة يعلمون أن الحرب ليست فقط على الأرض والوقوع في فخ قوات القناصة والاستهداف المفاجئ بصواريخ خاصة، بل عليهم الحذر من الانجرار إلى تحت الأرض، وهذا الأمر أصابهم بالذعر.
كل هذه الأحداث أدت إلى انسحاب الكيان الصهيوني من شمال مدينة غزة وبدء عملياته هذه المرة لتدمير المناطق الوسطى من مدينة غزة بشكل كامل.
وأشار مصدر ميداني يتابع تطورات الأوضاع في غزة عن كثب، في حديث للمشرق، إلى تفاصيل استراتيجية الكيان الصهيوني في المركز، وقال: إن الصهاينة يحاولون قدر الإمكان السيطرة على أحياء ومناطق الوسط، وخاصة خان يونس وتدميره".
وذكر هذا المصدر الميداني أن تهجير الأهالي من مناطق الوسط إلى الأجزاء الجنوبية والحدود مع مصر (معبر رفح) على جدول الأعمال، مضيفا: الصهاينة لن يحققوا مكاسب عسكرية في الوسط كما في الشمال وسيواجهون خسائر فادحة ولكن تجدر الإشارة إلى أن نزوح أكثر من مليوني نسمة نحو المناطق الجنوبية وحدود مصر هو مظهر آخر من مظاهر الكيان الفاشي والعنصري الصهيوني الذي لا يلتفت إلى الحد الأدنى من حقوق الإنسان للمواطنين.
وبغض النظر عن رد فعل الحكومة المصرية على الإستراتيجية الصهيونية لتهجير السكان البالغ عددهم مليوني نسمة بالقرب من حدودها، وما إذا كانت حكومة نتنياهو ستتمكن من البقاء حتى ذلك الحين، فإن فصائل المقاومة لن تتسامح مع هذه القضية دون أدنى شك.
وفي حال بدأت عملية الهدم وسط مدينة غزة فإن ضغط فصائل المقاومة سيزداد في المناطق الحدودية المشتركة مع لبنان، ومن جهة أخرى، على الأمريكيين أن يتوقعوا أشد الهجمات في البحر الأحمر من قبل مقاومة حركة أنصار الله.
والعمليات ضد الصهاينة لن تقتصر فقط على لبنان وأنصار الله، كما ستجلب مجموعات المقاومة في العراق جزءا آخر من قوتها إلى الميدان، وفي هذه الأثناء لا بد من انتظار تفعيل جبهة الجولان التي سوف تغير جذريا جميع المعادلات.
واستهداف مواقع الصهاينة في البحر الأبيض المتوسط ومهاجمتهم من صحراء سيناء وبدء العمليات من حدود الأردن مفاجأة أخرى للتحالف الغربي العبري العربي.