الوقت- خلقت زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى دمشق استراتيجيات جديدة للتعامل مع دول المنطقة، وخاصة أن هذه الزيارة جاءت في ظل عدد من المتغيرات الميدانية والسياسية، و حول أهمية هذه الزيارة وأسبابها ونتائجها، أجرت مراسلة موقع الوقت الإخباري التحليلي مقابلة مع المحلل السياسي الأستاذ حسام طالب تناولت فيها الجوانب التالية.
الوقت: ما هو سبب قدوم وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبد اللهيان الى سورية ؟
طالب: بالتأكيد هذه الزيارة من وزير الخارجية الإيراني السيد أمير عبد اللهيان هي ليست زيارة مفاجئة لأن الجميع يعلم أن العلاقة السورية الإيرانية هي علاقة استراتيجية هي علاقة قوية علاقة متينة ومستمرة ودائمة كانت منذ عقود ومازالت وتعززت في ظل الحرب الإرهابية على سورية وفي ظل الضغوط التي تحصل عل سورية وعلى ايران.
اذاً هي زيارة ضمن الزيارات الدورية للمسؤولين الايرانيين لسورية والزيارات الدورية للمسؤولين السوريين لإيران سواء الرئيس بشار الأسد أو الرئيس إبراهيم رئيسي فهذا الامر يحصل بشكل دوري وبشكل دائم وبالإمكان القول إنه لايوجد شيء مفاجئ.
أما عن أهمية هذه الزيارة في هذا التوقيت هو التحركات التي تحصل في المنطقة على أكثر من صعيد.
فهناك تحركات بين سورية وتركيا وهذه التحركات وهذه المشاورات الاستخبارية التي تطورت للوصول إلى مشاورات ولقاء بين وزير الدفاع السوري والتركي في موسكو، وهذا الأمر هيأت له طهران كثيراً منذ أشهر أو منذ سنوات وطهران تسعى إلى دعم هذا التحرك وهذا الاتفاق وهذا الحوار بين سورية وبين تركيا لأن إيران عامل أساسي في الميدان من خلال الضغط على تركيا بوقفها الى جانب الجيش العربي السوري وقتال الجماعات الارهابية المسلحة المدعومة تركياً وحتى وصلت الى مرحلة الدخول مع الجيش العربي السوري في معركة مباشرة ضد الاحتلال التركي والقوات التركية في الشمال السوري في معركة سراقب.
اذاً دائما الموقف الايراني داعم للموقف السوري سواء في الضغط او بالمصالحة او بالحوار لكونه يملك علاقة قوية بينه وبين سورية ويملك علاقة قوية مع تركيا كما تحدث وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان.
وبالتأكيد هذه الزيارة بحثت الأوضاع في المنطقة وبحثت ايضا الموقف السعودي اليوم المستجد سواء بالتهدئة مع ايران وبالتهدئة مع سورية وقد سمعنا وزير الخارجية السعودي يتحدث بلهجة مختلفة سواء كان الحديث عن طهران او عن دمشق هذا الأمر جيد وهذا الامر يحتاج الى بحث التحرك الدبلوماسي الاماراتي بين سورية وبين طهران ايضا وبين الكثير من الدول ومحاولة خلق حالة من الاستقرار أو يكون للامارات يد في حالة الاستقرار التي يحتاجها الجميع في المنطقة كل هذه الامور والتحركات في المنطقة ومنها التحركات الامريكية والاوروبية سواء بالضغط على طهران او تجديد العقوبات على سورية بسبب حاجتها الى النفط الايراني والحصار المشدد على سورية.
كل هذه الامور تبحث بشكل دوري لكن كانت في هذه الزيارة الأخيرة لوزير خارجية الايراني هي مهمة جدا وتهيئ لاستراتيجية جديدة في الحلف، يعني وزير الخارجية الايراني عندما أتى الى سورية في هذه المرة لأن هناك تحولات تحتاج الى تنسيق عالي المستوى وتحتاج الى استراتيجية جديدة تستطيع دول المحور مواجهة الغرب من خلال هذه الاستراتيجية التي بدأت معالمها تتوضح الآن بعد عدة ايام او اسبوع من زيارة وزير الخارجية الإيراني الى دمشق وقبلها معاون وزير الخارجية السوري الدكتور أيمن سوسان الى طهران ولقائه كبار المسؤولين .
