هذا في وقت أتت زيارة رئيس الوزراء في حكومة هادي المستقيلة خالد بحاح الى قطر لتثير أسئلة كثيرة حول الهدف الحقيقي من هكذا زيارة و في هذا التوقيت بالذات. حيث وصل بحاح الى الدوحة الأحد برفقة عدد من وزراءه. و لهذه الزيارة دلالات كثيرة من حيث التوقيت و الأهداف حيث يخشى مراقبون بأن يكون الهدف إفشال المفاوضات التي تحتوي من الصعوبات ما يكفي لوضع العصي في دواليبها.
كما تكشف هذه الزيارة عن مقدار الشرخ بين كل من الرئيس المستقيل "هادي" و رئيس وزرائه "بحاح" و هو شرخ تقف خلفه توجهات و أطماع كل من الطرفين بالاضافة الى داعميهما. حيث أن هادي المدعوم سعوديا يسعى من خلال المفاوضات القادمة الى إعادة تثبيت دوره كرئيس لليمن في مقابل طموحات من قبل بحاح لاستلام سدة الحكم مدعوما من كل من قطر والامارات. وفي نفس السياق تأتي التوجهات المغايرة لكل من الامارات والسعودية حيث تسعى الامارات و معها قطر الى الأتيان بحكم اخواني في اليمن، مقابل رفض سعودي قاطع.
اذاً حراك واسع بدأت ملامحه تتبلور من أجل تحصيل ما يمكن من مكاسب عشية المباحثات التي تتأمل السعودية أن تكون مفتاح الحل لخروجها من المستنقع اليمني. خروج لا تريد السعودية منه الكثير من المكاسب بل تكتفي بأقل الخسائر الممكنة. خاصة أنه من الواضح أن هذه الساعات التي تسبق سريان وقف اطلاق النار و بدأ المفاوضات تمر ثقيلة جدا على تحالف العدوان. حيث أن الجيش اليمني و اللجان الشعبية قد تمكنت من تحقيق إنجازات نوعية استراتيجية منها اطلاق صاروخ باليستي من نوع توشكا أطلقه الجيش اليمني و اللجان الشعبية على مركز قيادة عمليات العدوان بباب المندب غربي اليمن والذي تحدثت تقارير عن اصابة و قتل المئات من قوى العدوان. في وقت اعترفت الامارات بمقتل قائد قواتها في العدوان على اليمن سلطان محمد علي الكتبي صباح اليوم الاثنين في اشتباكات قرب تعز. كذلك، اعترف تحالف العدوان السعودي على اليمن بمصرع قائد القوة الخاصة السعودية بمضيق باب المندب بمحافظة تعز غرب البلاد العقيد "عبد الله السهيان".
ومن الجهة الأخرى فقد أفرغت السعودية ومن معها في تحالف العدوان جام غضبها على الأبرياء مستهدفة منازل آمنة في محافظة حجة شمال اليمن مخلفة ما يزيد عن 30 شهيدا وعشرات الجرحى. كذلك في منطقة حيفان في تعز حيث استشهد 10 اشخاص وجرح آخرين في قصف سعودي لمنزل أحد المواطنين. بالاضافة الى جرائم أخرى انسانية تحت نظر العالم أجمع الذي لا يحرك ساكنا ازاء هذا العدوان.
وقد أسفرت الحرب، التي اندلعت أواخر آذار الماضي، عن مقتل نحو ستة آلاف شخص و إصابة عشرات الآلاف، إضافة الى نزوح ما يزيد عن مليوني يمني بسبب المعارك، وفقا لإحصائيات دولية. على أمل أن تكون الجولة المفترضة من المفاوضات هي الأخيرة و الكفيلة بانهاء الحرب و حصول الشعب اليمني على حقوقه المشروعة و التي تضمنها له كافة الشرائع الانسانية و الدولية.