الوقت- مع تزايد تهديدات العدو لإيران في السنوات الأخيرة، تتزايد الإنجازات العسكرية لإيران يومًا بعد يوم. وبعد الكشف عن المدينة الصاروخية للحرس الثوري الإسلامي في السنوات الأخيرة، كشف الجيش الإيراني هذه المرة عن قاعدته السرية للطائرات دون طيار. وتزامن الكشف عن هذه القاعدة مع زيارة اللواء علي باقري رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة واللواء عبد الرحيم موسوي القائد العام للجيش الإيراني، والتي تناقلتها وسائل الإعلام الإقليمية والغربية على نطاق واسع.
كشفت طهران عن وجود قاعدة طائرات دون طيار كبيرة لم يسبق لها مثيل تحت الأرض في مكان غير معروف في جبال زاجروس الواقعة في غربي البلاد، فيما ضمت القاعدة أسطولًا كبيرًا من الطائرات دون طيار والصواريخ الإيرانية. وقالت قناة «آي آر آي بي» التلفزيونية الإيرانية الحكومية، في تقرير مصور، أمس السبت، إن أكثر من 100 طائرة دون طيار للقتال والاستطلاع والهجوم تابعة للجيش الإيراني يتم الاحتفاظ بها للعمليات في القاعدة . ولقد قال القائد العام للجيش الايراني "اللواء سيد عبد الرحيم موسوي" : ان اكبر ما حققناه من انجاز في ايران هو اننا لا نستند على اي دولة لسد احتياجاتنا الدفاعية، وانما نستطيع انتاج كل ما نريده بايدينا؛ مضيفا ان عملية تطوير اقتدار طائراتنا المسيرة لن تتوقف اطلاقا.
اكد اللواء موسوي على ان جميع هذه البرامج تحققت في اطار توجيهات سماحة القائد العام للقوات المسلحة (الامام الخامنئي حفظه الله) والسياسات المحددة من جانب هيئة الاركان العامة في البلاد. واضاف : ان الجيش الايراني يقف على اهبة الجاهزية لمواجهة التهديدات المحتملة والدفاع عن ثغور البلاد واستقلالها وتوفير الامن والاستقرار للشعب الايراني العظيم. ونوه قائد الجيش الايراني، بان حاجة البلاد الى الطائرات المسيرة، شكلت الدافع الاساس لتطوير هذه الطائرات والارتقاء بمستوى ادائها وتزويدها بانواع الصواريخ والقنابل ذات المديات المختلفة؛ مبينا ان هذه الانجازات برمتها تحققت على ايدي الخبراء من شباب هذا الوطن المخلصين والكفوئين.
انعكاس قاعدة الطائرات دون طيار في الإعلام الصهيوني
بما أن الإنجازات العسكرية الإيرانية تشكل الخطر الأكبر على الكيان الصهيوني، فقد غطت وسائل الإعلام التابعة للكيان الأخبار منذ البداية. وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية أن المدينة الصاروخية تعني أن إيران لديها القدرة على تنفيذ هجمات مفاجئة بالصواريخ والقنابل التدميرية. وكتبت "إسرائيل نيوز": "أظهرت إيران صراحة اليوم قدرتها على استخدام طائرات دون طيار مدمرة وطائرات دون طيار قادرة على حمل الصواريخ والقنابل". وكتبت وسائل إعلام صهيونية: "اليوم كشف الجيش الإيراني الستار على إحدى قواعده تحت الأرض، حيث يتم تجهيز الطائرات المسيرة لعمليات الصيانة، أمام الكاميرات. إن حقيقة حصول الجيش الإيراني على مثل هذا العدد الكبير من الطائرات دون طيار هي حقيقة فريدة، وخاصة أن قاعدته تحت الأرض آمنة ولها تطبيقات استراتيجية".
وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على موقعها الإلكتروني عن الفضاء الإلكتروني، إن "محمد باقري رئيس الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية وعبد الرحيم موسوي قائد الجيش توجها اليوم الى قاعدة طائرات مسيرة تحت الارض ولم يتم الاعلان عن مكان القاعدة لكن الصور المنشورة تظهر ذلك. ومن الواضح أنها تقع في غرب إيران، وهي مكان أقرب إلى إسرائيل". ونشرت وسائل الإعلام العبرية صورا للقاعدة، مضيفة: "أعلن التلفزيون الإيراني أن 100 طائرة مسيرة جاهزة للعمل في القاعدة الواقعة في جبال زاغروس، ومن أنواع الطائرات المتوافرة في القاعدة، هي طائرة UAV ويقال إنها قادرة على حمل صواريخ قاسم".
