الوقت- واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها الوحشي على الشعب الفلسطيني، في قطاع غزة، جوًا وبرًا وبحرًا، لليوم السابع والثمانين على التوالي، مفتتحة العام الميلادي الجديد 2024، بسلسلة غارات جوية وقصف مدفعي شاركت فيه الدبابات والزوارق الحربية، ما أدى إلى استشهاد العديد من المدنيين الفلسطينيين وإصابة العشرات منهم.
وركّزت قوات الاحتلال الصهيوني اعتداءاتها، منذ فجر اليوم الاثنين (01/01/2024)، بالطيران والمدفعية بشكل خاص على المنطقة الوسطى لقطاع غزة، ومحيط مسجد أبو داوود في "مخيم 2" في النصيرات، بينما تواصل القصف المدفعي على محيط مناطق جباليا البلد شمال القطاع وحي التفاح شرقًا.
كما شنّ الطيران الحربي الصهيوني، منذ الفجر، عشرات الغارات الجوية بالتزامن مع قصف مدفعي مشكلًا أحزمة نارية حول الأحياء السكنية، ومتسببًا بارتكاب مجازر إضافية بحق المدنيين، حيث أفيد عن سلسلة غارات على مناطق متفرقة من القطاع، استهدفت منازل مأهولة وتجمعات سكنية ومنشآت وشوارع.
وأفادت مصادر محلية عن استمرار القصف الجوي والمدفعي على محافظة خان يونس طوال ساعات الليل، فيما أعلنت مصادر طبية عن استشهاد فلسطيني بقصف استهدف حي قيزان رشوان جنوب شرق مدينة خان يونس. وقصفت الطائرات الحربية منزلًا مأهولًا في مخيم النصيرات وسط القطاع، كما أطلقت زوارق العدو عددًا من القذائف باتجاه شواطئ المحافظة الوسطى، لا سيما شواطئ دير البلح والزوايدة.
وأصيب عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين؛ غالبيتهم من الأطفال، جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الجنينة شرق رفح جنوب قطاع غزة، في حين أفيد عن إصابة صياد فلسطيني بجروح خطيرة بعد استهداف الزوارق البحرية مركبه غربي النصيرات.
وقصفت مدفعية قوات الاحتلال صباحًا حي الشيخ رضوان وجباليا البلد شمال القطاع بالقذائف الثقيلة، فيما جدّدت قصفها العنيف على مخيم البريج والنصيرات وشارع صلاح الدين.
بالتزامن مع العدوان على غزة، ارتكبت قوات الاحتلال سلسلة اعتداءات جديدة على مناطق متفرقة في الضفة الغربية، كان أبرزها اقتحام بلدة قطنة الواقعة شمال غرب القدس المحتلة، حيث نفذت حملة مداهمات واعتقالات واسعة. كذلك اقتحمت، صباح اليوم الاثنين، مخيم الدهيشة في بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، ونفذت حملة مداهمات لعدد من المنازل، اعتقلت خلالها عددًا من الفلسطينيين لمّا يُحصَ عددهم بعد.
في غضون ذلك، تابعت فصائل المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان الصهيوني المتواصل على القطاع، فردت بسلسلة عمليات جريئة كان أبرزها، استهداف مدينة "تل أبيب" بصليات من الصواريخ، حيث أفادت وسائل إعلام العدو عن سقوط أكثر من 20 صاروخًا على المدينة.
وأعلنت كتائب القسام - الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية - حماس أنها قصفت، في الدقيقة الأولى من العام 2024، مدينة "تل أبيب" وضواحيها بوابل كثيف من الصواريخ من طراز M90 "ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين". وعلى إثر الرشقة؛ دوّت صفارات الإنذار في عشرات المدن والبلدات وسط كيان الاحتلال، وشوهد سقوط صواريخ في عدد من المناطق.
وجاء قصف تل أبيب بمثابة ردّ من المقاومين الفلسطينيين على مزاعم المتحدث باسم جيش الاحتلال، أمس الأحد، بأنّ قدرة القسام على إطلاق الصواريخ انخفضت 80% بفعل العملية البرية في القطاع. وتعقيبًا على قصف القسام، قال مسؤول موقع "0404" الإسرائيلي "بوعاز غولان" إن: "إطلاق الصواريخ هذه الليلة جاء بعد التصريحات التي أدلى بها الناطق بلسان الجيش الليلة الماضية، والتي ادعى فيها انخفاض قدرة إطلاق الصواريخ من القطاع إلى متوسط 14 صاروخًا يوميًا، إلّا أن حماس أطلقت العشرات منها منتصف الليل.. لقد حان الوقت لنتوقف عن تلقي الإهانات".
من جهته، رأى المراسل العسكري الصهيوني للقناة 14 "هيلل روزين"، أنّ: "صواريخ بداية العام 2024 أثبتت غياب الاستخبارات وانعدام الاستهداف المسبق بعد 3 أشهر من بدء الحرب، وعلى الرغم من تواجد قواتنا في كل مكان في القطاع".
وأشار موقع أخبار "إسرائيل اليوم" إلى أنّ: "الجيش قال إنّه دمّر قدرات حماس الصاروخية بنسبة 80% ، واليوم حماس تعايدنا بالعام الجديد بالضرب في مركز البلاد.. حماس انتصرت علينا". ومن جهته، قال موقع "كود كود" الإسرائيلي بعد رشقة القسام على تل أبيب: "لقد انتصرت حماس".
وابتهاجًا بصواريخ القسام، عمّت أصوات التكبيرات في مدينة قلقيلية في الضفة الغربية، وأطلقت المفرقعات النارية، فيما شهد قطاع غزة تكبيرات وتهليلات لحظة إطلاق كتائب القسام رشقة من صواريخها باتجاه "تل أبيب" ومحيطها.