الوقت - بالتوازي مع الوضع الأمني في الداخل، فإن أوضاع الکيان الصهيوني في مجال السياسة الخارجية ليست جيدةً أيضًا، حيث إنه عقب إعلان المغرب عن تأجيل لقاء النقب 2، أكد زعيم المعارضة في الکيان الصهيوني أن الحكومة الحالية تشهد فشلًا بعد فشل.
وانتقد يائير لابيد بشدة حكومة بنيامين نتنياهو بعد تأجيل اجتماع النقب 2، وقال: "مجلس الوزراء يمر بفشل بعد فشل .. اجتماع النقب 2 الذي أطلقته مع الولايات المتحدة والمغرب والإمارات والبحرين ومصر، تأجل مرةً أخرى بقرار المغرب. العلاقات الخارجية لا تدار بهذه الطريقة".
ويأتي انتقاد لابيد لحكومة نتنياهو بعد أن أكد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السويسري، أن بلاده تدين الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة جنين، وتعلن تضامنها الكامل مع الشعب الفلسطيني الشقيق.
وقال إن بلاده تتابع بقلق بالغ التطورات في الأراضي المحتلة، مؤكداً أن المغرب لا يقبل القرار الأخير لحكومة الکيان الصهيوني بتوسيع الاستيطان في الضفة الغربية. ثم أعلن تأجيل لقاء "النقب 2" بين الدول الموقعة على اتفاقيات أبراهام.
كان من المفترض أن يعقد هذا الاجتماع في الصيف، ولكن الآن تم تأجيل موعده إلى ما بعد الصيف. وأعلن بوريطة أن سبب تأجيل هذا الاجتماع هو وجود بعض المشاكل في جدول أعماله، إضافة إلى الوضع السياسي غير المناسب.
کما أعلن موقع "أكسيوس" الإخباري الأمريكي في تقرير مؤخرًا، أن المغرب طلب تأجيل الاجتماع الوزاري لمجموعة المصالحة (أربع دول عربية وقعت اتفاق المصالحة وتطبيع العلاقات مع الکيان الصهيوني) المعروف بـ "النقب 2".
في غضون ذلك، أعلن مسؤول دبلوماسي صهيوني مؤخرًا لـ "إي 24 نيوز"، أن المغرب قرر إلغاء استضافة اجتماع النقب 2 ردًا على تحركات الکيان الصهيوني لتوسيع مستوطناته بشكل كبير في الضفة الغربية.
وقال مسؤول أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه، لتايمز أوف إسرائيل، إنه لم يتم تحديد موعد محدد لهذا الاجتماع. وأضاف إن قرار الكيان الصهيوني تطوير المستوطنات، أدى إلى إخراج هذه العملية عن مسارها مرةً أخرى.
تسريع نمو الاستيطان
يبدو أن تطوير المستوطنات، الذي قررت تل أبيب الإسراع فيه، أصبح تحديًا للسياسة الخارجية لهذا الکيان، لدرجة أن جون كيربي، منسق الاتصالات في مجلس الأمن القومي الأمريكي، ردّ على ذلك وأكد في تصريح له: "لقد تحدثنا دائمًا بوضوح. نحن لا نؤيد التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وهذا الموقف لم يتغير".
وفي هذا الصدد، قال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: "المستوطنات الإسرائيلية غير شرعية، ونحن ندين عنف المستوطنين".
كما أدان الاتحاد الأوروبي قرار الكيان الصهيوني بإنشاء ألف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات. وفي هذا الصدد، يرى عدد من مسؤولي الكيان الصهيوني أن تطرف حكومة نتنياهو في مواجهة الفلسطينيين، تسبب في عزل هذا الکيان.
وذكرت شبكة "كان" أن مسؤولاً في الکيان الصهيوني لم يذكر اسمه، انتقد بشدة وزير الأمن الداخلي ووزير المالية في هذا الکيان، وحذر من أن سياساتهما دفعت الكيان الصهيوني إلى "عزلة سياسية غير مسبوقة".
وقال إن "سياسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش قرّبتنا من العزلة السياسية غير المسبوقة، ووزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، المسؤول عن تطبيق القانون، ينتهك القانون". ويرتبط رد فعله بمواقف سموتريش وبن غفير في موضوع المستوطنات.
دعا بن غفير، الجمعة الماضي، إلى عمليات عسكرية مكثفة في الضفة الغربية وزيادة مراكز الاستيطان غير الشرعية في هذه المنطقة، ووافق سموتريتش، صانع القرار الرئيسي بشأن قضية المستوطنات، على بناء سبع مستوطنات غير شرعية في الضفة الغربية.
استمرار العمليات الفلسطينية في الضفة الغربية
أفادت وسائل إعلام صهيونية، صباح السبت الماضي، عن إصابة جندي في الأمن الإسرائيلي بجروح في إطلاق نار على حاجز شمال القدس. وذكرت وكالة سما الفلسطينية للأنباء، أن هذا الصهيوني أصيب أثناء عملية إطلاق نار على حاجز قلنديا شمال القدس.
وبعد ساعات، أعلنت مصادر صهيونية استشهاد مطلق النار على الحاجز شمال القدس المحتلة. ولم تذكر هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني الصهيونية (كان) هوية هذا الفلسطيني.
وكانت القناة السابعة التابعة للکيان الصهيوني، قد أفادت في وقت سابق بوقوع 124 عملية إطلاق نار على الصهاينة في الضفة الغربية والقدس المحتلة خلال الشهر الماضي (أيار). وشهد شهر نيسان أيضًا، عقب الاشتباكات في الضفة الغربية، مقتل ثلاثة صهاينة وجرح 41 صهيونيًا، كما استشهد 11 فلسطينيًا.
حتى الآن، كان الصهاينة يقاتلون الفلسطينيين في جنوب الأراضي المحتلة وفي منطقة قطاع غزة فقط، ولكن الآن أصبحت الضفة الغربية في شرق فلسطين کابوسًا للصهاينة بسبب تسليح شبابها، وهو ما سلب النوم من أعين الصهاينة.