الوقت- بين الحين والاخر تنشر مراكز الابحاث التابعة للكيان الصهيوني تقارير حول تنامي قدرة حركات المقاومة وتطور قدراتها العسكرية، في الوقت نفسه هناك الكثير من المحللين الصهاينة يتناولون بشكل مستمر مدى الفشل الذي يعاني منه الكيان الصهيوني على كل المستويات الامنية والعسكرية والاقتصادية وتردي الوضع داخل كيان الاحتلال الصهيوني الذي يعاني من مشاكل كبيرة على المستوى الداخلي، إضافة إلى ذلك فإن وسائل الإعلام الإسرائيلية تتناول بشكل مستمر القلق والخوف الذي يسيطر على قادة الكيان الصهيوني حيث لا يخفى على أحد أن الأوساط الإسرائيلية تشهد حالة من الخوف والهلع بسبب تزايد عمليات المقاومة في الضفة الغربية وفي مدينة نابلس حيث إن الضفة الغربية المحتلة تعيش منذ فترة طويلة على صفيح ساخن وبالأخص في الفترة الأخيرة، وبالتالي ونتيجة للعمليات التي يقوم بها أبناء الشعب الفلسطيني فإن القلق الأمنيّ الإسرائيليّ من المقاومين في نابلس وبالتحديد مجموعة “عرين الأسود”، قد وضع تل أبيب امام العديد من السيناريوهات الخطيرة حيث تتحدث وسائل الإعلام العبرية أن العمليات وكرة اللهب والغضب الفلسطيني يمكن أن تقلب الامور رأساً على عقب،الإعلام العبريّ تحدث خلال الأيام الماضية عن خطر محتمل في الضفّة الغربيّة المُحتلّة فما تخشاه القيادة الإسرائيلية هو اندلاع شرارة اللهب وقيام المقاومين بعمليات ضدها .
وفي هذا السياق ومن خلال التصريحات على وسائل الإعلام الصهيونية يتبين أن حركة المقاومة الأسلامية حماس قد حظيت بشعبية كبيرة لدى أبناء الشعب الفلسطيني وأن هناك مخاوف جدية لدى الكيان الصهيوني من قدرات حركة المقاومة الاسلامية حماس، فالحركة اليوم أصبحت أكثر قوة من أي وقتٍ مضى لذلك فإن تصاعد المخاوف لدى المسؤولين في الجهاز الأمني الصهيوني من القدرات العسكرية لحركة المقاومة الأسلامية حماس أصبح واضحاً بشكل كبير ، ووفقاً للإعلام العبريّ، فإن مخاوف الكيان الصهيوني من صواريخ حركة المقاومة في قطاع غزة قد وضع المسؤولين الصهاينة امام وضع صعب حيث إنهم لا يملكون حلولاً لمواجهة هذا التهديد.
معهد الأمن القومي "الإسرائيلي" يشيد بقدرة حماس
خلال الأيام الماضية نشر معهد الأمن القومي الإسرائيلي تقريراً حول قدرة حركة المقاومة حماس حيث جاء في التقرير إن حركة حماس عززت من سيطرتها على المشهد الفلسطيني خلال الآونة الأخيرة، ولاسيما بعد موجة العمليات الأخيرة في الضفة الغربية وإطلاق الصواريخ من لبنان وقطاع غزة. وتحدث الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي أودي أويكل إن ما يسمى "عيد الفصح" اليهودي شهدت خلاله دولة الاحتلال تصعيدًا متعدد الجبهات لم نشهده في منطقتنا منذ فترة طويلة حيث تم إطلاق عشرات الصواريخ من لبنان وكذلك من قطاع غزة ، ووقعت عمليات في الضفة الغربية.
وحسب معهد الأمن القومي فإن "سبب التصعيد في الساحة الفلسطينية خلال عيد الفصح وشهر رمضان 2023 هو الاشتباكات التي وقعت في 5 نيسان بين شرطة الاحتلال وشبان فلسطينيين في المسجد الأقصى، وصور قاسية انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي واخلاء قسري للمسلمين". وزعم أويكل الباحث في المعهد أن الشباب (معظمهم ينتمون إلى حركة حماس الذين تمكنوا من دخول الحرم القدسي دون تصاريح وزعموا أنهم أرادوا الاعتكاف "
صواريخ حركة حماس تطال العمق الصهيوني
في ظل التمادي الصهيوني وارتكاب الجرائم بحق أبناء الشعب الفلسطيني، يقف أبناء الشعب الفلسطيني صفاً واحداً في مواجهة الصلف الصهيوني، حيث إن حركة المقاومة حماس في الداخل الفلسطيني لقنت الكيان الصهيوني خلال الاسابيع الماضية دروسا قاسية فقد ردت "المقاومة" الفلسطينية بإطلاق وابل من 34 صاروخا في اليوم التالي من جنوب لبنان - وهي الأعنف منذ حرب لبنان الثانية.