الوقت: ماهي الرسائل التي حملها لقاء عبد اللهيان بحركة حماس؟
طالب: بالتأكيد من الطبيعي أن يلتقي وزير الخارجية الإيراني السيد عبد اللهيان بقادة الفصائل الفلسطينية بدمشق خلال زيارته لكون دمشق هو المكان الذي يتواجد فيه معظم قادة الفصائل حتى اللقاء مع حماس . إن ايران كان لها دور كبير في المصالحة بين دمشق وحماس وأيضا لايمكن إبعاد أي طرف أو أي جهة من جهات المقاومة عن ما يحصل في المنطقة وما يحصل من مستجدات، وذلك ضمن إطار هذه اللقاءات بين وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان وقادة الفصائل الفلسطينية في دمشق وحماس من ضمنهم كانت في إطار وضعهم في صورة المستجدات التي تحصل في المنطقة لتوحيد الموقف في محور المقاومة ضد الهجمة الغربية المستجدة والمختلفة حاليا .
الوقت: هل تم بحث موقف تركيا المبني على الحوار مع سورية في هذه الزيارة ام لا؟
طالب: بالتأكد الزيارة بحثت ما يحصل اليوم من حوار بين دمشق وبين تركيا وآلية التقدم ماذا تستطيع أن تقدم طهران وماذا تريد دمشق بشكل واضح. اليوم بعد هذه اللقاءات وهذه المشاورات الكثيرة مع الاستخبارات التركية والسورية، الزيارة بحثت الموقف التركي وشاهدنا وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان ينتقل من دمشق الى طهران وكان قبلها أيضا انتقل من انقرة الى دمشق وبعدها الى انقرة ثم الى دمشق ... يعني كان هناك دائما حراك ايراني لتسوية المشكلة بين سورية وتركيا بشكل سلمي وبشكل حوار وبشكل يحفظ أمن وسيادة سورية و هذا الأمر واضح.
لذلك هنالك بحث لأن ايران من خلال انها ضامن في أستانة من خلال علاقتها بدمشق وعلاقتها في أنقرة هي لاعب أساسي في التهدئة وفي الاستقرار ومنع حصول اي احتكاك مباشر جديد بين الجيش السوري وبين الاحتلال التركي.
الوقت: ما هي أهم النتائج التي خلصت بها هذه الزيارة؟
طالب: نتائج الزيارة على الصعيد الاستراتيجي لا يمكن أن نلمسها حاليا لكن بالتأكيد وكما قلت وضعت هي سياسة استراتيجية جديدة لمواجهة الهجمة الغربية على طهران وسورية وعلى محور المقاومة بشكل كامل.
أما النتائج المباشرة فهي برزت من خلال تفعيل الخط الائتماني وارسال النفط، وهذا الامر تم خلال أسبوعين حيث بدأت انفراجات كبيرة في موضوع النفط في سورية وفي موضوع التوريدات الايرانية الى سورية، بالتأكيد هذه نتائج كانت مباشرة على الموضوع الاقتصادي على سورية والدعم الايراني لسورية من خلال واردات النفط والناقلات، التي بدأت تصل بشكل أسبوعي تقريبا، وهذا الأمر خلق حالة من الانفراجات في الواقع النفطي الذي فقد لفترة معينة قبل هذه الزيارة وقبل تفعيل الخط الائتماني بين طهران ودمشق وهناك نتائج كثيرة استراتيجية لا يمكن التماسها الآن كما قلت وبالتأكيد عودة الحوار إلى سكته الصحيحة بين دمشق وأنقرة كانت من احد ابرز النتائج حيث شاهدنا ارباكاً في التصريحات التركية في الموقف التركي و محاولة التفلت من بعد التزاماتها في هذا الحوار الا أن زيارة الوزير عبد اللهيان الى انقرة بعد دمشق كان لها الأثر في عودة هذا الحوار الى سكته الصحيحة واستمراره وتحقيق شيء في الايام المقبلة ان شاء الله.