الوقت- تتواصل انتصارات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" وتمكنوا خلال الايام القليلة الماضية من التقدم على الجبهتين الجنوبية والوسطى لمحافظة مأرب، خاصة في منطقتي "الجوبة والعبدية"، وتكبيد عناصر تحالف السعودي هزائم كبيرة. وقام أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" بتطهير عدة مناطق مهمة في مديرية الجوبة، منها منطقة "واسط" التي لها أهمية استراتيجية كبيرة وكانت إحدى القواعد الرئيسية لتحالف العدوان، إلا أن مركز مديرية الجوبة لم يتم تحريرها بعد ولا تزال في قبضة مرتزقة السعودية. وفي هذا المحور تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" أيضاً من تطهير مناطق "الجرافة وحويرانة" وغيرها، ومن ناحية أخرى تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من تحرير حوالي 40 ٪ من مديرية الجوبة والسيطرة عليها.
وبحسب آخر الأخبار الواردة من مصادر ميدانية، فإن عناصر تحالف العدوان السعودي تعمل جاهدة للحفاظ على منطقة "الجوبة"، حيث أن خسارة هذه المنطقة تعني وصول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" إلى مدينة جنوب مدينة مأرب. ومن جهة أخرى، وبتطهير منطقة الجوبة، سيفتح الطريق أمام التحرير الكامل لمديريتي "جبل مراد وحريب"، وهذا الامر سوف يشكل ضربة قاتلة للرياض. وفي وقتنا الحالي يبعد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" عن مدينة مارب حوالي 29 كيلومترًا. وبحسب بعض المصادر الاخبارية، فقد تم تحرير وتطهير منطقة "العبدية" الواقعة في المحور الجنوبي الشرقي لمحافظة مأرب. وأصبح بعض عناصر تحالف العدوان السعودي محاصرون في المرتفعات الشرقية لتلك المنطقة. وحالياً، تدور الاشتباكات الرئيسية في محافظة مأرب في مناطق "جبل مراد وحريب والجوبة"، ولقد سقط عشرات القتلى والجرحى من المرتزقة السعوديين في هذه المناطق خلال الايام الماضية. وخلال الاشتباكات على هذا المحور، قتل العميد الركن "محمد علي حسين" احد قادة المنطقة العسكرية السابعة والعميد "مسعود احمد الصيادي" قائد اللواء 114 والعميد الركن "عبد الرقيب النغش" قائد مدفعية تحالف العدوان في مدينة مأرب والعميد "قائد ناصر العجي" قائد مجموعة النصر 11 والعميد "اسامة عبد الرب" واصيب عشرات اخرون.
وأفادت مصادر ميدانية أن الضغط المتزايد على عناصر ومرتزقة السعودية وتضاعف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في تلك المناطق، دفع الرياض إلى اتخاذ قرار بنقل غرفة قيادة تحالف العدوان الغربي - العبري - العربي من مدينة مأرب إلى مدينة "سيئون" بمحافظة حضرموت. لقد توصل تحالف العدوان السعودي إلى استنتاج مفاده أن كل جهوده للحفاظ على مدينة مأرب باءت بالفشل، وأن هذه المدينة الاستراتيجية، التي يطلق عليها قلب اليمن، ستُحاصر قريباً من محاور مختلفة وستتحرر في نهاية المطاف من الاحتلال على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله".
وتظهر العمليات المتتالية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” خلال الشهر الماضي، في ما يسمى بعملية "ربيع الانتصار"، والتي كشف عنها المتحدث باسم القوات اليمنية العميد “يحيى سريع” في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي، إصرار صنعاء على التحرير الكامل لمحافظة مأرب الاستراتيجية. وفي وقت سابق، كتب العميد "يحيى سريع" على تويتر: "بمشاركة وحدات عسكرية مختلفة، بدأ المجاهدون تنفيذ خطة تم اعدادها لمهاجمة العدو من عدة اتجاهات". وقال، إن "أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية حرروا 600 كيلومتر مربع من أيدي قوات العدو في أحدث هجوم وأصبحوا قريبين جدا من مركز محافظة مأرب". وأضاف المتحدث باسم الجيش اليمني، إن "الوحدة الصاروخية نفذت 68 هجوماً استهدفت قواعد وثكنات العدو، منها 49 في الأراضي اليمنية المحتلة و 19 هجوماً في داخل العمق السعودي". ولقد كشفت العديد من التقارير الاخبارية، أن الهجوم الجديد الذي شنه أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله”، أدى إلى حدوث خسائر فادحة في المعسكر المدعوم من السعودية، والذي يضم مقاتلين من القاعدة وداعش.
