الوقت- كشفت صحيفة إسرائيل اليوم، عن تورط إسرائيلي في تقديم استشارات سياسية ودبلوماسية وإعلامية، للواء خليفة حفتر،، ولنجل الزعيم الليبي السابق، سيف الإسلام القذافي، تحضيرا للحملة الانتخابية الرئاسية المزمعة في البلاد، وبتمويل من رجال أعمال من الإمارات وعمان.
وزعم دانيئيل سيريوتي، الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، أن "حفتر طلب الاستعانة بشركة استشارية من إسرائيل، وجاءت المفارقة أن منافسه سيف الإسلام طلب النصيحة من الشركة ذاتها، وبغض النظر عمن سيفوز في تلك الانتخابات، فإن شركة الاستشارات الإسرائيلية هي الرابح الأكبر".
وأضاف في تقرير أنه "في غضون شهرين، سيذهب الليبيون لصناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس الجديد، فيما يبدو بلدهم في أمس الحاجة لإعادة الإعمار بعد سنوات عديدة من الحروب الأهلية، لكن اللافت في هذه المعركة الانتخابية هو ظهور مستشار اتصالات إسرائيلي، يقوم فعليًا بتقديم المشورة للمتنافسين مقابل عقود واسعة النطاق".
وتتحدث المعلومات الإسرائيلية أنه تم توقيع عقد في إمارة دبي قبل شهرين، بين حفتر وشركة اتصالات واستراتيجية إسرائيلية كبيرة، عبر ممثلي الشركة وأحد أبناء حفتر، وقد قام مالك الشركة الإسرائيلية بالفعل بإدارة حملات ناجحة لمرشحين للرئاسة ورئاسة الوزراء في إسرائيل ودول أخرى حول العالم.
في الوقت ذاته، تم إنشاء الاتصال الأولي بين القذافي الابن والمستشار الإسرائيلي من قبل عارضة أزياء إسرائيلية سابقة تعيش في دبي، حيث نشأت علاقة قوية جدًا، ومن أجل مساعدة المتنافسين تم تسجيل شركة جديدة في الإمارات، وتوقيع عقد استشاري جديد، هذه المرة مع القذافي الابن، وتقدر قيمته بعشرات ملايين الدولارات، سيتم تمويلها من قبل رجال أعمال من سلطنة عمان، وكيانات تجارية من الإمارات، قدموا ضمانات شخصية لتمويل حملة القذافي الابن.
مع العلم أن الجنرال حفتر ونجله صدام، قادا الجيش في شرق ليبيا، ورفض قبول أول حكومة وحدة وطنية في البلاد بعد الإطاحة بنظام القذافي، وأعلن مؤخرًا عن نيته الترشح مرة أخرى للانتخابات الرئاسية، رغم الاتهامات الموجهة إليه بالفساد والتورط في سفك دماء الليبيين.
وأبلغ صحفي بارز في الإمارات الصحيفة الإسرائيلية أن "هناك عددا غير قليل من أصحاب المصلحة الذين يراقبون الأموال الكبيرة في إعادة بناء ليبيا، بجانب احتياطاتها النفطية الهائلة، وبدعم من الولايات المتحدة ومصر والسعودية والكيانات الغربية، في الوقت الذي يحظى فيه سيف الإسلام بدعم روسيا والإمارات وسلطنة عمان، فيما رفض المستشار الإعلامي الإسرائيلي التعليق على هذه الأخبار.
ومن المقرر أن تُقام الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ليبيا، يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، وذلك الموعد كان قد تم إقراره من جانب ملتقى الحوار الليبي، وهو المسار السياسي الذي رعته الأمم المتحدة للمرة الثانية خلال عشر سنوات من الاضطرابات والحرب.
لكن تعقيدات المشهد السياسي الناتج عن الانقسامات بين شرق ليبيا وغربها تعني أنه لا تزال هناك عقبات يجب تذليلها.
فعلى الرغم من أن البرلمان أصدر قانوناً للانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2021، فقد أصدر أيضاً قانوناً منفصلاً ينص على تنظيم الانتخابات البرلمانية في موعد لاحق. ورفضت مؤسسات سياسية أخرى في ليبيا مقترحات البرلمان.
فيما مهد القائد العسكري في شرق ليبيا، حفتر، الطريق للترشح لمنصب الرئيس بإعلانه في سبتمبر/أيلول تخليه عن دوره العسكري لمدة ثلاثة أشهر، وقال مساعدون لرئيس البرلمان، عقيلة صالح، إنه أيضاً تخلى عن منصبه من أجل الترشح للانتخابات.
كما أشار مقربون من سيف الإسلام القذافي، نجل معمر القذافي الذي كان ثاني أقوى رجل في ليبيا فيما مضى، إلى أنه أيضاً يرغب في الترشح.
