الوقت - أنهى حرس الثورة الإسلامية في مايو 2020 بنجاح مرحلة الإطلاق الفضائي غير الناجح بعد نجاح إطلاق قمر "نور" الصناعي العسكري إلى الفضاء وإزاحة الستار عن "قاصد" أول صاروخ حامل للأقمار الصناعية ثلاثي المراحل .
كان إطلاق "نور" في ذلك الوقت خطوة تقنية ومعلوماتية مهمة للغاية أظهرت قدرات جديدة في البلاد سواء في الفضاء أو في الصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية. وبعد الكشف عن معلومات حول حامل الاقمار الصناعية "قاصد"، اتضح أن هذا الإطلاق الإيراني الجديد سيستخدم الوقود السائل في المرحلة الأولى والوقود الصلب في المراحل التالية. وبالتزامن أشار العميد حاجي زاده إلى خطة قوات الجوفضاء التابعة لحرس الثورة لتطوير محرك يعمل بالوقود الصلب للصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية، والآن مع اقتراب نهاية العام الإيراني، تم اتخاذ الخطوة العملية الأولى.
فبحسب الصور التي نشرت في الأيام الأخيرة ، اختبرت قوات الجوفضاء التابعة لحرس الثورة بنجاح محرك يعمل بالوقود الصلب يسمى "رافع". ومن خلال تركيب هذا المحرک الجديد على حامل الأقمار الصناعية مثل قاصد، سيكون لهذا الصاروخ مزايا كبيرة. كما شاهدنا وقت إطلاق قاصد لأول مرة، كانت القضية التي أذهلت جميع الخبراء هي الإطلاق المفاجئ لحرس الثورة الإسلامية.
في السابق، كان موقع الإطلاق الثابت للبلاد في سمنان يخضع لمراقبة مستمرة من قبل أقمار التجسس الأجنبية، ومع بدء أبسط تحرك، كانت تبث صوره ويخلق جو من الحرب النفسية ضد برنامج ايران الفضائي. في تلك المرحلة، شن حرس الثورة هجوما مضادا استخباراتيا إعلاميا على الجانب الآخر وغير المعادلات بالإطلاق المفاجىء لحامل القمر الصناعي بالوقود السائل في المرحلة الأولى. والآن من خلال تبديل المرحلة إلى الوقود الصلب، ستزداد سرعة التحضير للإطلاق بالتأكيد وستزداد إمكانية مفاجأة الطرف الآخر.
هذا الامر ليس مهماً فقط فيما يتعلق بقضايا الأمن والإعلام ، ولكن أيضا في مجال الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية. في عالم اليوم ومع الحاجة المتزايدة لقضية الأقمار الصناعية، وخاصة ذات الأحجام الصغيرة في مدار LEO ، حظيت قضية الإطلاق السريع باهتمام كبير. لنفترض أن جزءا من مجموعة الاقمار الصناعية المرسلة إلى المدار قد يفقد لأي سبب من الأسباب ويحتاج إلى استبداله بسرعة، أو أن هناك مدة زمنية محدودة للإطلاق ، وفي هذه الحالات من الواضح أن وجود حامل قمر صناعي يحضر بسرعة وفي نفس الوقت، نظرا لاستخدام منصة متحركة، فإنه لا يتطلب موقعا ثابتا وخاصا ، سيكون خيارا جيدا جدا للقائمين على هذا المجال.
مزيد من الأمن والنجاح مع الوقود الصلب
إذا كنت من المهتمين بقضية وقود الصواريخ ، فأنت على علم بالتأكيد أن وقود الصواريخ السائل يحتوي على تركيبات يكون العمل بها حساس ومحفوفة بالمخاطر . بالطبع ، من الضروري الإشارة إلى أن هذه المحركات، نظرا لبعض المزايا ، ستستمر في العمل في إيران والعالم في مختلف المجالات العسكرية أو المدنية في الفضاء والصواريخ ، ولكن من الواضح إذا كان من الممكن التوجه في مرحلة ما نحو خيار الوقود الصلب بالتأكيد سيكون خياراً أكثر أمانًا وأقل خطورة.