وفي الوقت الذي أحدث فيه تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” موجة من القلق والارتباك في تفكك صفوف تحالف العدوان السعودي، شن السعوديون غارات جوية مكثفة وذلك من أجل إبطاء عملية التفكك الذي ينخر صفوف مرتزقتهم. ولقد أفادت قناة “المسيرة”، أن تحالف العدوان السعودي نفذ أكثر من 50 غارة جوية على مديرية العبدية خلال الـ 24 ساعة الماضية، مما ألحق أضرارًا جسيمة بمنازل الناس وممتلكاتهم. وبحسب قناة “المسيرة”، فقد نفذ تحالف العدوان ما مجموعه 948 غارة جوية في الأيام الأخيرة ، بما في ذلك هجمات على منازل مدنية وأماكن مدنية. ومن ناحية أخرى، أحدث السعوديون نتيجة الهزائم الأخيرة تغييرات في كادر القادة العسكريين للحرب، وخاصة قائد قوات تحالف العدوان المشترك، على أمل أن تبث هذه التغييرات روح جديدة في صفوف القادة العسكريين. حيث عيّن الملك “سلمان” بمرسوم ملكي “مطلق بن سالم بن مطلق العزيمة” قائدا جديدا للقوات المشتركة لتحالف العدوان.
ويعيش المرتزقة في محافظة مأرب شمال شرقي صنعاء أياماً سوداءَ وكئيبة؛ بفعل الهزائم التي تلاحقهم من منطقة إلى أُخرى، وآخرها ما حدث في عملية "ربيع الانتصار" من تحرير مديريات هامة جنوب مدينة مأرب. ويعد تحرير المديريات الواقعة جنوبي مأرب ضربة قاصمة للعدوان الذي ظل يراهن عليها طيلة السنوات الماضية، وحولها إلى أوكار للتنظيمات التكفيرية الإجرامية، ومنطلقاً لتنفيذ كل الخطط الإجرامية لقوى العدوان الأمريكي السعودي. وحول هذا السياق، قال عضو المجلس السياسي في حركة "أنصار الله"، "محمد البخيتي"، إن "تحرير مأرب ستكون له آثار كبيرة متعلّقة بطرد قوات الاحتلال واستعادة الثروات النفطية"، وأكد أنه سيكون هناك تصعيد كبير قريباً من الشعب اليمني ضد "التحالف". وقال عضو المجلس السياسي، إن "قيادة التحالف السعودي موجودة في مأرب، وكل عملياتها تُدار من هناك. وبالتالي، فإن تحرير ما تبقى من مأرب هو هدف مهم لليمن، وسيشكل نقطة تحول، ودخول مرحلة جديدة".
وأكد "البخيتي" أن "تحرير مأرب ستكون له آثار كبيرة، متعلّقة بطرد قوات الاحتلال واستعادة الثروات النفطية"، مشيراً إلى أن "هناك زخماً شعبياً كبيراً في اليمن يمثل نقطة تحول من أجل حسم المعارك ضد التحالف، وسيكون هناك تصعيد كبير قريباً من الشعب اليمني ضده". وقال إن "الهيمنة الجوية للتحالف السعودي لم تستمر طويلاً"، مشدداً على أن القوات المسلحة اليمنية تستمر في تحسين قدراتها العسكرية، وفق تعبيره. وأضاف "أننا نقول لكل من تورط في القتال إلى جانب التحالف، إننا لا نريد استهدافهم"، مشدداً على أن "موازين القوى باتت تميل لمصلحة اليمن على حساب دول العدوان، وسندخل مرحلة جديدة تتمثل بمرحلة انهيار في صفوف العدو". وأوضح "البخيتي" أن "مبادرة صنعاء ما زالت مطروحة أمام المكونات اليمنية والسعودية والإماراتية"، وقال "إننا ننصح السعودية والإمارات بالمسارعة إلى انتهاز هذه الفرصة وتحقيق السلام، لأنه لا تزال أهدافنا دفاعية، ونستمد شرعية معركتنا من حق الدفاع عن النفس، ولن نستمر في هذه الحال، وقد تتغير أهداف المعركة". ويأتي كلام "البخيتي" تعقيباً على عملية "فجر الانتصار" في محافظة مأرب، والتي أعلنتها القوات المسلحة اليمنية يوم الثلاثاء الماضي.