كما كتبت صحيفة دبكا، وهي قاعدة معلومات مقربة من أجهزة استخبارات الكيان الصهيوني، في تقريرها حول هذه القاعدة:"هذه خطوة غير مسبوقة. نشرت إيران صورا لقاعدة سرية تحت الأرض، وقاعدة تحتوي على 100 طائرة دون طيار تقع في عمق جبال زاغروس". وكتبت القناة 12 التلفزيونية الصهيونية في تقرير مماثل على موقعها في الفضاء الإلكتروني، "قال محمد باقري لوسائل الاعلام الايرانية، تقع هذه القاعدة على بعد بضع مئات من الأمتار تحت الأرض، ووفقًا لهذه القواعد، تعد جمهورية إيران الإسلامية واحدة من أقوى الدول في المنطقة من حيث الطائرات دون طيار". كما قالت إحدى قنوات التلغرام العبرية، في إشارة إلى الرقم 313 في اسم هذه القاعدة، وصفت هذا الرقم بأنه رقم مقدس للشيعة.
وذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن تصنيع إيران لطائرات دون طيار في طاجيكستان، وذلك لأول مرة خارج أراضيها، هو تحول مهم وخطير للصناعات العسكرية الإيرانية. وأوضحت الصحيفة أن إيران لا تخفي قيامها بتدشين مصنع للطائرات المسيرة في طاجيكستان وهي تتباهى بهذا الأمر، رغم قيامها بتصدير هذه الطائرات من قبل إلى فنزويلا، مؤكدة أن المصنع الإيراني في طاجيكستان هو "نقطة تحول" مهمة لإيران. وأشارت الصحيفة في نسختها الإنجليزية إلى أن إيران تريد الابتعاد عن الغرب والتوجه نحو الشرق ومنطقة آسيا الوسطى، لافتة إلى أن الطائرة المسيرة "أبابيل 2" التي ستصنع في طاجيكستان، توصف بـ "الخطيرة"، رغم كونها ليست الأحدث لدى إيران.
انعكاس اخبار مدينة الطائرات دون طيار في وسائل الإعلام الغربية
إضافة إلى الإعلام الصهيوني، لم تستطع وسائل الإعلام الغربية أن تمر على هذا الإنجاز الكبير لإيران على الساحة العسكرية مرور الكرام وإنما قامت بتغطية الأخبار حوله. وذكرت وكالة رويترز أن "الجيش الإيراني كشف عن قاعدة طائرات دون طيار تحت الأرض، تضم نحو 100 طائرة دون طيار، بما في ذلك، وفقًا لمسؤولين عسكريين إيرانيين كبار، أقوى قدرة من الطائرات دون طيار الموجودة في المنطقة".
كما ذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن "إيران كشفت عن قاعدة عسكرية ضخمة تحت الأرض مليئة بطائرات دون طيار مزودة بقاذفات صواريخ" ، في إشارة إلى قدرة إيران العسكرية المتفوقة في المنطقة. وذكرت صحيفة ديلي ميل أن "قاعدة سلسلة الطائرات دون طيار مخبأة تحت سلسلة جبال وتقع في سلسلة من الأنفاق الخرسانية"، في إشارة إلى القدرة العسكرية الإيرانية. وكتبت ديلي ميل أن "هذه الطائرات دون طيار مزودة بصواريخ رأسية 9 تعادل صواريخ هيلفاير أرض جو الأمريكية". كما بثت شبكة CNN صوراً من قاعدة الطائرات دون طيار التابعة للجيش الإيراني، حيث ذكرت: "لقد كشفت إيران النقاب عن قاعدتها للطائرات دون طيار بالغة السرية، والتي لم يتم عرضها بعد. وبثت إيران هذه الصور وأعلنت أن جميع الصواريخ والطائرات المسيرة الموجودة في هذا الملجأ تحت الأرض أصلية ومصنعة محليًا".
لقد اجتذب هذا التقدم المذهل الذي حققته إيران في بناء أنواع مختلفة من الطائرات دون طيار، وخاصة في مجال الدفاع والعسكري، وتحديداً في السنوات الأخيرة، انتباه العالم. ولا تقتصر قوة إيران ومعرفتها في مجال تكنولوجيا الطائرات دون طيار على بنائها، ولكن اعتراض الطائرات دون طيار الغازية الأكثر تقدمًا وحصرها هو جزء آخر من قدرات إيران المحلية في هذا المجال وكشف أكثر الطائرات دون طيار الاستطلاعية العسكرية الأمريكية تقدمًا على الأرض من قبل خبراء إيرانيين ليست سوى واحدة من هذه القدرات. ويوجه الكشف عن الإنجاز الإيراني الجديد رسالة إلى المسؤولين الصهاينة والأمريكيين الذين يطرقون كل الأبواب لإضعاف قدرات إيران الصاروخية والطائرات المسيرة بأنهم سيردون بقسوة إذا أرادوا تحدي الأمن القومي للبلاد.