الوقت - تتواصل العلاقات التطبيعية المغربية مع الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها لقاء وزير الداخلية والصحة موشيه أربيل مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، في الرباط، حيث اتفقا على إنشاء فرق عمل من شأنها تشجيع استقدام العمالة المغربية إلى قطاعيْ التمريض والإنشاءات في دولة الاحتلال. وعلى خلفية القفزة المتوقعة التي تقارب الثلاث مرات في عدد السياح الإسرائيليين، فقد ناقشا تسهيل التأشيرات المتبادلة.
ونقلاً عن محافل واسعة الاطلاع في تل أبيب، كشف إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة )يديعوت أحرونوت) العبريّة، النقاب عن أنّ “الوزير أربيل الذي يزور المغرب قرر مع نظيره المغربي تشكيل فرق عمل تعنى بالترقية لاتفاقية استقدام العمالة الوافدة من المغرب، في مجالات التمريض والإنشاء، كما أنّهما ناقشا تسهيل التأشيرات المتبادلة بينهما، على خلفية توقع وزارة السياحة المغربية وصول 200 ألف إسرائيلي إلى المملكة هذا العام“، وفقًا للمصادر واسعة الاطلاع في تل أبيب.
وأضافت الصحيفة العبريّة، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ “هذا الاتفاق يأتي استكمالاً لجهود وزيرة الداخلية السابقة أييليت شاكيد التي ناقشت سابقًا إجراءات مماثلة مع المغرب، لكن المغاربة رفضوا التوقيع على هذه الاتفاقية، أمّا اليوم فهما يحاولان استئناف العمل بها، لأنه وفقًا لبيانات وزارة السياحة المغربية فقد زار سبعون ألف سائح إسرائيلي المغرب، أمّا هذا العام، فقد قفزت توقعات وزارة السياحة المغربية لوصول العدد إلى مائتي ألف سائح إسرائيلي“، على حدّ تعبيرها.
وأشارت الصحيفة العبريّة أيضًا إلى أنّ “الجانبين يعملان على تعزيز تسهيل إصدار التأشيرات، والإسراع في تطوير التأشيرة الإلكترونية بحلول نهاية العام، وزيادة عدد الرحلات الجوية المباشرة، والتعاون بين السلطات المحلية، وتشجيع تومة المدن بينهما لتوسيع التعاون البلدي، وقد دعا أربيل الذي رافقه في الزيارة المدير العام لسلطة السكان والهجرة إيال سيسو الوزير المغربي لزيارة إسرائيل“، كما أكّدت المصادر الإسرائيليّة.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أوضحت الصحيفة العبريّة أنّ “زيارة الوزير الإسرائيلي تزامنت مع زيارة أخرى لوفد من أعضاء الكنيست للمغرب، بمشاركة دافيد بيتان، ومائير كوهين، وألموغ كوهين، وعوديد فورير، ورئيس الائتلاف الحكومي أوفير كاتس، وتمّ التقاط صور لهم في الكنيس اليهودي (الملك داود) بالدار البيضاء“.
وأكّدت المصادر، وفقًا للصحيفة العبريّة، أنّ “هذا التسارع الإسرائيلي في اتفاق التطبيع مع المغرب يأتي بعد قرابة الثلاث سنوات من إبرام الاتفاق في كانون الأوّل (ديسمبر) من العام 2020، بوساطة الرئيس الأمريكيّ السابِق دونالد ترامب، ومنذ ذلك الحين افتتحت سفارات في الرباط وتل أبيب، ويمكن رؤية ثمار التطبيع في الكتب المدرسية في المغرب، حيث احتوت مناهجه المدرسية على العديد من المحتويات الجديدة التي تشجع على التعايش مع اليهود، والاعتراف باليهودية، وهو ما لا يوجد له مثيل لها في أيّ بلدٍ عربيٍّ أوْ مسلمٍ، وكذلك إزالة المحتوى المناهض لإسرائيل من الكتب المدرسيّة في المملكة”، كما قالت المصادر في تل أبيب.
وكانت صحيفة (هآرتس) العبريّة كشفت أنّ إسرائيل قامت بإرسال خبراء أمنيين للمغرب كي يساعدوا المملكة في حربها ضد (جبهة البوليساريو)، التي تناضل من أجل تحرير الصحراء الغربية، علما أنّه في اتفاق التطبيع، أكّد الرئيس الأمريكيّ السابق، دونالد ترامب، أنّ واشنطن تدعم المغرب في قضية الصحراء، ولحقتها إسرائيل، إذْ أعلنت وزيرة داخلية كيان الاحتلال، آيليت شاكيد في زيارتها الأخيرة للمغرب، عن تأييد بلادها لسيطرة المغرب على الصحراء الغربية.
وفي 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف علاقاتهما الدبلوماسية بعد توقفها عام 2000.
وفي 22 من الشهر ذاته، وقعت الحكومة المغربية "إعلانا مشتركا" مع تل أبيب وواشنطن، خلال أول زيارة لوفد رسمي إسرائيلي أمريكي للعاصمة الرباط.
واستقبلت المملكة خلال الأسابيع القليلة الماضية عددا من المسؤولين الإسرائيليين، على غرار وزير الاقتصاد والصناعة، نير بركات، ووزير المواصلات في حكومة نتنياهو، ميري ريغيف؛ إضافة إلى الزيارة الأخيرة لرئيس الكنسيت، أمير أوحانا، التي أكد خلالها أن “الحكومة الإسرائيلية تخوض نقاشا جادا للاعتراف بمغربية الصحراء”.
المحلل السياسي، محمد شقير، قال إن زيارة رئيس البرلمان الإسرائيلي للمغرب، تدخل في إطار تأييد قرار الولايات المتحدة الأمريكية حول مغربية الصحراء، وخاصة أن المسؤول الإسرائيلي من أصول مغربية، وهذه المسألة مؤشر على هذه الخطوة كما أنه حث في تصريحه رئيس الحكومة الإسرائيلية على الإسراع بالاعتراف بمغربية الصحراء.
وأوضح شقير أن هذا الاعتراف هو فقط استكمال لبنود الاتفاق الثلاثي الذي استند بالأساس على هذا التحالف الثلاثي الذي مرتبط بطبيعة الحال باعتراف كل من الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الإطار، وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أكدت مؤخرا على الاعتراف بمغربية الصحراء، فأظن أن إسرائيل كان من المفروض أن تسير على النحو نفسه وتقوم بهذه المسألة.
واعتبر المحلل السياسي، أن اعتراف إسرائيل بمغربية الصحراء لن يشكل أي جديد بالنسبة للمغرب، وخاصة أنه “ممكن أن يتم إحراجه في هذا المستوى نظرا للعمليات التي تقوم بها إسرائيل في مواجهة فلسطين، والتي ربما حتى بعض الخصوم يمكن أن يستغلوا هذه المسألة وينتقدونها، وخاصة الجزائر وبعض الدول الإفريقية”.
ولفت شقير، إلى أنه يمكن أن يكون هذا الاعتراف في صالح إسرائيل أكثر من أن يكون في صالح المغرب، لأن الأخير له حضور على مستوى التمثيل الديبلوماسي لهذا تم تأجيل اجتماع النقب لعدة مرات، وهذا بطبيعة الحال يدخل في التريث المغربي في التعامل مع إسرائيل في هذه المسألة، وحتى إسرائيل فهمت ذلك وفهمت أن تحركات المغرب في هذا الاجتماع يجب أن تكون منسجمة ومتناغمة مع بنود الاتفاق الذي تم توقيعه بين المغرب والولايات المتحدة وإسرائيل في 22 ديسمبر 2020 بالرباط.