الوقت- بينما يحاول المسؤولون الصهاينة إجبار الفلسطينيين على الانسحاب من الاشتباكات المحتملة بخطاباتهم اليومية ضد الفلسطينيين واستعراض قدراتهم العسكرية، لكن مجموعات المقاومة قامت أيضًا بتسليم أوراقها لتظهر للمحتلين أنها مستعدة للرد على أي مغامرة جديدة.
اعلنت كتيبة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي في قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن بدء مناورات "عزم الصالحين". وشارك في التمرين عدد من التنظيمات العسكرية التابعة لسرايا القدس. ويهدف التمرين، الذي تشارك فيه وحدات الصواريخ والمدفعية، إلى رفع مستوى جاهزية القوات الفلسطينية ضد التهديدات الخارجية. وتأتي التدريبات في وقت زادت فيه التحركات الصهيونية في غزة والضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، لذا ففي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل اختبار القوة العسكرية لقطاع غزة، تحمل مناورات المقاومة رسائل مهمة.
من خلال إجراء مثل هذه التدريبات، يريد الفلسطينيون أن يُظهروا أنهم مستعدون لأي صراع مع إسرائيل وأن لديهم الكثير من القدرات التي يمكنهم استخدامها لإخضاع العدو. وحذرت جماعات المقاومة العدو الإسرائيلي مراراً وتكراراً من أنها إذا بدأت حرباً جديدة، فإنها ستعطي رداً حازماً لا يقارن بمعركة "سيف القدس". في العام الماضي، خلال معركة سيف القدس التي استمرت 11 يومًا، تم إطلاق أكثر من 4000 صاروخ على الأراضي المحتلة، وبالنظر إلى الإنجازات الأخيرة للمقاومة في غزة، فإن عدد هذه الصواريخ في المعركة المحتملة سيكون أوسع بكثير من ذي قبل. لان غزة هذه المرة ايضا تتمتع بالدعم الحاسم من محور المقاومة في المنطقة ويمكن ان تحقق انتصارا كبيرا في ساحة المعركة.
في عام واحد منذ معركة سيف القدس، خطت فصائل المقاومة في غزة خطوات كبيرة في مجال الصواريخ والطائرات دون طيار، الأمر الذي أثار مخاوف الصهاينة، ولذلك فقد اتخذوا الاحتياطات اللازمة للدخول في صراع جديد مع الفلسطينيين. أظهر إسقاط بالونات التجسس الإسرائيلية في غزة قبل أيام أن الفلسطينيين لديهم أيضًا ما يقولونه في مجال الحرب الإلكترونية، وبعد ذلك لن يتمكن الإسرائيليون من الحصول بسهولة على معلومات من قطاع غزة باستخدام طائرات التجسس دون طيار، لأن هذه الطائرات المسيرة لم تعد في مأمن من الدفاع الجوي الفلسطيني.
تأتي مناورة غزة بعد ثلاثة أسابيع من مناورة عسكرية إسرائيلية كبيرة في قبرص، ويعمل الفلسطينيون على زيادة استعدادهم لأي صراع. حاول الصهاينة إظهار جاهزية قواتهم من خلال إجراء تدريبات على العربات النارية، وخطط الفلسطينيون لعمل مماثل لإظهار أنهم على أعلى مستوى من الجهوزية العسكرية. من ناحية أخرى، تأتي هذه التدريبات في إطار جهود مجموعات المقاومة لتحديث المنظومة الصاروخية وامتلاك كل أدوات القوة وتطويرها من حيث الكمية والنوعية حيث تكون جاهزة دائمًا لأي معركة محتملة. كما تحاول الجماعات الفلسطينية اختبار المدى والقوة التدميرية والدقة لصواريخها وأسلحتها الجديدة من أجل أداء أفضل في ساحة المعركة.
من ناحية أخرى، ونظراً لتزايد الجرائم الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، وقلق الكثير من الفلسطينيين من فقدان منازلهم، وهكذا، وبهذا التمرين، تريد فصائل المقاومة أن تمنح الفلسطينيين قوة القلب للوقوف إلى جانبهم وعدم السماح للمحتلين بتنفيذ مخططاتهم التخريبية في الأراضي الفلسطينية. كما أنه في ظل الاعتداءات المتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي على المسجد الأقصى والقدس، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين، فإن المناورات تحذر الصهاينة من أنهم إذا ارتكبوا خطأ آخر في حساباتهم وصعدوا من التوترات، فسيكون عليهم الندم على ذلك.
نظرًا لازدياد حدة الانقسامات السياسية في تل أبيب، وهناك تقارير عن انهيار الحكومة وحل البرلمان، فمن المرجح أن يغامر نفتالي بينيت بالدخول إلى غزة للبقاء في السلطة لبضعة أيام لمنع انهيار الحكومة. تم الاستعداد في هذه التدريبات لأي سيناريو من قبل العدو وتوجيه رسالة للعدو الإسرائيلي مفادها بأن المقاومين لن يستسلموا في المعارك المقبلة وسيوفون بما وعدوا به من الدفاع عن الشعب الفلسطيني.