الوقت- اضطر الأطباء في مستشفى الشفاء إلى دفن جثث عشرات الشهداء في قبر جماعي، ويضم المستشفى آلافا عدة من الفلسطينيين من مرضى وطواقم طبية ومدنيين نازحين.
وقال مدير المستشفى محمد أبو سلمية لوكالة “فرانس برس” إن “179 جثة” على الأقل دفنت في “قبر جماعي” في موقع المؤسسة الاستشفائية، موضحا أن بينهم سبعة أطفال خدج توفوا جراء انقطاع الكهرباء.
وأضاف: “اضطررنا إلى دفنهم في قبر جماعي”، مشيرا إلى أن “الجثث تنتشر في ممرات المستشفى والكهرباء مقطوعة عن برادات المشارح” مع عدم دخول أي كمية من الوقود إلى قطاع غزة منذ بدء الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأشار صحفي إلى أن رائحة الجثث المتحللة تنبعث في كل مكان في المستشفى. وتتمركز الدبابات الإسرائيلية عند أبواب مستشفى الشفاء في حين تواصلت المعارك والضربات الجوية في محيطه، وإن كانت أقل حدة من الليالي السابقة، حسب الصحافي.
وقال الجراح الدكتور أحمد المخللاتي لـ”رويترز” من مستشفى الشفاء في اتصال هاتفي إن الخطر الرئيسي الآن هو الجثث المتحللة في الداخل.
وأضاف “نحن على يقين من أن جميع أنواع العدوى ستنتقل لهذا السبب. اليوم (أمس) سقطت أمطار قليلة، كان الأمر فظيعا حقا، لم يتمكن أحد حتى من فتح نافذة، أو مجرد السير في الممرات بسبب الرائحة الكريهة”.
ومضى قائلا إن “دفن 120 جثة يحتاج إلى الكثير من المعدات، لا يمكن أن يتم بجهود يدوية. سوف يستغرق الأمر ساعات وساعات حتى نتمكن من دفن كل هذه الجثث”.
كما أشار إلى أن الأطباء أجروا عملية جراحية أول أمس الاثنين دون أي أوكسجين، ما يجعل التخدير العام مستحيلا، والوضع في مستشفى المعمداني وسط غزة، ليس أفضل حالا إذ إن عدد الإصابات نتيجة القصف الإسرائيلي “مهول”، بينما لا تتوافر أي أدوات للتطهير والتخدير.
وقال مدير العمليات والطوارئ في قسم الخدمات الطبية في المستشفى، أحمد اللوح إن المستشفى “يعاني من قلة الطواقم الطبية، حيث غادر جزء منهم جنوبا بحثا عن الأمان وللعمل في مستشفيات آمنة”.
وعن الظروف الصعبة التي يعملون فيها، أفاد بأنه يتم تطهير الإصابات باستخدام “ماء وملح” فقط، موضحا أن “أدوات التخدير والتصوير التلفزيوني والأشعة غير موجودة، كما لفت إلى “عدم توافر الوقود لتشغيل سيارات الإسعاف”.
أما مستشفى شهداء الأقصى فيعاني كذلك، نقصا في الموارد أجبر الأطباء على بتر أعضاء بعض المصابين لعجزها عن إجراء عمليات جراحية، حسب ما أعلن الدكتور خليل الدقران، لافتا إلى استشهاد عدد كبير من المصابين نتيجة النزيف وعجز الطواقم عن تقديم الخدمة الطبية لهم.
ووسط القصف والحصار للمستشفيات يواصل الاحتلال تسويق أكاذيب، فقد أعلن جيشه أن لديه “مؤشرات” تظهر أن مقاتلي حركة “حماس” احتجزوا رهائن داخل مستشفى للأطفال في قطاع غزة، وهو ما نددت به وزارة الصحة واعتبرته “تمثيلية سمجة”.
كذلك، اتهم القيادي في حركة “حماس” أسامة حمدان، الجيش الإسرائيلي باستهداف القطاع الصحي في غزة لدفع الشعب الفلسطيني إلى “الهجرة قسرا”، مشددا على أن “المقبرة الجماعية” في ساحة مجمع الشفاء تمثل “وصمة عار على جبين كل مَن لم يتحرك لوقف مجزرة القرن” بحق المدنيين.