وفي الوقت نفسه، تم إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ووقعت عمليات إطلاق نار في الضفة الغربية. وأشادت حماس بإطلاق الصواريخ من مناطق سيطرة حزب الله في جنوب لبنان، فيما قال حزب الله من جهته إن عمليات الإطلاق تمت دون علمه، رغم أنه أعرب عن دعمه لها. ووفق الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي فإن شهر آذار شهد تحذيرًا لنائب رئيس المكتب المركزي لحماس والمسؤول عن الضفة الغربية صالح العاروري للاحتلال وألمح إلى أن التصعيد قد يشهد حضورًا لساحات أخرى مثل ما جرى من لبنان خلال الشهر الجاري.
حماس أكبر من أن تكسر
لقد أكدت حركة المقاومة الفلسطينية حماس أنها أكبر من أن تكسر وأنها أصبحت معادلة سياسية قوية وصعبة لا يمكن تجاوزها ولهذا فإن الرهان على كسر حركة المقاومة حماس هو وهم وأضغاث أحلام وأن كل قادة الاحتلال جربوا حظهم ورفعوا كل هذه الشعارات العالية، وفي نهاية المطاف سقطت كل الرهانات وفشلت كل المؤامرات واستنزفت كل الخيارات، وادرك العالم اجمع أن حماس أكبر من أن تكسر وأن شعبها أكثر التحاماً في كل مرة يتعرض لعدوان، وأن الضربة لن تخيفها ولن تميتها لأنها قدر الله تعالى في ارض فلسطين. وفي السياق نفسه يمكن القول ان حماس اليوم وفي كل يوم تتألق لتكون اصلب عودا وأقوى شكيمة وأكثر إصراراً على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة، وعلى قادة الاحتلال أن يوفروا جهدهم ووقتهم ومخططاتهم ومكرهم، فحماس باتت تمثل معادلة سياسية صعبة ورقما صعبا في المنطقة لا يمكن تجاوزه ويصعب على كل الأطراف أن تتجاوزه.
ولعل اكثر ما استفز قيادة كيان العدو في الاسبوع الاخير هو قدرة حماس على الرد متى ارادت ، لقد ضلل قادة الكيان شعبهم بان فترات الهدوء التي مرت كانت بسبب الانتصارات التي تحققها اجهزتهم الامنية على فصائل المقاومة ، وظلوا يتبجحون بذلك كلما سئلوا عن استحقاقات مراحل الهدوء ، ولكن كتائب القسام اثبتت انها قادرة على الضرب متى ارادت ، فاين انذاراتهم الامنية التي لم تستطع الى الان ان تمنع حماس عن الايفاء بتهديداتها وتعهداتها ، لقد اثبتت العمليات الاخيرة ان الصهاينة هم رهينة لدى المقاومة وليس العكس ، واما اختلال موازين القوى فقد ترك لحرب الارادات التي اثبت التاريخ ان الشعوب لا تهزم فيها ابدا .
رضوخ للواقع..حماس تفرض المعادلات
بينما تحاول الحكومة الجديدة والاجهزة الامنية التابعة للكيان الصهيوني تقليص الأزمة السياسية في الداخل ومحاولة إضعاف قوة فصائل المقاومة الفلسطينية من أجل تثبيت الأسس المهتزة للحكومة الاكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني، فإن المقاومة وأبناء الشعب الفلسطيني جعلوا الكيان الصهيوني يعيش الرعب جراء الجرائم التي يرتكبها بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فتزايد العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون ضد المستوطنين، جعلت الأراضي المحتلة أكثر انهياراً أمنياً يومًا بعد يوم، حيث استحوذ الخوف والرعب على وجود الصهاينة، فإلى أي مدى ستستطيع سلطات هذا الكيان منع العمليات من خلال زيادة الإجراءات الأمنية ؟
وما تجدر الإشارة اليه أن هذه الخشية، أصبحت ملازمة للكيان وقادته، عقب أيّ تحرّك أو عملية عسكرية تستفزّ فصائل المقاومة الفلسطينية، لم تكن في الماضي تصيب قادة الاحتلال على اعتبار أن الجيش الإسرائيلي كان يدّعي أنه القوة المهيمنة وله اليد الطولى في فلسطين وخارجها، ولكن حدث تغيّر كبير بسبب مراكمة المقاومة لأسباب القوة وتراكم الخبرات نتيجة المعركة الطويلة مع الاحتلال، ودعم دول محور المقاومة لصمود الشعب الفلسطيني وإمدادهم بما يلزم وصولاً إلى الأسلحة النوعية وخبرات التصنيع في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة.
