الوقت-ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أن عدد الأشخاص الذين تركوا وظائفهم في الولايات المتحدة قد ارتفع إلى مستويات قياسية، إذ استقال نحو 4.3 مليون شخص من وظائفهم في آب / أغسطس الماضي، ما يمثل حوالي 2.9 في المائة من القوة العاملة، وفقاً للبيانات الجديدة الصادرة يوم الثلاثاء الماضي من وزارة العمل الأميركية.
وقالت الصحيفة إن هذه الاستقالات جاءت مدفوعة بمجموعة من العوامل التي تشمل شعور الأميركيين بفرص وافرة وأجور أفضل في أماكن أخرى. وأشارت إلى أن هذه الأرقام أعلى من الرقم القياسي السابق، الذي تم تسجيله في نيسان / أبريل الماضي، حيث استقال حوالي أربعة ملايين شخص، الأمر الذي يعكس كيف يستمر الوباء في زعزعة تفكير العمال حول وظائفهم وحياتهم.
وقالت الصحيفة إن هذه الظاهرة تأتي مدفوعة جزئياً من العمال الذين هم أقل استعداداً لتحمّل ساعات عمل غير مناسبة وتعويضات رديئة، والذين يستقيلون للعثور على فرص أفضل.
وبحسب تقرير وزارة العمل، كان هناك 10.4 مليون فرصة عمل في الولايات المتحدة في نهاية آب / أغسطس - بانخفاض طفيف عن أعلى مستوى في تموز / يوليو، والذي وصله إلى 11.1 مليون، لكنه لا يزال رقماً مرتفعاً بشكل كبير، ما يمنح العمال نفوذاً كبيراً لأنهم يبحثون عن فرص أكثر ملاءمة لهم.
لكن قد تكون الآثار المترتبة على هذا التحوّل طويلة الأمد. فعادة، يعكس الاضطراب في سوق العمل شعور العمال بمزيد من الثقة في الاقتصاد، ويكونون على استعداد للمخاطرة بأمن وظائفهم الحالية للحصول على فرصة جديدة. لكن حجم هذه التغييرات الجديدة - والتحولات الاقتصادية الأكبر التي تشير إليها - أضاف عنصراً من عدم القدرة على التنبؤ. يعيد العمال وأرباب العمل تقييم مناهجهم وسط تهديد متطور باستمرار للصحة العامة.
تقول العديد من الشركات إنها تجد هذا التحدي الديناميكي الجديد لأنها تكافح للاحتفاظ بالموظفين والعثور على مرشحين مؤهلين لشغل وظائف شاغرة. بينما حققت بعض الشركات نجاحاً من خلال زيادة الأجور والتعويضات.
وظائف المستودعات - التي كان يُنظر إليها أخيراً على أنها وظائف المستقبل - أصبحت فجأة وظائف لا يريدها سوى عدد قليل من العمال. من جهة أخرى، قد يحتاج العديد من العمال، وبخاصة أولئك الذين فقدوا وظائفهم في وقت مبكر من تفشي الوباء، إلى إيجاد طرق لإعادة التدريب وإضافة مهارات لمهن جديدة.
وقد اعتبر العديد من العمال أن الوظائف منخفضة الأجر، أو أن العمل الذي يتطلب تنقلًا طويلًا، غير مرغوب فيها، لكنهم قد يحتاجون إلى مهارات جديدة لشغل الوظائف التي يرغبون فيها أكثر.
وقالت "واشنطن بوست" إن هذه التغييرات تحدث بسرعة، حيث تظهر بيانات وزارة العمل أن نحو 892 ألف عامل في المطاعم والحانات والفنادق استقالوا في آب / أغسطس، بالإضافة إلى 721 ألف عامل في تجارة التجزئة. كما ترك 706 آلاف موظف إضافي في خدمات الأعمال المهنية و534 ألف عامل في مجال الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية وظائفهم.
وأضافت أنه نحو 2 من كل 5 عمال (38 في المائة) ممن استقالوا في آب / أغسطس عملوا في متاجر التجزئة أو في المطاعم والفنادق. بينما الإقلاع عن العمل في التصنيع ليس مرتفعاً كما هو الحال في قطاعات الخدمات منخفضة الأجر، فهو بنسبة 2.5 في المائة، لكنه تسارع قليلاً بالسرعة التي تتسابق فيها المصانع لاستقطاب عمال وزيادة الإنتاج حيث تعمل مشكلات سلسلة التوريد على تعديل المشهد الصناعي العالمي.