الوقت- بينما يتواصل تحليل وتقييم الخطاب السابق للسيد "حسن نصر الله"، الأمين العام لحزب الله، في الأوساط الصهيونية، فإن خطابه الليلة الماضية كان له أيضاً صدى واسعاً في وسائل الإعلام. وأعلنت أوساط عبرية ومصادر إسرائيلية: من الضروري أن نفحص كلام الأمين العام لحزب الله بعناية.
نصر الله ماهر في إدارة الحرب الميدانية والنفسية
أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية ردا على خطاب السيد حسن نصر الله الليلة الماضية أن نصر الله ماهر جدا في الحرب النفسية وأن هذا جزء مهم من الحرب، كل الإسرائيليين يستمعون جيدا لكلام نصر الله.
وشددت هذه الوسائل على أن نصر الله تحلى بشجاعة كبيرة في خطابه الرابع وما زالت رسائله متسقة، وقال نصر الله في جزء من كلمته إنه طالما استمرت الحرب في غزة فإن حزب الله سيكون حاضرا أيضا في هذه المعركة، الأمين العام لحزب الله لا يدير المعركة الميدانية فقط، بل الحرب النفسية أيضاً، وهو ماهر في هذا المجال.
وجاء في تقرير الإعلام العبري أن الأمين العام لحزب الله يستغل ما يحدث في "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) والأوضاع المزرية التي يعيشها الإسرائيليون على مستوى الرأي العام وحالة الحرب أيضاً كسجناء، ويتابع نصر الله بعناية كل الأحاديث والنقاشات التي تجري في "إسرائيل"، وكذلك تقييمات المحللين الإسرائيليين لظروف الحرب، كما أنه يولي اهتماما كبيرا لما يقوله الرأي العام الإسرائيلي، وما يقوله الإسرائيليون عن نصر الله صادم للغاية.
لا تستطيع "إسرائيل" أن تتحمل حرباً كبيرة وطويلة مع حزب الله
وواصلت وسائل الإعلام الصهيونية نقلها: لمن لم يفهم ما يقوله نصر الله نقول إنه قال إن "إسرائيل" إذا أرادت الرهان على حرب شاملة فسوف تنهار اقتصاديا، ف"إسرائيل" التي تدفع الآن ثمن الحرب في غزة، لن تصمد بعد الآن في حرب كبيرة، ولا تتحمل حربا طويلة مع حزب الله.
نصر الله يقرر وينفذ
آفي إيتام، جنرال احتياط في الجيش الصهيوني، والذي كان قائداً سابقاً للواء الجليل ومسؤولاً عن القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان عام 1999، قال في مقابلة مع شبكة “كان” الصهيونية: “نحن في حالة حرب مع حزب الله، وجنوب لبنان الجبهة الثانية ضد "إسرائيل" قد تم تفعيلها وأعلن نصر الله بصوت عال أن حزب الله يدعم غزة وحماس ولا يخشى الحرب، وقال نصر الله إن على "إسرائيل" أن توقف الحرب وإلا ستنهار الحكومة الإسرائيلية.
وأضاف هذا الجنرال الصهيوني: نصرالله يقرر وينفذ وعلينا أن نأخذ كل ما يقوله على محمل الجد.
بدوره، أعلن "جال بيسبيرج" المستشار الاستراتيجي ومسؤول إدارة الأزمات في الكيان الصهيوني، في مقابلة مع شبكة "كان" التابعة للكيان: يجب أن نستمع جيدًا لكلام نصر الله، لقد خاطب الإسرائيليين قائلا: “اسمعوا، أنتم منخرطون في سياساتكم وخلافاتكم الداخلية، كل يبكي في الاستوديوهات الخاصة به، لقد عانيتم ومازلتم تعانون، الأمور لا تسير كما يقول محللوكم، وهذا ما سيحقق النصر لنا (المقاومة) في الميدان.
وتابع بالتأكيد على ضرورة الانتباه لكلام السيد حسن نصر الله وقال: إنه (السيد حسن نصر الله وفصائل المقاومة) يراقبوننا، ولذلك من الأفضل للإسرائيليين أن يتوقفوا عن إدانة مجلس الوزراء والجيش و التعبير عن الخلافات الداخلية في الوضع الحالي.
كما قال شوش رافين، ضابط الاحتياط في الجيش الصهيوني، وهو مسؤول سابق في الشاباك، في نفس السياق: أعتقد أن نصر الله يؤثر بقوة على الرأي العام في "إسرائيل" ويمارس علينا ضغوطا نفسية كبيرة.
أكدت وسائل إعلام عبرية، السبت، أن الأمين العام لحزب الله نجح في مشاغلة جزء كبير من الجيش الإسرائيلي في الجبهة الشمالية، وأكدت أيضا أن نصر الله هو القائد الأكثر لباقة وذكاء في المنطقة وكلامه احترافي للغاية.
وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن السيد حسن نصر الله أستاذ في إدارة الحرب وحقق العديد من الإنجازات في هذا المجال، وأكدت أن القوة الهجومية لحزب الله مستمرة في التزايد وهذا الحزب يملك منطقة الشمال بأكملها بالإضافة إلى أن وسط "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) في مرمى نيرانها.
وأعلن غيرشون كوهين، ضابط الاحتياط في الجيش الصهيوني، أن السيد حسن نصر الله كان ولا يزال أستاذاً في إدارة الحرب، إنه يركز بشكل رئيسي على إضعاف معنويات الإسرائيليين، لقد وقعت "إسرائيل" مرة أخرى في فخ نصر الله، ولقد حقق حزب الله لنفسه إنجازاً استراتيجياً غير مسبوق بإخلاء المستوطنات الشمالية من "إسرائيل" (فلسطين المحتلة) وتحويل هذه المنطقة إلى ساحة معركة.