الوقت - بينما قامت وسائل الإعلام الرئيسية، التابعة للإمبراطورية العالمية للدعاية للصهيونية العالمية، خلال الصراع بين الکيان الصهيوني وجبهة المقاومة، برفع التحيز تجاه الکيان الإسرائيلي إلى أعلى المستويات، فإن قناة سي إن إن الإخبارية، وعبر إجراء محيّر ونشر تقرير غريب، حاولت أن تتغلب علی بقية وسائل الإعلام في الدناءة والخبث الإعلامي.
فتقرير "سي إن إن" المفبرك والمزيف بالكامل، يدور حول "مثلي الجنس" اسمه "أومر أوهانا" و"خطيبه" ساغي جولان، وهو عضو في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحسب هذه القصة المثيرة للدموع (للمنحرفين والمفسدين الأخلاقيين بالطبع)، كانوا يخططون لإقامة حفل "زواج" وكان كل شيء ورديًا و"رومانسيًا"، حتى هاجمت حماس الکيان الإسرائيلي وأُرسل عشيق أومر إلى الحرب، وقُتل هناك.
ومن المثير للاهتمام أنه في هذا التقرير نفسه، يتم الإعلان عن أن الجيش الإسرائيلي القاتل للأطفال يسعى إلى تقنين مزايا وامتيازات خاصة للأزواج المثليين، وإذا بأحد الأزواج يُقتل أثناء خدمته في الجيش!
الحقيقة هي أننا نعيش في زمن غريب جداً، حيث انهارت دفعةً واحدةً كل الأقنعة التي استخدمت من قبل لإخفاء الوجه المنحط للثقافة "الرأسمالية الليبرالية"، وکذلك کل شعارات "الحرية" و"حقوق الإنسان" وأمثالها.
إن وسائل الإعلام التابعة للإمبراطورية العالمية للطغاة الصهاينة، لم تعد تتورع عن تقديم عروض سخيفة وعاطفية، وفي نفس الوقت وقحة ومثيرة للاشمئزاز، للترويج لـ "أجنداتها" الشريرة (والترويج للانحرافات الجنسية هو أحد عناوينها الرئيسية).
وهکذا فإن مديري سي إن إن، وبناءً على أوامر أسيادهم، اختاروا الحرب الإسرائيلية القاسية واللاإنسانية والإجرامية ضد شعب غزة، من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد.
فمن جهة يُظهرون الإسرائيليين كأشخاص متحضرين ومتعلمين وليبراليين، كانوا يعيشون حياتهم الطبيعية و"الرومانسيات" العاطفية عندما تعرضوا لهجوم من قبل الفلسطينيين، ومن جهة أخرى، يصوّرون أقذر أنواع العلاقات وأكثرها انحطاطاً، أي تصرفات قوم لوط، في إطار رومانسي وعاطفي وشاعري.
فبينما يتعرض النساء والأطفال والرجال في غزة لإبادة جماعية ممنهجة(في ظل الصمت المطبق وتقاعس الحكومات الغربية وحتى العالم العربي) بشکل غير مسبوق، ولا يمر يوم دون أن تنشر عشرات الصور للمدنيين الذين يسقطون شهداء في غزة، فإن "سي إن إن" قلقة على المشاعر "الرقيقة" والقلب "الحساس" للرجل المثلي الذي فقد "خطيبه" في الحرب مع حماس!
بالطبع، هذه هي الطبيعة الحقيقية لقناة سي إن إن، باعتبارها أحد الأذرع الرئيسية للصهاينة، والتي انکشفت في الماضي (لم ننس دور شبكة سي إن إن في العمليات الدعائية النفسية للعدوان العسكري في أفغانستان والعراق وليبيا وغيرها)، لكن هذه المرة يمكن رؤية وجهها الشرير وطبيعتها الجهنمية دون مكياج وقناع.