الوقت- استمر العدوان السعودي الإماراتي في التعنت خلال الفترة الماضية و لم يستمع تحالف العدوان إلى المبادرات العديدة التي أطلقتها قيادة أنصار الله لإنهاء العدوان على اليمن حيث سبق وان قدمت قيادة أنصار الله المبادرة تلو الاخرى وأبدت استعدادها لوقف العمليات العسكرية والتوقف عن ضرب الأهداف الحساسة في العمقيين السعودي الإماراتي بشرط إنهاء العدوان الجائر على الشعب اليمني وسحب القوات الاجنبية الموجودة في بعض المناطق اليمنية والتي يسيطر عليها التحالف السعودي. بعد العديد من المبادرات التي قدمت من قبل قيادة أنصار الله وحكومة الانقاذ الوطني في الداخل اليمني للتحالف السعودي لا يزال التحالف السعودي يستمر في التعنت والمماطلة في الاستجابة لتلك المبادرات.
التعنت والمرواغة التي ينتهجها التحالف دفع القوات المسلحة اليمنية في الداخل اليمني لتطلق العديد من التحذيرات لتحالف العدوان السعودي ومن خلال التصريحات التي صدرت عن طريق القوات المسلحة اليمنية يتضح أن القوات المسلحة اليمنية على أهبة الاستعداد والجهوزية والاقتدار القتالي العالي براً وبحراً وجواً، وهنا يمكن القول إن التصريحات التي تصدر من القوات المسلحة اليمنية والجيش اليمني تطرح العديد من التساؤلات، فما الذي سيترتب على الضربات الموجعة للعمقين السعودي والإماراتي وضرب المنشآت والمواقع الحساسة العسكرية في حال نفد صبر القوات المسلحة اليمنية وقامت باستهدافها؟ هل يدرك تحالف العدوان السعودي أن تلك الضربات ستكلف دول التحالف كثيراً؟
إلى متى يستمر تحالف العدوان في الرهانات الخاسرة ؟
مؤخراً صدرت تصريحات جديدة لوزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أكد من خلالها أن الجيش اليمني لديه القدرة الكاملة على استهداف العمق الجغرافي لدول العدوان وفي هذا السياق قال العاطفي "إن الجيش اليمني لديه القدرة الكاملة للاستفادة من قدراته الضاربة في مواجهة المعتدين، واستهداف العمق الجغرافي لدول العدوان، والمنشآت الحيوية والحساسة" جاءت تلك التصريحات الاخيرة لوزير الدفاع اليمني خلال التقرير الذي قدمه إلى الاجتماع الدوري لمجلس الوزراء.. عن الأوضاع في الجبهات في ظل استمرار خروقات العدوان اليومية وأوضح وزير الدفاع اليمني أن المعتدين يقومون حالياً بترتيب أوضاعهم والتهيئة لاستمرار عدوانهم، وتثبيت وجودهم في المحافظات والمناطق والجُزر الواقعة تحت الاحتلال السعودي - الإماراتي.
وفي هذا الصدد سبق وأن أكد محمد علي الحوثي ، عضو المجلس السياسي ، أن من يعيق السلام في اليمن هم المعتدون ومرتزقتهم حيث قال محمد علي الحوثي في كلمة ألقاها خلال حفل تخرج الضباط: حتى الدول العربية التي تدعي دخولها اليمن بسبب اليمن والتضامن العربي تعلم جيدًا أنها وقعت في أحضان أمريكا و إسرائيل. في الوقت نفسه ، أكد "محمد عبد السلام" رئيس الوفد المفاوض في حركة أنصار الله اليمنية ، أن السلام في اليمن لن يتحقق دون وقف العمليات العسكرية للتحالف السعودي ورفع الحصار الكامل عن اليمن.
