الوقت- ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الامريكية في عددها الصادر في 16 ديسمبر 2015 ان امريكا وبريطانيا نشرتا اربع وحدات للعمليات الخاصة في ولاية هلمند الافغانية للمشاركة بشكل مباشر في عمليات القوات الامنية الافغانية ضد مسلحي طالبان الذين يسيطرون على 4 مواقع حكومية في انحاء هذه الولاية ويهددون المناطق المحيطة بمدينة لشكرغاه عاصمة هذه الولاية.
وتشير الاحصائيات التي نشرها مسؤولون غربيون إلى ان اوضاع ولاية هلمند تزداد سوءا وان ألفي عنصر من القوات الافغانية على الاقل قد قتلوا او جرحوا خلال العام الماضي في هذه الولاية، ويقول المسؤولون العسكريون الغربيون ان منع وقوع مركز ولاية هلمند في ايدي طالبان يعتبر من اولويات الجنرال الامريكي جان كمبل الذي يقود قوات الناتو في افغانستان.
وتتكون القوات الامريكية والبريطانية التي نشرت مؤخرا في هلمند من 3 وحدات امريكية (وحدات الفا) ووحدة بريطانية من القوات الخاصة وقد قتل 450 جندي بريطاني واكثر الجنود الامريكيين الذين قتلوا في افغانستان في ولاية هلمند.
اسباب انتشار القوات الامريكية والبريطانية
تعتبر هلمند اكبر ولاية من بين الولايات الافغانية وهي تقع في جنوب غربي البلاد وتجاور باكستان من الجنوب وولاية قندهار من جهة الشرق وولايات اروزغان وغور ودايكندي من جهة الشمال وولايتي نيمروز وفراه من الجهة الغربية، ويقطن هذه الولاية قرابة مليوني نسمة واكثرهم من البشتون ويزرع 60 الى 80 بالمئة من مخدرات افغانستان في هذه الولاية وكانت القوات البريطانية هي المكلفة بحفظ الامن في هذه الولاية بعد احتلال افغانستان لكنها تماشت مع طالبان كما تعاونت هذه القوات مع مهربي المخدرات ايضا وكان القسم الاعظم من المخدرات يتم تهريبه بواسطة طائرات القوات البريطانية.
وقد تبادلت طالبان والحكومة الافغانية السيطرة على المناطق الشمالية في هذه الولاية مرارا وتكرارا حيث تعتبر هذه الولاية اكبر مصدر دخل لطالبان بسبب زراعة المخدرات وهناك احتمال بأن يكون هدف الامريكيين والبريطانيين هو السيطرة على تجارة المخدرات ومن ثم ادارة جماعة طالبان مع العلم بأن هناك تنافساً جرى بين الامريكيين والبريطانيين للسيطرة على هذه الولاية وقد اقترح الامريكيون قبل سنوات على البريطانيين بشكل جدي ان ينسحبوا من هذه الولاية وان ينتقلوا الى شمال افغانستان لكن البريطانيين لم يقبلوا بذلك.
وكانت هناك خلافات ايضا بين الامريكيين والبريطانيين حول السيطرة على مناجم اليورانيوم في هلمند وكذلك كيفية التعامل مع طالبان لأن الامريكيين يعتقدون ان احد الاسباب الرئيسية لاستمرار طالبان هو سياسات بريطانيا التي سلمت منطقة موسى قلعة لطالبان بذريعة التفاوض معهم وقد أثار انتشار نبأ قيام دبلوماسيين بريطانيين بالتفاوض مع طالبان في عام 2006 غضب الامريكيين والحكومة الافغانية وقرر حامد كرزاي في حينه طرد هذين الدبلوماسيين البريطانيين وعدم القبول بدبلوماسي بريطاني آخر كممثل للامم المتحدة في افغانستان.
ان هلمند التي تعتبر معقلا لطالبان تحظى بأهمية خاصة للبريطانيين كما ان باكستان ايضا تجد هلمند منطقة مناسبة للتعامل والتفاعل مع المخططات البريطانية ولذلك باتت هلمند المركز الرئيسي لتدريب وتكاثر عناصر طالبان طوال 14 سنة الماضية وكما ذكرنا تسيطر طالبان على مناطق واسعة من هذه الولاية في الوقت الحالي.
وخلال الشهر الماضي سمحت طالبان للحكومة الافغانية بفتح المدارس في المناطق التي تسيطر عليها كما أن هناك الان مفاوضات تجري بين الجانبين حول فتح 51 مدرسة في منطقتين من هلمند وهذا ما تعتبره الاوساط الافغانية بأنه خبر سار لولاية هلمند.
لازالت ولاية هلمند تعتبر منطقة عسكرية وحربية رغم وجود عشرات الالاف من القوات الامنية الافغانية وقوات حلف الناتو خلال السنوات الاخيرة ومازال سكانها المحليون يؤكدون ان هذه الولاية هي تحت سيطرة طالبان اكثر من ان تكون تحت سيطرة الحكومة الافغانية.