الوقت - قررت محكمة إسبانية استدعاء وزيرة الخارجية السابقة لاستجوابها في إطار تحقيق حول ملابسات السماح لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، بدخول البلاد لتلقي العلاج إثر إصابته بفيروس كورونا حسبما أعلن القضاء الإسباني الثلاثاء.
وأشارت المحكمة الإقليمية في أراغون (شمال شرق) في بيان، إلى أن قاضي التحقيق في محكمة مدينة سرقسطة حيث حطت طائرة غالي "قرر استدعاء وزيرة الخارجية السابقة أرانتشا غونزاليس لايا لاستجوابها في إطار تحقيق قضائي في قضية غالي".
وأوضحت المحكمة في بيانها بأن "هذا التحقيق فتح بسبب الاشتباه بارتكاب جرم المواربة" ويرمي إلى "التحقق من الظروف التي أحاطت دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا". وحسب وسائل إعلام، يسعى القضاء إلى كشف ملابسات عدم التدقيق في جواز سفر غالي لدى وصوله إلى الأراضي الإسبانية.
وكشفت مصادر قضائية إسبانية استدعاء المشرفة السابقة على إدارة الجهاز الدبلوماسي الإسباني من لدن رئيس محكمة سرقسطة، رافائيل لاسالا، من أجل الاستماع إلى شهادتها بخصوص تزوير هوية إبراهيم غالي، بناء على الشكاية التي تقدم بها المحامي أنطونيو أوردياليس أمام القضاء الإسباني.
ولفتت صحف إسبانية، وفقا لمصادرها القضائية، إلى أن القاضي أصدر أوامره بالفعل بغرض استدعاء آرانتشا غونزاليس لايا؛ في حين سيتم إخطار الأحزاب السياسية بفحوى القرار عبر رسالة إلكترونية مساء الثلاثاء أو صبيحة الأربعاء.
وتأتي الخطوة المتخذة من قبل القاضي الإسباني بعد اعتراف كاميلو فيارينو، مدير ديوان وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، بكون آرانتشا غونزاليس لايا هي التي أمرته بترتيب عملية استقبال إبراهيم غالي.
وتبعا للمصادر الإعلامية عينها فقد أُنيطت بمدير ديوان الوزيرة الإسبانية السابقة مهمة إعداد مختلف المسائل اللوجيستية المتعلقة باستقبال زعيم جبهة “البوليساريو “، لكنه شدد على أن القرار لم يُتخذ فقط من لدن غونزاليس لايا، بل هناك جهات أخرى دخلت على خط الموضوع.
واستدعت محكمة التعليمات السابعة بسرقسطة، الإثنين الماضي، كلا من فرانسيسكو فيرنانديز سانشيز، نائب رئيس الأركان الجوية، وكاميلو فيارينو، رئيس ديوان وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، بغية استكمال مسار البحث والتحقيق في قضية استقبال إبراهيم غالي بجواز سفر مزور.
وتتحرى المحكمة الإسبانية عن كيفية استخدام الحكومة المركزية للجيش بغية إخفاء هوية زعيم جبهة “البوليساريو”، تبعا للرسائل المتبادلة عبر “واتساب” بين نائب رئيس الأركان الجوية ورئيس ديوان وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، بعد التأكد من مشاركتهما في تسهيل دخول غالي إلى التراب الإسباني دون التحقق من جواز سفره.
وقررت الحكومة الإسبانية توكيل محامي الدولة من أجل الدفاع عن كاميلو فيارينو، رئيس ديوان وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، أمام القضاء المركزي الذي وجه إليه اتهامات التستر على إبراهيم غالي؛ وهو القرار الذي انتقدته هيئة الدفاع، بحجة أن الحكومة تُناصر شخصا يتم التحقيق معه بخصوص جريمة خطيرة.
وفي السياق، قال المعلق الصحافي الإسباني خافيير فيرنانديز لصحيفة العرب اللندنية” إن “وزيرة الخارجية السابقة عليها أن تفسر لقاضي التحقيق الأسباب التي دفعتها إلى السماح لإبراهيم غالي بدخول إسبانيا دون المرور بالتدقيقات المعتادة لشخصيات من هذا النوع من قبل السلطات الأمنية”. وأضاف “السؤال هل هي من اتخذ القرار أم رئيس الحكومة الإسبانية بطلب من الحكومة الجزائرية؟”.
وأشار فيرنانديز إلى أن مهمة وزراء الخارجية “تسهيل العلاقات بين البلدان وليس تسميمها”، في إشارة إلى المغرب الذي احتج بشدة على السماح لغالي بدخول إسبانيا والعلاج في مستشفياتها ثم السماح له بالمغادرة إلى الجزائر.
وقال مراقبون إن القضاء الإسباني مستمر بالتحقيق في هذا الملف من أجل تحديد الجهة التي تتحمل المسؤولية في دخول غالي، وهو ما يطالب به المغرب لأجل غلق هذا الملف وتخفيف مخلفاته على العلاقة مع إسبانيا.
وأشعل استقبال إسبانيا للأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "بوليساريو"، فتيل أزمة دبلوماسية حادة بين إسبانيا والمغرب.
ووصل غالي سرا إلى إسبانيا في 18 أبريل/نيسان بعدما أقلته طائرة طبية تابعة للرئاسة الجزائرية الداعمة للحركة الصحراوية، وبحوزته "جواز دبلوماسي"، وفق صحيفة "إل باييس". ومن ثم أدخل غالي إلى مستشفى لوغرونيو (شمال) بحال حرجة.
وبعدما خرج إلى العلن نبأ وجوده في إسبانيا، أثار استقباله في المملكة أزمة بين مدريد والرباط، بلغت ذروتها بوصول أكثر من 10 آلاف مهاجر غير شرعي في منتصف أيار/مايو إلى جيب سبتة الإسباني بعد تراخي السلطات المغربية في ضبط الحدود.
وفي حينه، أعربت الرباط عن "سخطها" وطالبت بتحقيق "شفاف" حول ملابسات دخول غالي إلى إسبانيا، مؤكدة أن زعيم البوليساريو دخل الأراضي الإسبانية وافدا من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة".
وردت مدريد لدى مغادرة غالي إلى الجزائر مطلع يونيو/حزيران بعدما تلقى العلاج، بالقول إن غالي "كان يحمل أوراقا ثبوتية باسمه دخل بموجبها إسبانيا".