الوقت - تشهد تونس موجة حر شديدة وغير مسبوقة طوال، نهار الاثنين، ناهزت أقصاها 50 درجة ويتوقع أن تمتد إلى يوم غد الثلاثاء.
وفاقت درجات الحرارة في شتى أنحاء البلاد 40 درجة، بينما وصلت إلى مستوى 45 درجة فما فوق، في 19 ولاية من بين 24 ولاية، وفق بيانات معهد الرصد الجوي.
وتشهد البلاد موجة حر مستمرة منذ بداية تموز/يوليو الجاري وهي الأكثر حدة منذ أعوام.
وبلغت الحرارة في العاصمة تونس، وبنزرت شمال البلاد، اليوم الاثنين، 48 درجة في أقصاها وهو رقم قياسي لم تعرفه المدينتان منذ بدء توثيق أرقام معهد الرصد الجوي.
وقال مصدر من المعهد لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن درجات الحرارة قد تزداد حدة قبل أن تشهد انخفاضا ملحوظا يوم الاربعاء.
وقالت مسؤولة بوزارة الصحة إن الطب الاستعجالي (قسم الاستقبال والطوارئ) استقبل على مدار الأيام الأخيرة عدة إصابات بضربة شمس.
مع ذلك لم تصدر عن السلطات أي قرارات بتوسيع قاعدة العمل عن بعد.
وتتزامن ذروة الحرارة مع مغادرة عشرات الآلاف من موظفي القطاع العام لمكاتبهم عند الظهر، إذ تعمل المؤسسات الحكومية في تونس بنظام الحصة الواحدة خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس.
ووثقت عدادات السيارات على الطرقات أرقام أعلى من 50 درجة.
وقالت “شركة المترو” بالعاصمة إن ارتفاع درجات الحرارة تسبب في أعطاب فنية بعدة عربات وتعطيل أنظمة التكييف بها، ما أدى إلى اضطراب في الرحلات.
وفي المناطق الغربية لا تزال فرق الإطفاء تكافح منذ نحو أسبوع لاخماد حرائق في غابات ملولة على مقربة من المعبر الحدودي مع الجزائر “ملولة-ام الطبول”. وقالت السلطات المحلية اليوم إنها أجلت جميع السكان في المنطقة.
ولمجابهة الطلب المتزايد على الكهرباء قالت شركة الكهرباء والغاز المملوكة للدولة، إنها مضطرة للقطع الدوري للكهرباء لاحتواء الضغط على الشبكة وتفادي انهيارها.
وأعلنت وزارة الزراعة أيضا عن اتباع نظام الحصص في توزيع المياه بهدف الترشيد في الموارد المائية الشحيحة.
وتعد تونس من بين أكثر الدول تضررا من آثار التغير المناخي في منطقة الحوض المتوسط، كما تصنف من قبل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة من بين الدول التي تواجه مخاطر كبيرة جراء ندرة المياه.