الوقت- لا شك أن السلطة الفلسطينيّة برئاسة محمود عباس وخلال كل السنوات الماضية خذلت الشعب الفلسطينيّ وأعادت غرز خنجر الحقد الصهيونيّ والخيانة العربيّة في ظهر قضيّتهم، فتعامل السلطة الفلسطينيّة وتنسيقها الكبير مع الأجهزة الأمنيّة التابعة للكيان الصهيوني، كان له آثار سيئة على مقاومة الشعب الفلسطيني، حيث إن السلطة الفلسطينية ومن خلال تعاملها مع كيان الاحتلال الصهيوني كان الهدف منع إطلاق يد المقاومة وعرقلتها في لجم الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطينيّ، ومنع توجيه البنادق باتجاه العصابات الصهيونيّة المحتلة لأرض فلسطين، ثأراً لدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء الضفة الغربيّة المحتلة والمستهدفة.
وفي هذا السياق من الجدير الإشارة إلى أن تعامل السلطة الفلسطينيّة برئاسة محمود عباس مع الاحتلال الإسرائيليّ يتم بإذلال واستعباد،ورغم هذا يصر عباس، ويؤكد دائماً على استمرار التنسيق الأمنيّ مع الكيان الصهيوني وملاحقة المقاومين في الضفة الغربية، لهذا من الواضح أن سلطة محمود عباس قد استخدمت جميع الأساليب الإجراميّة ضد شعبها، مستجدية العدو الباغي وهذا هو منهج خنوع السلطة الفلسطينية و الذي لم يجلب لها سوى الخيبة والهزيمة والاستحقار أمام الفلسطينيين والإسرائيليين .
تصريحات جديدة.. هل يثق الفلسطينيون بمحمود عباس ؟
صدرت تصريحات جديدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمة أمام القمة العربية-الصينية في الرياض، حيث قال "يجب على بريطانيا وأمريكا الاعتذار والتعويض للشعب الفلسطيني، بسبب إعلان بلفور المشؤوم، وصك الانتداب، وكذلك الاعتذار والتعويض من إسرائيل عما ارتكبته إبان النكبة من عشرات المذابح، وتدمير مئات القرى الفلسطينية، وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من بيوتهم". وفي هذا الصدد أضاف ايضاً: "بقاء الاحتلال الإسرائيلي جاثما على أرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية، دون محاسبة، بعد تشريد أكثر من نصف الشعب الفلسطيني من أرضه، منذ أكثر من 74 عاما، وهم الذين يشكلون حاليا أكثر من 6 ملايين لاجئ، هو أمر يفرض تساؤلات عدة حول جدية النظام الدولي، الذي يسمح لسلطات الاحتلال الإسرائيلي بمواصلة انتهاك القانون الدولي، وإنشاء نظام تمييز عنصري كامل الأركان، ومواصلة الأعمال الأحادية والاستيطان الاستعماري، والقتل، والحصار، والتهجير، وهدم المنازل، وتغيير هوية مدينة القدس، وعدم احترام الوضع التاريخي واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وحجز الأموال، في ظل صمت دولي إزاء ازدواجية المعايير وسياسة شريعة الغاب.
ردود فعل .. هل يدرك عباس أنه سبب معاناة الشعب الفلسطيني؟
في الحقيقة إن ثقة الشعب الفلسطيني بالرئيس محمود عباس، أو بالنهج الذي يسير عليه معدومة، ومع ذلك ، إن كلمته لن تقدم ولن تؤخر شيئاً في الصراع مع الكيان الصهيوني فالاولى أن يتخذ قرارات مثل وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي وتحسين العلاقات مع الفصائل الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني وسحب الاعتراف بإسرائيل وفي هذا السياق يقول الشارع الفلسطيني إن تصريحات عباس والتي تصدر بين فترة واخرى تبقى مجرد أخبار للاستهلاك الاعلامي فقط. حيث إن عباس يبيع الحزن والتسول بدلاً من اتخاذ قرارات شجاعة وجريئة يمكن أن تحرج دول الاستكبار ، ومن جهةٍ أخرى لا يخفى على احد أن محمود عباس هو جزء أساسي من معاناة الشعب الفلسطيني حيث إن السلطة الفلسطينية وخلال كل السنوات الماضية لم تقدم للمقاومة الفلسطينية شيئاً يذكر بل انها ضاعفت معاناة الشعب الفلسطيني وخانت قضيته، حيث إن حالة العدوانية التي مارستها سلطة محمود عباس ضد قطاع غزة المحاصر تدل على أن سلطة عباس هي سلطة متفردة بالقرار الفلسطيني قامعة للثورات والحريات غير جديرة بالقيادة ولا تؤتمن على شعب يضحي منذ أكثر من 70 سنة.
