الوقت- إن المسؤولين السياسيين والأمنيين في النظام الصهيوني، الذين يواصلون التعليق والإعراب عن قلقهم بشأن التحذيرات والتهديدات الأخيرة لحزب الله والسيد حسن نصر الله شخصيًا، يحاولون في الوقت نفسه خلق حملة استفزازية ضد المقاومة في لبنان، لمنع التوصل إلى اتفاق في حالة الخلاف الحدودي بين لبنان وفلسطين المحتلة، والتظاهر بأن حزب الله هو الذي يمنع حل الأزمة الاقتصادية في لبنان. لكن الصهاينة، وهم يناورون ضد حزب الله، يقرون أيضاً بقوة المقاومة في لبنان التي تمنع البلاد من الانصياع للمطالب الأمريكية الصهيونية.
وفي هذا السياق، قد لا يكون مفاجئًا أن "أهارون حليفة"، رئيس فرع المخابرات العسكرية في جيش النظام الإسرائيلي، في محاولة فاشلة لتبرير مخاوف الجيش على الجبهة الشمالية واستعداده خوفًا من حزب الله، قال "لو لم يكن حزب الله في لبنان، لكان هذا البلد وافق على اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل". وحسب وسائل إعلام صهيونية، تحدث أهارون حليفه في مؤتمر في جامعة الرايخمان الصهيونية في مدينة هرتسليا شمال تل أبيب، عن إمكانية تصعيد التوترات إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق في قضية ترسيم الحدود البحرية، وقال إن "الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وأجريت مناورات في هذا المجال".
ومن جهة أخرى، أفادت وسائل الإعلام بأن الجيش الإسرائيلي قام في الأشهر الأخيرة بمناورة عدة سيناريوهات منها هجوم حزب الله الصاروخي على أهداف في المنطقة الاقتصادية لإسرائيل (فلسطين المحتلة). وزاد مسؤولون أمنيون إسرائيليون تصريحاتهم في هذا الصدد بعد التهديدات الأخيرة لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله؛ وعلى وجه الخصوص، عندما قال نصر الله إن "حزب الله لن يستهدف حقل تيريس فحسب، بل إن حقول غاز إسرائيلية أخرى هي أيضًا في أهداف حزب الله".
وواصلت وسائل الإعلام العبرية الإشارة إلى جانب آخر من خطاب السيد حسن نصرالله، والتي قال فيها إن حزب الله قادر على فرض معادلة الردع الخاصة به على العدو واستهداف أي موقع من مواقع إسرائيل سواء في البر أو البحر. وأضافت وسائل الإعلام المذكورة أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تحاول رفع مستوى اليقظة والاستعداد لمواجهة التحديات المتعلقة بالمفاوضات في حالة ترسيم الحدود البحرية. وتم تشكيل لجنة متعددة لأصحاب المصلحة بما في ذلك وزارة الأمن والبحرية وقسم عمليات الجيش والقوات الجوية وقيادة الجبهة الشمالية وأجهزة المخابرات لحماية المصالح البحرية الإسرائيلية والمنصات.
ولقد أفادت بعض المواقع العبرية، نقلاً عن مصادر رفيعة في جهاز الأمن التابع للنظام الصهيوني، بأن البحرية الإسرائيلية أجرت مناورات في الأشهر القليلة الماضية، ومن المقرر الشهر المقبل أن تجري مناورة كبيرة أخرى لمحاكاة سيناريو في الساحة البحرية. وهنا يجب أن نلاحظ أن 99٪ من واردات إسرائيل تتم عن طريق البحر، ولهذا السبب، فإن المؤسسات الأمنية لا تهتم فقط بإتلاف منصات الغاز، بل إنها معنية أيضًا بتعطيل التجارة البحرية.