باعتراف العدو الصهيوني نفسه.. المقاومة الفلسطينية انتصرت
نعم، لقد انتصرت المقاومة الفلسطينية، باعتراف العدو الصهيوني نفسه، وعلى لسان المسؤولين السياسيين والجنرالات العسكريين، والمحللين الاستراتيجيين والسياسيين الذين كانوا يصرخون على شاشات التلفزة، خوفاً على كيانهم الذي بات أوهن من بيت العنكبوت، وهو ما عبر عنه مانشيت جريدة معاريف العبرية، التي عنونت: "الدولة تحترق"..
لقد كتب الجنرال "يائير جولان"، نائب رئيس أركان الجيش الصهيوني السابق وعضو لجنة الأمن في الكنيست وعضو اللجنة الفرعية للاستخبارات، مقالاً بصحيفة "هارتس" العبرية يوم الاثنين الماضي، أحصى فيه الإنجازات الضخمة التي حققتها حماس في الحرب، وسخر من إعلان نتنياهو النصر في أعقاب العدوان..
نعم لقد انتصرت المقاومة بخنوع نتنياهو واضطراره للإعلان عن وقف إطلاق النار دون قيد أو شرط، هرباً من صواريخ المقاومة، التي جعلت جنوده ينامون على بطونهم، رعباً وفزعاً منها، وجعلت المستوطنين الصهاينة في المدن الفلسطينية المحتلة، يهرعون هلعا وخوفاً إلى الملاجئ يختبئون داخها، وخلت المدن من المارة والسيارات وبدت كمدن الأشباح لا يسكنها إنس ولا جان..لقد وصلت صواريخ المقاومة إلى مطار بن غوريون وشلت الحركة فيه، وتوقفت معه كل مطارات الكيان الصهيوني والملاحة الجوية فيه تماماً..وكانت الطامة الكبري لدولة الاحتلال، حينما وصلت الصواريخ إلى منصات الغاز في البحر المتوسط، وضرب أحد أهم مشاريعها الةستراتيجية؛ خط أنابيب "إيلات عسقلان"، بصواريخ المقاومة المتطورة التى تصل عمقها إلى 250 كيلومترا، والتي أطلق عليها صواريخ "عياش" (نسبة للقيادي في كتائب القسام "يحيي عياش" الذي اغتاله الاحتلال سابقا)، ما تسبب في تعطيل العمل في الخط، وقد كان الكيان الصهيوني يقدمه للعالم كبديل عن قناة السويس، ولكنهم اضطروا لإغلاقه. كما تم إغلاق بعض منصات استخراج الغاز، ما قلص رغبة الشركات العالمية في الاستثمار فى قطاع الغاز والعزوف عنه.
لقد سطرت المقاومة الفلسطينية، ملحمة أسطورية في نضالها ضد الكيان الصهيوني، والتحم الشعب الفلسطيني بكامل طوائفه وانتماءاته الدينية والحزبية حولها، في مشهد فريد لم تشهده فلسطين من ذي قبل، حتى في انتفاضة عام 1936مشهد سجله التاريخ في ذاكرة الأمة، وبالتأكيد سوف تبني المقاومة عليه استراتيجيتها فيما بعد، وهو أيضا مشهد لن يغيب عن ذاكرة الكيان الصهيوني، والذي سيجعله يعيش في رعب وفزع دائمين من تصدع جبهته الداخلية والتي قد تؤدي لانهياره..
في النهاية يعرف الكيان الغاصب جيداً أنه لا يملك القدرة على تدمير فصائل المقاومة وترسانات أسلحتها، وإذا ما استمر الكيان الصهيوني بالاعمال الاستفزازية فإن احتمال قيام الجهاد الإسلامي أو حركات وجماعات فلسطينية أخرى بعمليات واسعة ضد الكيان الصهيوني خلال شهر رمضان سيكلف الكيان المحتل الكثير والكثير ، وفي هذا الصدد يمكن القول وبكل وضوح أن الخوف من الانهيار من الداخل والعجز الذي ظهر بشكل جيد في لهجة تصريحات كبار المسؤولين في تل أبيب، يدل على أنهم في أسوأ لحظة في التاريخ، فقد فقدوا المبادرة داخليًاً وخارجياً، والانضباط والعمل خارج أيديهم وليس لديهم مخرج من هذا الموقف. فالكيان الصهيوني في أسوأ أوضاعه التاريخية هذه الأيام ووجود متشددين في مجلس الوزراء، إلى جانب موجة الاحتجاجات الداخلية الواسعة، سيلهب الأجواء الأمنية والسياسية في الأراضي المحتلة وهذا الوضع سيسرع من انهيار الكيان الصهيوني.