الوقت-قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، اليوم الخميس، إن "وجود السفن الأميركية في البحر الأسود هو لعبة بالنار ومحاولة لاختبار قوة روسيا"، مؤكداً "استعداد موسكو لصد مثل هذه الأعمال".
وأضاف ريابكوف: "نحن قلقون حقاً مما يحدث في منطقة البحر الأسود، فهذه سلسلة متواصلة من الاستفزازات التي تقوم بها الولايات المتحدة وحلفاؤها في الناتو وبعض عملاء هذه الدول في المنطقة".
وذكّر في سياق حديثه، بأن "الفعاليات التعليمية وتدريبية التي تقوم بها روسيا، تنفذها قواتها المسلحة على أراضينا".
وأضاف: "ماذا تفعل السفن الأميركية في البحر الأسود على بعد آلاف الأميال من قواعدها؟ لا يوجد تفسير، والتفسير الذي مفاده أن كل هذا من أجل حرية الملاحة غير مقنع، هذه لعبة بالنار ومحاولة أخرى لاختبار قوتنا".
وفي السياق نفسه، صرّح السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، بأن "بوتين يشعر بالقلق من وجود السفن الأميركية في البحر الأسود، وهذا الوضع هو سبب زيادة الاحتياطات من الجانب الروسي".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت مناورات السفن الأميركية في البحر الأسود تشكّل مصدر قلق لبوتين، قال بيسكوف: "بالتأكيد، إنها مسألة تهمه وتحدث عنها".
ورداً على سؤال حول محاولات التفاوض على أعلى مستوى بين روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بهذا الوضع، قال بيسكوف: "هناك اتصالات عملياتية مستمرة بين العسكريين بشأن عدم التضارب كما تعلمون، وكانت هناك اتصالات بشكل عام من خلال هيئة الأركان العامة، وهو أمر إيجابي للغاية".
وأضاف بيسكوف: "لكن مثل هذه التصرفات (من قبل الولايات المتحدة) في الجوار المباشر لحدودنا بالطبع لا يمكن إلا أن تكون سبباً لزيادة الاهتمام وزيادة الاحتياطات"، مشيراً إلى أن "بوتين ووزير الخارجية ووزير لدفاع ناقشوا ذلك".
هذا وأجرت فرقاطة "الأميرال إيسن" التابعة لأسطول البحر الأسود الروسي، مناورات على تغطية السفن الروسية في شبه جزيرة القرم من التعرض لضربة جوية من العدو المفترض.
وورد في بيان صدر عن الأسطول، أن "التدريبات أخذت بالاعتبار المدمرة الأميركية بورتر المسلحة بصواريخ كروز، وسفينة القيادة الأميركية ماونت ويتني عند مدخل البحر الأسود".
وعلّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دخول سفينة القيادة البحرية الأميركية البحر الأسود، قائلاً: "ها هم دخلوا... يمكننا مشاهدتهم بالمنظار، أو عبر حدقات التصويب في منظوماتنا الدفاعية".
وفي السياق نفسه، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن "سفناً تابعة للناتو ودول أخرى من المنطقة تدخل البحر الأسود بأسلحة دقيقة بعيدة المدى"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة والبلدان المتحالفة معها تحاول بهذا الشكل اختبار مدى مناعة ساحل البحر الأسود وحدود جنوب روسيا".
هذا وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أمس الأربعاء، رصد طائرة استطلاع من طراز "إي-8 سي" تابعة لسلاح الجوي الأميركي فوق البحر الأسود.
وفي وقت سابق، حمّل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الولايات المتحدة الأميركية، المسؤولية عن تصعيد الأوضاع في منطقة حوض البحر الأسود، من خلال إرسال سفنها الحربية إلى هناك، معتبراً أن هذا لا يُسهم في تعزيز الاستقرار الدولي.
وقال لافروف للصحافيين، على هامش قمّة مجموعة العشرين في روما، إنّ "روسيا مستعدة لضمان الأمن في البحر الأسود. جاهزون لأيّ تهديدات، وضمان أمن الأراضي الروسية، والبحر الأسود من أولوياتنا، لكننا دائماً نؤيد تعزيز مشاريع التعاون، لاالمشاريع التي تقوم على المواجهة".