وكانت وسائل إعلام ليبية، تحدثت عن تفاصيل مبادرة، ستشهد تحالفا بين المشير خليفة حفتر، وسيف الإسلام القذافي، خلال الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد، مضمونها أن سيف الإسلام القذافي وأنصاره سيدعمون حفتر رئيسا للبلاد وقائدا أعلى للقوات المسلحة، مقابل تسمية نجل القذافي رئيسا للوزراء، ويتولى تشكيل الحكومة بكامل حقائبها، بما فيها الوزارات السيادية.
وأكدت أن هناك اتجاه داخل حراك "مانديلا ليبيا"، الداعم لترشح سيف الإسلام القذافي رئيسًا لليبيا، لقبول هذه المبادرة، خاصة بعد العراقيل القانونية الداخلية والخارجية التي وضعت أمام ترشح نجل القذافي للانتخابات الرئاسية، مشيرة إلى أن المبادرة تدعمها أطراف دولية وأجنبية عدة.
والدعم الإسرائيلي لحفتر ليس بجديد، فقد كانت إسرائيل بمساعدة من الإمارات تقوم بتوفير الاسلحة لما يعرف بالجيش الوطني الليبي التابع له.
وفي الحقيقة، الدور الإسرائيلي في ليبيا مرتبط بالمحور الذي نشأ في السنوات الأخيرة ويضم السعودية والإمارات ومصر وإسرائيل. مقابل الدعم القطري والتركي لحكومة الوفاق الوطني، حيث تحولت تركيا إلى مزود رئيسي بالسلاح لقوات السراج.
ويرى محللون أن الملف الليبي هو تحت إشراف الموساد وينسق عملياته وسياساته المتعلقة بحفتر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومدير مخابراته عباس كامل. فقد التقى مبعوثو الموساد في الفترة ما بين 2017- 2019 مع حفتر بالقاهرة وفي أكثر من مناسبة. وتم ترتيب عدد من الدورات التدريبية لقادة جيش حفتر الرئيسيين على يد ضباط إسرائيليين في أساليب الحرب وجمع المعلومات وتحليلها وكذا إجراءات القيادة والتحكم.
وتعود أولى المؤشرات التي أظهرت طبيعة توجه حفتر نحو تل أبيب إلى ديسمبر 2014، حين وجهت صحيفة “كورييري ديلا سيرا” الإيطالية، خلال لقاء أجرته مع حفتر، سؤالا بشأن إسرائيل، فجاءت إجابته بأنه لا يمانع إقامة تواصل معها فـ”عدو عدوي صديقي”، بحسب قوله.
وذكرت صحيفة “موند دافريك” الفرنسية، في تقرير لها في 2 يوليو 2020، أن حفتر لجأ إلى إسرائيل في 2015، بعد محادثات مع عناصر الموساد في الأردن.
كما نشر “موقع ميدل إيست آي” بيانات تكشف عن لقاءات جمعت بين موظفين من الموساد وحفتر عدة مرات في مصر، ما بين 2017 و2019.
ولعدة سنوات بقيت العلاقات واللقاءات بين حفتر ومسؤوليه مع الإسرائيليين في إطار السرية، حتى بدأ العدوان على العاصمة وأدرك حفتر ومساعدوه بعدها صعوبة اقتحام طرابلس، حيث بدأت التحركات “الخفية” تظهر إلى العلن، بل وذهبت إلى المطالبة بشكل صريح ومباشر بمساعدة إسرائيل.
ففي 10 يونيو 2019، أجرت صحيفة “ميكور ريشون” الإسرائيلية لقاء مع نائب رئيس الحكومة الموازية في الشرق، عبد السلام البدري، طالب فيه إسرائيل بإنقاذ أوضاع حفتر المنهارة في جنوب طرابلس، كما أكد أن حكومته لم ولن تكون “عدوة أبداً” لتل أبيب.
ووفق الصحيفة فقد أرسل البدري، خلال اللقاء، رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” قائلاً: “لم ولن نكون أبدا أعداء، ونأمل أن تدعمونا، الظروف هي التي حالت بيننا حتى الآن”، ثم نفى البديري التصريحات عقب الضجة التي رافقتها.
ونشرت وكالة الأناضول، العام الماضي، تقريرا قالت فيه إن صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية كشفت أن ضباطا إسرائيليين تولوا تدريب ميليشيات حفتر على حرب الشوارع في المناطق الخاضعة لسيطرتها خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2019.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن الإمارات زودت مليشيات حفتر بأنظمة دفاع صاروخية إسرائيلية لمواجهة الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش الليبي التابع للحكومة الشرعية.