الوقت - أعلنت وزارة الخارجية العراقية مفاتحة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي حول التوغل التركي في العراق، وذلك بعد انتهاء مهلة 48 ساعة الثلاثاء الماضي التي منحتها بغداد لانقرة لسحب قواتها من أطراف مدينة الموصل.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد جمال في بيان له، إن "وزارة الخارجية العراقية شرعت بإجراء اتصالاتها مع المجتمع الدولي، حيث باشرت الاتصال بالدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى عدد من الدول الصديقة لتدارس اتخاذ موقف دولي تجاه الانتهاك التركي للسيادة العراقية وحشد الدعم الدولي لإستصدار قرار من مجلس الأمن يدين هذا الانتهاك".
وأضاف جمال "كما تقدمت بطلب للجامعة العربية من أجل عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب لبحث تداعيات هذا الانتهاك واتخاذ موقف عربي تجاهه".
الحشد: أي تواجد اجنبي على الاراضي العراقية احتلال
وفي معرض ردّها على الإعتداء التركي، إعتبرت فصائل المقاومة الاسلامية تواجد أي قوات اجنبية ومن ضمنها التركية على الاراضي العراقية احتلالا صريحا مبينة ان هذه القوات ستعامل على انها عدو وتجب محاربتها وطردها من البلاد.
وقد كشف القيادي البارز في كتائب حزب الله ابو طالب السعيدي، عن وضع فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي خيارين امام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يقضي بسحب جميع عناصره من اراضي البلاد واحترام سيادة العراق، وان لايكون لتركيا اية مصالح استثمارية في البلد يعتاشون فيها على دماء العراقيين، فيما هدد بالقول إن الحدود لن تمنعنا وسنجبر فلول الجيش التركي على الانسحاب من العراق بـ"التوابيت".
وقال السعيدي في تصريح له إن "فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي عقدوا اجتماعاً مشتركاً بمبنى منظمة بدر في العاصمة بغداد واتخذوا قراراً يقضي بالتصدي للقوات التركية كتصديها لجماعة داعش الاجرامية".
القيادي في الحشد الشعبي علي اكبر، اكد في تصريح صحفي ان موقف فصائل المقاومة الاسلامية ثابت وهو محاربة ومقاومة اي قوات اجنبية تتواجد على الاراضي العراقية سواء كانت امريكية او تركية، موضحا ان الفصائل الاسلامية تنتظر موقف الحكومة العراقية والبرلمان لبيان موقفها من التدخل التركي السافر.
تشكيل لجنة لزيارة معسكر بعشيق
إلى ذلك، كشفت لجنة الامن والدفاع النيابية، أول أمس الاربعاء، عن تشكيل لجنة من اعضائها لزيارة معسكر بعشيقة لمعرفة حجم التواجد العسكري التركي والاطلاع عن سير تدريبات المتطوعين من مقاتلي محافظة نينوى .
وأكّد رئيس اللجنة حاكم الزاملي في تصريح صحفي، أن "اللجنة قررت تشكيل لجنة لزيارة معسكر بعشيقة لمعرفة حجم التواجد العسكري التركي والاطلاع عن سير تدريبات المتطوعين من مقاتلي محافظة نينوى".
واضاف الزاملي ان "عملية دخول القوات التركية الى الاراضي العراقية كان مدعوما من جهات دولية واقليمية لم يسمها"، نافيا "عدم وجود اي اتفاق حكومي مع تركيا بدخول قواتها العسكرية الى بعشيقة او غيرها من مدن محافظة نينوى وان اي اتفاق خارج اطار الحكومة يعد بالنسبة لنا باطلا".
رئيس الاستخبارات التركي يزور بغداد اليوم
في المقابل، أعلن رئيس الوزراء التركي احمد داوود اوغلو، انه سيوفد اليوم رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان، إلى العاصمة بغداد لبحث موضوع دخول القوات التركية في أطراف الموصل.
وقال اوغلو خلال لقائه رئيس كردستان مسعود بارزاني، في انقرة أمس انه سيرسل رئيس استخباراته هاكان فيدان، ومستشار وزارة الخارجية فريدون سينرلي أوغلو، اليوم الخميس، إلى بغداد، لبحث الجدل بين البلدين بشأن القوة التركية في الموصل".
حزب بارزاني هو الوحيد الذي لم يستنكر إعتداء تركيا
من جانبها، أكّدت لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب ان هناك بعض الجهات في كردستان العراق نددت بدخول القوات التركية إلى الاراضي العراقية كحزب الاتحاد الكردستاني وحركة التغيير، فيما بين ان الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني لم يصدر اي بيان استنكار بهذا الصدد.
ولفتت اللجنة إلى ان القوات التركية اذا ما رفضت الانسحاب من الاراضي العراقية ستمهد لقوات اخرى قد تكون سعودية وغيرها اضافة إلى قوات امريكية والتي تعتبر الوجه الثاني لداعش، موضحةً أن داعش فشل في تقسيم الحدود بين السنة والشيعة وبين العرب والكرد، وفق المخطط الامريكي، بسبب الضربات التي تلقاها الارهابيون من قبل فصائل المقاومة والحشد الشعبي والقوات الامنية في جرف النصر وامرلي وسامراء وبيجي والصينية وتكريت وغيرها.