الوقت - دعت طالبة من أصول يمنية في خطاب مثير للجدل بجامعة نيويورك إلى رفع الظلم الواقع على المعتقلين السياسيين الفلسطينيين في السجون الأمريكية في إشارة نادرة إلى المعتقلين في قضية مؤسسة “الأرض المقدسة” ومقرها ولاية تكساس بزعم تمويل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) .
وقالت الطالبة فاطمة موسى محمد في خطابها باسم خريجي دفعة 2023 من كلية الحقوق بجامعة نيويورك إن إسرائيل تواصل إطلاق الرصاص والقنابل بشكل عشوائي على المصلين، وتقتل الأطفال، وتهاجم الجنازات والمقابر، وتشجع عصابات الإعدام خارج نطاق القانون على استهداف منازل الفلسطينيين ومحلاتهم التجارية، وتعتقل الأطفال الفلسطينيين، وتواصل مشروعها الاستعماري الاستيطاني المتمثل في طرد الفلسطينيين من منازلهم.
وأضافت محمد في الخطاب الذي ألقته يوم 12 مايو إن” النكبة لا تزال مستمرة، ولكن الصمت لم يعد مقبولا”.
ودعت الطالبة، التي قالت إنها جاءت من أرض اليمن الغنية ونشأت في شوارع كوينز المتواضعة بنيويورك، إلى الثورة على المؤسسات القمعية في الولايات المتحدة، مشيرة إلى الجيش والشرطة وإدارة الهجرة ونظام السجون في الولايات المتحدة.
وقالت:”القانون هو مظهر من مظاهر التفوق الأبيض الذي يستمر في قمع الناس في هذه الأمة وحول العالم”.
وأضافت: “أُنشئت أنظمة القمع لتغذية إمبراطورية ذات شهية نهمة للتدمير والعنف. مؤسسات أُنشئت للترهيب، والتنمر، والاستشعار وخنق أصوات أولئك الذين يقاومون”.
وقد حذفت كلية الحقوق في البداية الخطاب على موقع يوتيوب، ولكنها اضطرت لنشره بعد احتجاج عام على إسكات الأصوات المؤيدة للفلسطينيين.
وأشارت محمد إلى أن الثورة ستعيش “على الرغم من عدم بثها على التلفزيون” وقالت في الخطاب، الذي أثار الهيستيريا في أوساط اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة والجماعات اليمينية :” لم نعد نستسلم للظالمين. لم نعد نضع أملنا في وعيهم الفاسد ،سنظهر لأنفسنا، وسنحمي النضال الذي يقربنا جميعًا من سقوط كل المؤسسات القمعية”.
وأكدت محمد أن جميع إمبراطوريات الدمار قد سقطت من قبل وهتفت ” يبدأ القتال الآن”.
وطالب جمهوريون بقطع التمويل عن الجامعة بعد نشر الخطاب بذريعة “معاداة السامية” وانتقاد إسرائيل.
من جانبه، أصدر عمدة نيويورك إريك آدمز بياناً هاجم فيه المحامية المستقبلية فاطمة موسى محمد بسبب خطابها الناري.
وقال في بيانه الذي نشره عبر صفحته في “تويتر“: “لقد كنت فخورًا بتقديم رسالة مختلفة في حفل بدء قانون مدينة نيويورك لهذا العام – رسالة تحتفل بالتقدم في مدينتنا وبلدنا ، وواحدة تكرم أولئك الذين يقاتلون للحفاظ على سلامتنا وحمايتنا”.
وأضاف: “الحريات ، مثل عمي جو ، الذي توفي عن عمر يناهز 19 عامًا في فيتنام بينما كان يبذل حياته من أجل بلدنا”.
واختتم منتقِداً خطاب فاطمة بالقول: “لا يمكننا أن نسمح لكلمات السلبية والانقسام أن تكون هي الكلمات الوحيدة التي يسمعها طلابنا”.
كلمة الطالبة اليمنية أثارت بقية الطلاب والحاضرين في حفل التخرج، وانتشرت مقاطع الفيديو لكلمة الطالبة فاطمة في الأوساط الأمريكية بشكل سريع ما أدى إلى سخط واسع داخل المؤيدين لليهودية والصهيونية في أمريكا، وهو ما دفع البعض لاتهامها بما يطلق عليه الأمريكيون “معاداة السامية”.
واتهم ريتشي توريس، العضو الجمهوري في مجلس النواب الأمريكي، الطالبة اليمنية بأنها تعاني من "متلازمة التشويش المعادية لإسرائيل".
وطالب الجمهوريون بالكونغرس دافعي الضرائب بالتوقف عن تمويل جامعة نيويورك، حيث كان من المقرر أن تحصل على منحة بقيمة 5.7 مليارات دولار في العام المقبل.
وفي إطار ذلك، دعا "لي زيلدين"، عضو سابق بالكونغرس إلى إيقاف تمويل دافعي الضرائب على الفور حتى يعود الترحيب الأمريكي باليهود المناصرين لكيان الاحتلال الإسرائيلي بالجامعة، فيما اتفق معه الرئيس التنفيذي للمنتدى القانوني الدولي لمواجهة "معاداة السامية" على ذلك، معربًا عن استيائه من وصف فاطمة لإقامة كيان الاحتلال بـ "الكارثة" فيما عده إعلانًا للتحريض عليه.
فيما قال أرسين أوستروفسكي، الرئيس التنفيذي للمنتدى القانوني الدولي، وهو عبارة عن شبكة عالمية من المحامين الذين يكافحون ما تسمى “معاداة السامية”، إن جامعة مدينة نيويورك أصبحت نقطة البداية التي تنطلق منها كراهية اليهود في الحرم الجامعي في أمريكا اليوم”.
وأضاف أوستروفسكي: “قد يتوقع المرء مثل هذا الخطاب في رام الله أو لبنان ، لكن للأسف، أصبح من الصعب التمييز بين هذه المدن ومدينة نيويورك”.
وقال: “بالنظر إلى مكانة جامعة مدينة نيويورك كمؤسسة عامة، يجب إلغاء تمويلها على الفور، لأنه من غير المعقول أن تتكفل أموال الدولة بمثل هذه الكراهية والتحريض العنصريين”.
ووصفت شبكة “نيوز ماكس” المؤيدة للحزب الجمهوري في أمريكا الطالبة اليمنية فاطمة محمد بأنها لا سامية، أي معادية لليهود.
أما الجمعيات والشبكات اليهودية في واشنطن فأصدرت بيانات علنية تدين فيها خطاب الطالبة فاطمة محمد وتطالب بمحاسبة جامعة نيويورك.
في المقابل حضيت الطالبة فاطمة محمد بتأييد واسع من قبل زملائها في الجامعة والناشطين المناهضين لإسرائيل وللعنصرية والاستعمار.
يذكر أن فاطمة لم تكن الطالبة الأولى التي تتعرض للهجمة الصهيونية، فقد سبقتها الطالبة "نردين كسواني"، وطالبة يمنية أخرى تحدثتا في نيويورك عن القضية الفلسطينية في محاولة لاستثمار المنصة في رفع الوعي وبناء حركة من أجل التحرير الفلسطيني ولا سيما في ظل القوة التأثيرية لما يحدث في الحياة هناك قولًا وفعلًا .