الوقت- كتبت صحيفة يديعوت أحرونوت مقالا بقلم الكاتب مايكل ميلشتاين الذي ذكر أن "إسرائيل" تواجه طريقين صعبين وأسوأ؛ فإما أن تستمر في حرب الاستنزاف والمتاهة مع حماس والتي تؤدي إلا إلى تقوية هذه الجماعة، أو عليه أن يقبل بشروطها ويستمر في تقوية حماس.
وجاء في مقدمة هذا المقال: لقد تعرضنا لمفاجأة استراتيجية من العدو، وهي ليست على الإطلاق بمستوى وحجم الحكومة، وهو ما يعبر في حد ذاته عن وجهة نظرنا وتصورنا الخاطئ في فهم القضايا والشؤون المحيطة.
وأضاف المقال: ربما كان هذا أسوأ هجوم ضدنا في التاريخ، والذي قُتل فيه أكبر عدد من الإسرائيليين في يوم واحد، وكان يوم 7 أكتوبر أكبر هجوم ضد "إسرائيل" وتسبب في تدمير المستوطنات وتشريد عدد كبير من سكان هذه المستوطنات وما زال الأسرى المختطفون في قطاع غزة ينزفون وجرحنا المؤلم باقٍ.
وجاء في جزء آخر من هذا المقال: بعد مرور 100 يوم على بداية الحرب، هناك إصرار على القتال، ولكن مع ذلك، يملؤنا أيضًا شعور بالقلق والخوف، لعدم وجود أي من الأهداف الرئيسية لقد تحققت هذه الحرب المعلنة، ولا أنباء عن إسقاط حركة حماس، ولم يعد أي من الأسرى، نتيجة هذه العملية هو التطور التدريجي لظروف غامضة خلقت رؤية سياسية وعسكرية غير مفهومة لدى الأغلبية للمجتمع، الأمر الذي قد يكون كارثيا.
وفي هذا الصدد يؤكد الكاتب: أن هذه الحرب يمكن أن تتحول إلى حرب استنزاف لا نهاية لها، حرب ستسمح لحماس بالإعلان عن أنها لا تزال على قيد الحياة في مواجهة الهجمات الإسرائيلية العنيفة وأنها لا تزال تسيطر فقط على جزء من قطاع غزة، إضافة إلى أن هذا الوضع غير المستقر لن يسمح بتشكيل هيكل جديد في غزة في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
وجاء في هذا التقرير: بينما تتزايد موجة الانتقادات الدولية، لن يكون هناك أخبار عن عودة مستوطني المستوطنات المحيطة بغزة، ونتيجة لذلك فإن المشاكل الاقتصادية التي تشكلت ستبقى قوية، ليس هناك أي مؤشر على تبادل الأسرى، والأسوأ من ذلك كله أن ظروف اليأس والإحباط ستسود في المجتمع الإسرائيلي بسبب اتساع الفجوة بين أهداف الحرب والواقع على الأرض.
وأكد التقرير بالقول: "إسرائيل"اليوم على مفترق طرق، عليها أن تختار بين طريقين متضادين تماما؛ فإما أن تكون على استعداد لقبول اتفاق تبادل الأسرى وتترك حماس وشأنها بل تنسحب من غزة، أو عليها أن تواصل الجهود للإطاحة بحماس، الأمر الذي يتطلب السيطرة الكاملة على قطاع غزة برمته، ويجب ألا تعمي الرأي العام بأفكار فاترة وضعيفة مثل إقناع مسؤولي حماس بالانسحاب طوعا من غزة أو تشكيل حكومة بدوية في غزة، فهي ليست الحل لهذه الأحداث والحقائق.
واختتم بالقول: وفي الوقت نفسه، ينبغي أيضًا أخذ هذه النظرة الواقعية على الجبهة الشمالية بعين الاعتبار.