وتابع الإعلام الصهيوني إن 5900 سفينة تدخل الموانئ، منها 53 سفينة تصل إلى ميناء حيفا. أي أن المكان تحت تهديد حزب الله. وإإضافة إلى ذلك، تدخل حوالي 300000 سيارة إلى الموانئ عن طريق السفن كل عام. وأيضًا، تدخل أيضًا عناصر أساسية أخرى مثل القمح وما إلى ذلك إسرائيل (فلسطين المحتلة) عن طريق البحر.
كما أعلنت القناة الـ 12 التابعة للنظام الصهيوني، في تقرير لها، أنه من الآن فصاعدًا، يمكن اعتبار منصات استخراج الغاز الموجودة في البحر الأبيض المتوسط كأحد الأهداف المتوقعة في الهجمات التي سينفذها حزب الله أو كأحد أسباب الحرب مع حزب الله وخاصة أن استهدافه سيوقف امدادات الكهرباء لاسرائيل. وهذا في حين أن الصهاينة قلقون جدًا أيضًا من استهداف منشآت البنية التحتية ومستودعات الأمونيا في ميناء حيفا، ويخشى سكان هذه المنطقة من احتمال هجوم صاروخي على هذه المنشآت ويؤكدون على عدم ثقتهم في الجيش الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، قالت يونا ياهو، رئيسة المؤسسة المعروفة ببلدية حيفا، في حديث مع التلفزيون الصهيوني: إن "مستودعات الأمونيا في ميناء حيفا تتعرض لتهديدات من صواريخ حسن نصر الله وحزب الله، وهذا الموضوع يمكن أن يسبب خطورة كبيرة وخسائر مالية وبشرية للإسرائيليين". وأضافت، "للأسف أنا أؤمن بنصرالله وأعتقد أن أقواله صحيحة 100٪ وعلى الحكومة الإسرائيلية التعامل مع هذه التهديدات بجدية". وأضافت إنه بعد تهديدات حسن نصر الله، كانت هناك طلبات رسمية كثيرة من الإسرائيليين لنقل مصانع كيماويات من ميناء حيفا إلى مناطق أخرى، لكن للأسف لم يتم تنفيذ أي منها.
ولقد تعرضت منشأة معالجة وتخزين 12 ألف طن من الأمونيا في مدينة حيفا لتهديدات متكررة من قبل الأمين العام لحركة حزب الله، والذي أكد أنه إذا أراد النظام الصهيوني شن حرب أخرى على لبنان، فإن مئات الآلاف من المحتلين في حيفا سيموتون بسبب انفجار هذه المنشآت. هذا بينما حذر الخبراء الصهاينة مرارًا وتكرارًا من أن تخزين كميات كبيرة من نترات الأمونيوم بالقرب من المنازل السكنية يمكن أن يؤدي إلى كارثة على الإسرائيليين. وعليه، يصف ناشطون بيئيون وبعض السياسيين الإسرائيليين خزانات الأمونيا بأنها "قنبلة موقوتة" في حيفا ويطالبون بإزالتها أو تفكيكها.
وحول هذا السياق، روى "داني كرونبيرج"، الخبير الصهيوني في هذا المجال، بشكل ساخر قصة عن جسر في بولندا سقطت أجزاء منه وأصيب كثير من الناس وقتلوا، لكن سلطات البلاد قررت بناء مستشفى بجوار الجسر بدلاً من ترميمه. ومنتقدًا تصرفات المسؤولين الصهاينة، قال بنبرة ساخرة إن "الوزارات الإسرائيلية يمكن أن تتصرف مثل المسؤولين البولنديين وبدلاً من حل مشكلة تخزين نترات الأمونيوم في المصانع بالقرب من المناطق السكنية، يتم إنشاء لجنة لإقامة مراسم تذكارية للإسرائيليين الذين من المفترض أن يموتوا في الانفجار الناجم عن التخزين؛ لأن ضحايا هذه المأساة سيكونون كثيرين ويجب على إسرائيل على الأقل أن تكون مستعدة لإقامة صلاة تأبينهم وتقديم التسهيلات اللازمة في هذا الصدد".