الوقت- مع احتدام المعارك قرب مدينة مأرب وتحرير العديد من المديريات، حصل ما هو خارج كل التوقعات في فرار وانحدار لقوات تحالف العدوان السعودي على اليمن من الساحل الغربي في الحديدة، دون سابق انذار او اي اشارة حتى لمرتزقتهم وذيولهم في العدوان على الشعب اليمني.
وقد خلق الانسحاب المباغت للقوات المدعومة اماراتياً حالة من الارتباك في المشهد العسكري، وكانت حجة الانسحاب حسب ما قال تحالف العدوان السعودي على اليمن بأنه جاء من اجل تموضع في مناطق محكومة باتفاق دولي في اشارة لاتفاق ستوكهولم، وهي وفق بيانها تقوم بإعادة انتشار محددة.
من جهتها قالت حكومة "هادي" المستقيلة، بانها لا صلة لها بما يجري حسب بيان الفريق الحكومي باللجنة التي تنسق اعادة الانتشار الذي اكد أن الانسحاب تم دون معرفتها ودون تنسيق مسبق معها.
مصادر يمنية أكدت أن محافظة الحديدة باتت مطهرة بالكامل، باستثناء مديرية الخوخة، وأن انسحاب قوات التحالف السعودي من الساحل الغربي يأتي بسبب القلق الأمريكي والإماراتي من تطورات الوضع.
كما كشفت تلك المصادر اليمنية، أن تحالف العدوان السعودي انسحب من المنطقة الساحل بعد علمه بأن تحرير الساحل هو "استراتيجية ما بعد تحرير مأرب".
وأشارت المصادر نفسها إلى أن "قوى التحالف تريد ترتيب وضعها الآن في الجنوب، استباقاً لهزيمة عسكرية ساحقة"، كاشفة أن "التحالف سحب كل قواته بما فيها قوات طارق صالح، وألوية العمالقة من الساحل باتجاه عدن". كما لفتت إلى أن "الجيش واللجان الشعبية سيطروا على الساحل تماماً، والمواجهات تدور حالياً في الخوخة وحيس".
وحول هذا السياق، كشفت العديد من المصادر اليمنية، أن التقدم الذي أحرزه الجيش واللجان الشعبية في الساحل الغربي بلغ 700 كيلومتر، مؤكدة أن "محافظة الحديدة باتت مطهرة بالكامل، باستثناء الخوخة التي يتوقع تحريرها خلال الايام القادمة". ويوم الجمعة الماضي تحدثت مصادر، أن قوات تحالف العدوان السعودي انسحبت كلياً من عشرات المواقع جنوبي وشرقي مدينة الحديدة، غربي اليمن.
وكانت القوات المشتركة التابعة للسعودية والإمارات في الساحل الغربي لليمن، قد أعلنت قبل عدة أيام، عن "إخلاء المناطق المحكومة باتفاق السويد، لكونه يبقيها مناطق منزوعة السلاح وآمنة للمدنيين الذين وُقِّع الاتفاق بحجة حمايتهم وتأمينهم". يأتي ذلك، بعد أن تمكنت القوات المسلحة اليمنية من تحرير مركز مديرية الجوبة في محافظة مأرب، قبل أيام، بينما أعلن مشايخ المديرية وأعيانها ووجهاؤها وقوفهم إلى جانب عناصر الجيش واللجان الشعبية، حتى تحرير كل مناطق محافظة مأرب.
وعلى رغم محاولة القوات الموالية للتحالف السعودي - الإماراتي، في أعقاب انسحاب الميليشيات المدعومة من أبو ظبي من مناطق جنوب الحديدة، استعادة زمام المبادرة على جبهات الساحل الغربي، وتحقيقها اختراقات في هذا الاتجاه، إلا أن الهجمة المضادة التي أطلقتها قوات الجیش اليمني واللجان الشعبية، ونفض المقاتلين المدعومين إماراتياً يدهم من تلك الجبهات إثر التهديدات التي تلقتها راعيتهم، أسهما في إعادة قلب المعادلة.
ولقد كتبت العديد من المصادر الاخبارية، ان ما تسمى "القوات المشتركة" الموالية للتحالف السعودي ــ الإماراتي، تعرّضت أخيراً، لانتكاسة قاسية في جبهات الساحل الغربي، انحسرت على إثرها إلى حد كبير المواجهات التي كانت اتّخذت منحًى تصاعدياً على امتداد جبهات جنوب الحديدة كحيس والجراحي ومفرق العدين ومقنبة، منذ منتصف الشهر الفائت.
وجاءت هذه الانتكاسة، التي حمّلت "ألوية العمالقة" الجنوبية مسؤوليتها لـ"خيانة" الميليشيات التابعة لنجل شقيق الرئيس الراحل "طارق محمد عبدالله صالح"، بعد تمكن قوات الجيش واللجان الشعبية من استدراج "اللواء الثامن – عمالقة"، الأسبوع الماضي، إلى فخ مميت، حيث أطبقت عليه الحصار لأربعة أيام، حاملة إيّاه على الاستسلام وتسليم أسلحته الثقيلة والمتوسطة ومغادرة الميدان، وذلك إثر محاولته التقدم باتجاه مناطق تابعة لمديرية جبل رأس.
