الوقت التاسع والعشرون من تشرين الثاني - نوفمبر هو يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهو مناسبة دعت إليها الجمعية العامة، عام 1977، لأنه في ذلك اليوم من عام 1947 اعتمدت الجمعية العامة قرار تقسيم فلسطين. كما طلبت الجمعية العامة في عام 2005، من لجنة وشعبة حقوق الفلسطينيين في إطار الاحتفال باليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني تنظيم معرض سنوي عن حقوق الفلسطينيين بالتعاون مع بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة، وتشجع الدول الأعضاء على مواصلة تقديم أوسع دعم وتغطية إعلامية للاحتفال بيوم التضامن. وفي عام 2015، تم رفع العلم الفلسطيني أمام مقرات ومكاتب الأمم المتحدة حول العالم. واعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا برفع أعلام الدول المشاركة بصفة مراقب غير عضو في الأمم المتحدة، بما في ذلك علم دولة فلسطين. وقد أقيمت مراسم رفع علم دولة فلسطين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم 30 أيلول - سبتمبر 2015.
يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني هو فرصة للفت انتباه المجتمع الدولي إلى حقيقة أن قضية فلسطين لا تزال دون حل وأن الشعب الفلسطيني لم يحل بعد ويأخذ حقه. ويعتبر هذا اليوم فرصة لدعم الشعب الفلسطيني في سعيه لتحقيق السلام على أساس احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية. ويهدف الحدث السنوي، الذي تنظمه إدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة في إطار برنامجها الإعلامي بشأن قضية فلسطين، إلى تثقيف الرأي العام بشأن قضية فلسطين ودعم الحل السلمي للصراع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.
الآن أكثر من أي وقت مضى، يحتاج فيه العالم إلى الاستماع إلى الشعب الفلسطيني وفهمه ومعرفة معاناته، حيث تعاني فلسطين بشكل عام وقطاع غزّة بشكل خاص من تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة. وتجدر الإشارة إلى أن غالبية سكان غزّة دون سن الثلاثين ونصفهم من الأطفال، إضافة إلى أن حياة مليون طفل يشوبها الفقر. كما تواجه غزّة أزمة بيئية يجب أن تكون مصدر قلق لكل من يهتم بالعدالة البيئية. وغزّة تحت الحصار والقصف المكثف باستمرار، وتواجه هجمات وحشية تزيد من تدمير بنيتها التحتية، وتترك الناس بلا مأوى وتقتل عائلات بأكملها. هي تعاني حاليًا على قضية ركود اقتصادي واكتظاظ ونقص في المياه والكهرباء والدواء.
اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في أوروبا يشكل فرصة مهمة لتعريف المجتمعات الاوروبية بالنكبة الفلسطينية، وذلك من خلال جملة من الفعاليات والتظاهرات الداعمة للحقوق الفلسطينية. وتشكل هذه الفعاليات مساحة عمل مهمة في أوروبا، لكونها تأتي في إطار دولي لإسناد الشعب الفلسطيني، وفضح اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وخصوصًا بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزّة. ومؤتمر فلسطينيي أوروبا دعا الجميع في القارة الأوروبية من المؤسسات والأفراد من مختلف الجاليات الفلسطينية والعربية والإسلامية والمتضامنين الأوروبيين لإحياء هذا اليوم من خلال التظاهرات والوقفات في الميادين الأوروبية المختلفة. وعبر المؤتمر سيتم تنظيم سلسلة من الفعاليات الميدانية في العديد من الدول الأوروبية مثل هولندا، الدنمارك، ألمانيا، السويد وإيطاليا، وستنضم دول أخرى إلى فعاليات إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني. وتتضمن تلك الفعاليات اقامة الندوات والمعارض، والاعتصامات في الميادين، توجيه رسائل للسياسيين والبرلمانات، تكريم متضامنين أوروبيين، وتسجيل مقاطع تضامنية لشخصيات أوروبية. والعمل الفلسطيني بأوروبا مهم في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني سياسيًا وإعلاميًا، إذ تتوافر في أوروبا مساحات عمل مهمة للدفاع عن القضية الفلسطينية، وحشد الدعم الأوروبي السياسي والشعبي لها، ومواجهة اللوبي الإسرائيلي الذي يمتلك مختلف أدوات القوة، ويعمل على ترويج روايته الكاذبة في القارة الأوروبية. وفلسطينيي أوروبا يلعبون دورًا مهمًا في إبقاء القضية الفلسطينية حية، وذلك من خلال إيصال صوت الفلسطينيين في الداخل ومخيمات الشتات إلى صانع القرار في أوروبا، إضافة إلى دورهم في دعم وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
إحياء هذه المناسبة هذا العام له نكهة خاصة ومختلفة وذلك بسبب وجود كأس العالم في دولة مسلمة عربية وهي قطر، ومع وجود الفلسطينيين والمتضامنين معهم من المسلمين والعرب مثل الشعب الإيراني أثبتوا أنهم لن يقبلوا التطبيع مع كيان الاحتلال وغير مستعدين له أبدًا، وأنهم أوفياء للقضية الفلسطينية، ولن يقبلوا بيعها وبيع تضحيات الشعب الفلسطيني بالمال، ويعتبر عمل المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في مونديال قطر رسالة مهمة للدول الغربية لإعادة النظر بالقضية الفلسطينية.