مراوغة قوى العدوان باتت مفضوحة
خلال الفترة الماضية لم تلمس حكومة الإنقاذ الوطني أي جدية من قبل التحالف السعودي لإنهاء العدوان على الشعب اليمني ، فلقد اتضح جلياً أن دول العدوان بعد أن استنفدوا كل أوراقهم لم يعد أمامهم إلا استهداف معيشة الشعب اليمني باعتبارها الوسيلة الأسهل لتركيع الشعب واستخدامها كتكتيك عسكري وأداة حرب للضغط عليه، وأصبح رهانهم على الورقة الاقتصادية واستمرار الحصار رهانا واضحا بعد أن أفلست كل رهاناتهم العدوانية الأخرى ، وصار من الواضح أن رغبتهم ليس السلام بقدر ما هي إبعاد دول العدوان عن تداعيات الحرب والاستهداف المباشر ومحاصرتها داخل اليمن، ونقل الحرب الى الميدان الاقتصادي، واستمرار حصارهم وفرض القيود الجائرة على الشعب اليمني للحيلولة دون الوصول إلى استحقاقاته القانونية والإنسانية.
نعم إن هذه المراوغة التي يستخدمها تحالف العدوان تهدف لإعادة لملمة صفوفه من جهة، ومن جهة أخرى لحماية آباره ومنشآته النفطية من جهة أخرى، وخاصة مع ذروة احتدام الصراع بين روسيا وأوكرانيا وتفاقهم أزمة الوقود في الدول الأوروبية على خلفية العقوبات الأمريكية على روسيا وسعي الدول الأوروبية لتجفيف اعتمادها على النفط الروسي، ولن يتحقق لهم ذلك ما دام النفط السعودي في دائرة الاستهداف، فاستهداف أهدافٍ حيويةٍ ومهمةٍ في مناطق جيزان وظهران الجنوب وأبها وخميس مشيط بأعدادٍ كبيرةٍ من الصواريخ الباليستية والعملية النوعية السابقة التي وصل صداها كل العالم، والتي بُثت من خلال كل شاشات التلفزة اربكت تحالف العدوان.
التصريحات الأخيرة "رسائل مشفرة" تنذر بعواقب وخيمة على التحالف
من خلال التصريحات الاخيرة يتضح أن هناك سيناريوهات مطروحة للتعامل مع التعنت السعودي الإماراتي فالقوات المسلحة اليمنية جاهزة لكل الاحتمالات في التصعيد بل إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة عصيبة على التحالف إذا ما استمر في عدوانه على الشعب اليمني ويجب على دول التحالف أن تتوقع أحداثًا غير متوقعة لأن القوات المسلحة اليمنية جاهزة لكل السيناريوهات فتوجيه ضربات لقوى التحالف سيؤثر على سوق الطاقة في موقعه الجيوسياسي وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي وربما تكون هذه التحذيرات التي صدرت من صنعاء هي الاخيرة للتحالف السعودي.
منع إنهاء الحرب على اليمن من قبل قوى العدوان السعودي وعدم رفع الحصار وسحب قوات التحالف من اليمن والحسابات السعودية الخاطئة للحرب في اليمن ستكلف التحالف السعودي الإماراتي الكثير، وسيكون التحالف السعودي أمام خيارات صعبة وخاصة بعد التصريحات التي صرح بها وزير الدفاع اليمني والتي أبدى فيها جاهزية القوات المسلحة بضرب الأهداف الحساسة في العمقيين السعودي والإماراتي.
في النهاية من خلال التصريحات الاخيرة والتي صدرت من وزير الدفاع اليمني والناطق الرسمي لحركة أنصار الله يتضح أن الجيش اليمني واللجان الشعبية على اتم الاستعداد والجاهزية لمواجهة التحالف ومن يقف معه في حال استمر التعنت السعودي والرهانات الخاسرة والسياسة الفاشلة التي يتبعها التحالف السعودي والتي جعلته يتجاهل كل تلك التهديدات التي صدرت من قبل القوات المسلحة اليمنية والتي حذرت دول العدوان السعودي من مغبة الاستمرار في عدوانها على اليمن. وفي هذا الصدد يتضح أن القوات المسلحة اليمنية لن تقف مكتوفة الايدي أمام التجاوزات من قبل قوى العدوان السعودي الإماراتي وربما تكون هذه التحذيرات التي صدرت هي الاخيرة للتحالف السعودي الإماراتي.