هذا السيناريو تكرر أيضاً خلال اليومَين الماضيَين، حيث كشفت مصادر محلية في الساحل الغربي، بانسحاب "اللواء الثاني – عمالقة" بقيادة السلفي "حمدي شكري"، من مواقعه المتقدمة في منطقة سقم شرق حيس.
وحسب المصادر نفسها، فإن ألوية جنوبية أخرى تستعد لإخلاء مواقعها، ومن بينها "اللواء الرابع – عمالقة"، ليلتحق بـ"اللواء التاسع – عمالقة" الذي سلّم عتاده الثقيل، الأسبوع الماضي، للجيش واللجان الشعبية، وانسحب من جميع المناطق التي سبق أن سيطر عليها في نطاق مديرية حيس، ليعود إلى منطقة الخوخة.
وخسرت "ألوية العمالقة"، منذ بدئها موجة التصعيد الأخيرة التي أعقبت انسحاب الميليشيات الموالية للإمارات من جنوب مدينة الحديدة إلى جنوب المحافظة منتصف الشهر الماضي، عدداً كبيراً من قادتها وعناصرها خلال المواجهات التي دارت بينها وبين قوات الجيش واللجان الشعبية، فيما ساهم اعتداء عناصرها السلفيين المتطرفين على المساجد والمعالم الدينية في المناطق التي خضعت لسيطرتها، في زيادة النقمة الشعبية عليها.
كذلك، مثّل تخلي قوات "طارق صالح"، الذي يوجد في القاهرة منذ أكثر من أسبوع، وانقطاع إمدادات السلاح عن "العمالقة"، دافعاً لانسحاب العشرات من ضباط الأخيرة وجنودها من الجبهات.
وأثار ذلك حالة استنكار واسعة في أوساط الناشطين الموالين لتحالف العدوان، والذين اتهموا الأخير بخذلان القوات التابعة له، بعدما وصلت إلى مناطق كمفرق العدين الرابط بين حيس والعدين في محافظة إب، ونقلت المعركة إلى مناطق قريبة من مدينة الجراحي، كما سيطرت على قرى تابعة لجبل رأس التي تربطها مناطق حدودية مع منطقة وصاب التابعة لمحافظة ذمار.
وسبق لميليشيات "العمالقة" أن وعدت بنقل المعركة من جنوب الحديدة إلى المنطقة الوسطى من اليمن، والتي تشمل محافظات تعز وإب وذمار وريمة، لكنها اصطدمت بتصعيد الجيش اليمني واللجان هجماتهما في المناطق الساحلية، وجرهما خصومهما إلى مربعات مفتوحة قاتلة، على مدى الأسابيع الفائتة.
وحسب مصادر محلية في الساحل الغربي، فإن قوات "طارق صالح" باشرت، منذ أيام، بإنشاء سياج حديدي شمال مدينة حيس جنوبي الحديدة، كمقدمة لوقف العملية العسكرية باتجاه الجراحي.
وأكد رئيس مجلس تهامة الوطني، النائب "محمد ورق"، من جهته، وصول كتيبتين من قوات صالح إلى مدينة حيس، لتولي مهمة الإشراف على بناء سياج حديدي يفصل مديرية حيس من الشمال عن مدينة الجراحي الواقعة تحت سيطرة حكومة الانقاذ الوطني.
وأوضح "ورق" أن هذا السياج، الذي وصفه بـ"جدار الجبن والذل والخيانة"، سيمتدّ من شمال ميناء الحيمة في مديرية الخوخة، إلى شمال قرية البغيل في مديرية الجراحي شمال حيس، وهو يستهدف فصل المناطق التي انسحبت إليها الميليشيات المدعومة إماراتياً منتصف تشرين الثاني الفائت، عن مناطق سيطرة الجيش واللجان.
وعلى هذا المنوال نفسه، أفاد مصدر عسكري يمني في الساحل الغربي عن إحباط الجيش اليمني واللجان الشعبية محاولة تسلل لقوات العدوان السعودي جنوبي مديرية حيس جنوب الحديدة وتصدى الجيش اليمني واللجان لقوات العدوان السعودي جنوب مديرية حيس وأجبرتها على التراجع وأفشلت محاولة تقدمها باتجاه مواقع الجيش واللجان جنوب الحديدة.
ورصدت مصادر ميدانية 130 خرقاً للقوات المتعددة للعدوان في جبهات الحديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، واستحداث تحصينات قتالية في الجبلية و6 غارات لطائرات العدوان على حيس والجبلية، إضافة الى 3 غارات لطائرات تجسس قتالية على حيس و تحليق 25 طائرة حربية في اجواء الفازة والجبلية وحيس و الجاح والتحيتا، كما شنت مقاتلات العدوان 3 غارات على مديرية حرض الحدودية في محافظة حجة شمال غرب البلاد.
إن توسيع الجيش اليمني واللجان وانصار الله سيطرتهم على الساحل الغربي، يشكل لهم انتشارا حيويا من الناحية العسكرية والاستراتيجية، فهو يحمي مناطق تعز ومداخل صنعاء الغربية ويحمي الحديدة وطريق صنعاء ويعطيهم نقطة ارتكاز على الساحل الغربي باتجاه المخا وباب المندب، اضف الى ذلك ان هذه النقطة الحيوية تقوي معركة الجيش واللجان اليمنية الاستراتيجية نظرا لاهمية باب المندب وسواحل اليمن الغربية على البحر الاحمر.