الوقت - أصبح الإعلان الرسمي عن تمرد ميليشيا فاغنر ضد الجيش الروسي، الخبر الرئيسي لوسائل الإعلام العالمية منذ الليلة الماضية، وانتشرت هذه الموجة الإخبارية بسرعة مع الخطاب القاسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد رئيس مجموعة فاغنر.
وفي هذا السياق، تم التعبير عن تحليلات مختلفة حتى الآن، ونظرت وسائل الإعلام العالمية المختلفة في زواياها المختلفة وفقًا لتوجهاتها السياسية، لكن السؤال الذي لا يزال دون إجابة في هذه الأثناء، هو لماذا اختار رئيس مجموعة فاغنر التوقيت الحالي للتمرد على الجيش الروسي؟
هل "الناتو" متورط؟
تسبب فشل أوكرانيا في متابعة الهجوم المضاد ضد الجيش الروسي في مناطق دونيتسك في الأيام الأخيرة، في موجة من خيبة الأمل والإحباط بين الشعب الأوكراني وداعميه الأوروبيين. کما أن الأنباء عن مقتل أكثر من 13 ألف جندي أوكراني خلال هذا الهجوم المضاد، تسببت أيضًا في وصف وسائل الإعلام الدولية لهذا الحدث بأنه هزيمة مريرة وثقيلة لكييف.
وهذا الموضوع ثبّت موقع روسيا في المعركة، وأدى إلى دفع أجواء السياسيين الأوروبيين نحو قبول مطالب موسكو وتحقيق نوع من الهدنة المؤقتة، وهو الموضوع الذي اختفى في الساعات الأخيرة وبعد الإعلان الرسمي عن تمرد فاغنر على الجيش الروسي، ورحبت السلطات الأوكرانية بهذا الموضوع وأعلنت استعادتها لأراضيها.
وفي هذا الصدد، يعتقد بعض المحللين أن عملية فاغنر الليلة الماضية كانت بمثابة إجراء استخباراتي أمني من قبل منظمة حلف شمال الأطلسي، التي تمكنت من الانتقام من هزيمة وفشل أوكرانيا في سياق الهجوم المضاد بهذه الطريقة، ومن خلال نقل المعركة إلى داخل أراضي روسيا.
هل يوقف تمرد فاغنر تقدم الجيش الروسي؟
قوات فاغنر متخصصة في حرب المدن والشوارع، ولهذا السبب تمكنوا من تقديم أداء ناجح في منطقة باخموت في أوكرانيا، ما أدى في النهاية إلى سقوط هذه المدينة، ويمكن استخدام هذه المسألة كورقة فاغنر الرابحة ضد الجيش الروسي، لكن عندما تتم دراسة حاجة هذه المجموعة للدعم، تصبح القضية خطيرةً بالنسبة لهذه المجموعة المسلحة.
في الأساس، كانت مشکلة فاغنر مع الجيش الروسي، والتي أدت في النهاية إلى التمرد الحالي، حول طريقة الدعم والخدمات اللوجستية لهذه المجموعة، وقد تسببت هذه القضية في أن تصبح الخلافات بين وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، ويفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر، حادةً للغاية أثناء معركة باخموت.
وتعود أهمية هذا الأمر إلی أن فاغنر كانت تعمل بالفعل كوحدة عسكرية روسية في أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، وهي تعتمد بشكل أساسي على موسكو في معداتها.
وعلى هذا الأساس، يعتقد معظم المحللين أنه على الرغم من أن تصرفات مجموعة فاغنر يمكن أن يكون لها آثار نفسية مدمرة، إلا أن هذه المجموعة تفتقر إلى الحد الأدنى من القوة اللازمة لتحدي الجيش الروسي، لأنه على المدى المتوسط لا يمكنها الحصول على المعدات والأدوات العسكرية، ودون الدعم اللوجستي سيتم نزع سلاح فاغنر تمامًا.
من ناحية أخرى، يمكن اعتبار هذه القضية كمدخل للناتو للدخول مرةً أخرى والتدخل في الحملة الحربية. وهذا يعني أن قوات الناتو ومعداته، التي كان من المفترض أن تخدم الجيش الأوكراني، يمكن أن تصبح الآن كعب أخيل للجيش الروسي، وأن تصبح متاحةً لمجموعة فاغنر، على الرغم من أن هذه القضية ستكون مخاطرةً كبيرةً للغاية بالنسبة لأوروبا.