ماذا قدم عباس لفلسطين؟
في الواقع إن سلطة عباس عملت خلال السنوات الماضية على معاقبة الشعب الفلسطيني عقابا جماعيا وسعت إلى إهانة الكرامة الفلسطينية التي وقفت في وجه الاحتلال الإسرائيلي ولم يتنازل شعبها عن حقوقه، فهذه السلطة فاقدة الشرعية والمنتهية الولاية الدستورية ساومت الشعب الفلسطيني على لقمة عيشه. وبنت السلطة الفلسطينية علاقتها مع الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني اللاجئ المشرد في أصقاع الأرض، الذي تضربه النوائب في كل مكان حيث ان هذه السلطة لم تهتم أو تحاول إنقاذ هذا الفلسطيني المكلوم، بل على العكس تكون عبئا على كاهل اللاجئ المقهور. وفي هذا الصدد اذا استمر هذا الانزلاق المريع في مواقف السلطة الفلسطينية ومواقف الرئيس عباس المهادن والمستسلم للعدو الاسرائيلي، وهنا يمكن القول إن الشعب الفلسطيني يجد اليوم نفسه أمام مفترق طرق ومرحلة حساسة، حيث إن هذا الشعب يعيش معتركا تتخبطه المؤامرات الدولية والدسائس السلطوية التابعة لمحمود عباس، ولابد أن يكون هناك حراك فلسطيني موحد يضم مختلف فئات الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات والفصائل والنخب للخروج من الحالة الفلسطينية الراهنة واستكمال مشروع التحرر وبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين.
المقاومة هي الحل الوحيد..متى يدرك عباس ذلك ؟
إنّ الإدانات والتصريحات التي تطلقها سلطة عباس باتت تُثقب مسامع الجميع إن لم نقل مهمتها الوحيدة، فما الفائدة من حديث عباس في الوقت الذي يعتقد فيه بأنّ وجود علاقة مع الكيان الغاصب ربما تصب في يوم من الأيام بمصلحة الفلسطينيين، بعد أن أثبت التاريخ والواقع أنّ الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر في عدوانهم الذي لا يمكن أن توقفه إلا القوة والوحدة والمقاومة، والدليل الجديد على ذلك هو الاقتحام الأخير. في هذا السياق يدرك أبناء الشعب الفلسطيني، أنّ العصابات الصهيونيّة لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تتوقف عن إجرامها وعنصريّتها ، كذلك يعلم الفلسطينيون وفصائل المقاومة باستثناء السلطة الفلسطينيّة أنّ التحرر من استعباد وطغيان المحتل لا يكون إلا بالمقاومة ولو بأبسط الوسائل، فما أخذ بالقوة لا يسترد بغيرها، والمسبب الأوحد لتلك الحوادث والجرائم التي يرتكبها العدو في الضفة المحتلة بنظرهم هو الخنوع الكامل من قبل حركة "فتح" التي ستشهد مع حليفتها تل أبيب بلا شك وقوع "ثورة غضب عارمة" بالقريب العاجل، لأنّ التصدي لهجمات المستوطنين وعربدتهم المتصاعدة هو السبيل الوحيد لردعهم ولحماية فلسطين وشعبها، بما يقطع الطريق أمام قوات الاحتلال والمستوطنين ويوقف عربدتهم وتغولهم في أراضي الفلسطينيين، لمحاولة إنهاء الوجود الفلسطينيّ عبر كل الوسائل.
في النهاية في ظل التنازلات التي يقدمها محمود عباس هل يشهد الشعب الفلسطيني حراكاً فلسطينياً يسقط سلطة عباس وزمرته ويخرجهم من المشهد السياسي الفلسطيني، لتقوية الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال وكل مشاريع ضرب القضية الفلسطينية. فللأسف هذا الرئيس الذي يجب أن يكون أمينا على الشعب وقضيته أصبح مفرطا بكل شيء لأجل الاحتلال وديمومة الكرسي. وفي هذا السياق إن الشعب الفلسطيني يستحق قيادة وطنية تدافع عن حقوقه وتقدر تضحياته، ولاشك أنه ستظهر قيادات فلسطينية جديدة اكثر صلابة وايمانا لتقود نضال الشعب الفلسطيني وستدفع بالرئيس عباس وحركته الى العزلة والانكفاء فالتاريخ علمنا بان كل الحركات التحررية الثورية الاصيلة عانت من فئات مضادة ومتعاونة مع العدو .