المسألة التالية التي يجب ذكرها هي سبب توجه حرس الثورة نحو منصات الاطلاق بالوقود الصلب الكامل. يبدو أن معظم تجارب مجموعة الجو فضاء التابعة لحرس الثورة في مجال صواريخ الوقود الصلب ووصول هذه المعرفة إلى قطاع الفضاء تسببت في زيادة الاهتمام في خيار الوقود الصلب. على سبيل المثال، يجب الإشارة إلى أن معظم عمليات الإطلاق الفضائية غير الناجحة التي أجرتها ايران كانت لحوامل الأقمار الصناعية التي تعمل بالوقود السائل ، كما أن منظمة الفضاء التابعة لوزارة الدفاع، قامت في الجيل الجديد من منصات الاطلاق التي تحمل اسم ذوالجناح، والتي اجتازت اختبارا شبه مداري ناجح لحوالي عام، بالتوجه نحو استخدام المزيد من محركات الوقود الصلب.
كما ذكر في البداية، في مسألة قوة هذا المحرك الجديد الذي يعمل بالوقود الصلب ، جرى الاعلان عن رقم 68 طنا ، وهو ما يثير التساؤل عن سبب هذا الرقم ، مقارنة بمحرك الوقود الصلب المستخدم في ذوالجناح بقوة 74 طنا. النقطة المهمة هي أنه في الجيل الجديد من قاذفات حرس الثورة، بدلاً من استخدام الأجسام المعدنية التقليدية، تم استخدام المواد المركبة، مما يؤدي إلى انخفاض الوزن بشدة، وبالتالي، يمكن بقوة أقل حمل شحنات تساوي أو أثقل من شحنات حاملات الأقمار الصناعية العادية بقوة اكبر إلى المدار.
من الضروري والمهم هنا الإشارة إلى أن حركة تطوير المواد المركبة والكربون والألياف بشكل عام المتقدمة ذات القوة العالية جدا وفي الوقت نفسه الوزن المنخفض هي من بين الموضوعات التي أكد عليها قائد الثورة الاسلامية وحتى في بعض الحالات وصراحة أشار إلى ضغوط الغرب للحد من هذه القدرة في إيران في جملة معروفة "لا تقبلوا ابداً توقعات الجانب الآخر في مجال ألياف الكربون المستخدمة في انتاج أجهزة الطرد المركزي ولا ترضخوا لها".
من الواضح أن تنفيذ هذه الأوامر المهمة والاستمرار في تطوير هذه التكنولوجيا في البلاد قد أدى إلى حصول ايران اليوم على هذه التكنولوجيا المهمة في قطاع الفضاء. وفي الوقت الحالي، لأسباب أمنية واضحة، قد لا يكون من الممكن إعطاء رقم دقيق في هذا المجال، ولكن، من الممكن تقدير أنه مع التغيير الجديد ، من الممكن ايصال حمولة تزن 50 كلغ أو أكثر إلى مدار LEO وعلى ارتفاع أكثر من 425 كم ، ويجب الانتباه إلى أن وزن القمر الصناعي "نور"، وفقا لتقديرات بعض الخبراء الأجانب أقل من 50 كلغ ونجحوا في الوصول إلى مدار 425 كم بالقمر الصناعي السابق.
نقطة أخرى مهمة هي أن بعض التقديرات المتعلقة بمحرك الوقود السائل والمرحلة الأولى المستخدمة في إطلاق "نور" الناجح قد قدمت عددا يبلغ حوالي 30 طنا في هذه المرحلة. في حال افتراض صحة هذا الرقم وتغييره إلى 68 طنًا في المحرك الجديد، بالإضافة إلى استبدال الجسم بالكامل بمواد مركبة، يمكن القول أن التقدير المذكور سيكون متاحاً بالتأكيد.
وفي الختام ينبغي الإشارة إلى أن التحرك الأخير لحرس الثورة الإسلامية في مسألة محرك الوقود الصلب لحامل الأقمار الصناعية ربما يكون من أهم الإنجازات في السنوات الأخيرة في مجال الفضاء ، ويجب الانتظار حتى إطلاق حامل الاقمار الصناعية الإيراني الجديد بأحدث المحركات واكبر الحمولة لتحقيق مفاخر أخرى ، كما حدث في مايو 2020.
