الوقت- إرتفعت حصيلة الهجمات المتزامنة في فرنسا إلى أكثر من 160 قتيلا فيما أصيب المئات بينهم 80 إصاباتهم خطيرة، في أسوأ هجوم إرهابي إستهدف العاصمة الفرنسية مساء الجمعة 13 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوضحت وسائل الإعلام الفرنسية أن160 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، بينما أصيب أكثر من 200 بجروح، بينهم 80 إصاباتهم خطيرة في اعتداءات غير مسبوقة في باريس، مساء الجمعة، كما أفاد مصدر قريب من التحقيق، مؤكداً في الوقت نفسه أن هذه الحصيلة لا تزال مؤقتة .
هجمات متزامنة
وأعلنت مصادر فرنسية أن مسلحون مجهولون قد هاجموا قاعة للاحتفالات في شارع باتاكلان الواقع في الجادة الحادية عشرة في العاصمة الفرنسية باريس، حيث وقعت مجزرة رهائن راح ضحيتها أكثر من 100 قتيل، فيما سيطر ثلاثة من المسلحين على محيط القاعة، وأطلقوا الرصاص على رجال الشرطة الذين يحاصرون المكان .
كما قتل وأصيب العشرات في هجمات متزامنة في باريس، وفق الشرطة الفرنسية. ووقع الهجوم الأول في ملعب سان دوني، والثاني في قاعة للعرض في منطقة باتاكلان، أما الثالث فقد استهدف مطعماً شرق العاصمة. وفرضت الشرطة طوقا أمنياً في محيط الأماكن التي شهدت هذه الحوادث، وأرسلت إليها فرق إسعاف. كذلك قتل انتحاريين في ملعب سان دوني، وفق الشرطة .
وقال المصدر إن الهجمات المتزامنة نفذها مسلحون عمد بعضهم إلى تفجير أحزمة ناسفة كان يرتدونها، وذلك قرب استاد فرنسا الدولي في الضاحية الشمالية للعاصمة، وفي أحياء في شرق باريس حيث توجد حانات ومطاعم يكثر روادها في نهاية الأسبوع .
كما أفاد مصدر مقرب من التحقيق أن التحقيقات الأولية التي جرت تؤكد مقتل 8 "إرهابيين" شاركوا في الاعتداءات التي استهدفت مناطق عدة في باريس، موضحاً أن 4 من المهاجمين قتلوا في مسرح باتاكلان، 3 فجروا أحزمة ناسفة كانوا يرتدونها، أما الرابع فقتل خلال هجوم قوات الأمن على المسرح. كما قتل ثلاثة انتحاريين في استاد فرنسا الدولي، وآخر في جادة فولتير على مقربة من مسرح باتاكلان .
تفاصيل الهجوم
وقال المصدر إن الاعتداءات جرت كالتالي: انتحاري فجر نفسه في استاد فرنسا الدولي شمال باريس، وهجوم استهدف مسرح باتاكلان في وسط باريس حيث احتجز المهاجمون رهائن في عملية كانت لا تزال مستمرة حتى منتصف الليل، في حين وقعت خمس هجمات أخرى في خمسة مواقع في أحياء بوسط العاصمة يرتادها الناس كثيراً مساء كل جمعة قرب ساحة الجمهورية .
وفي وقت سابق حصل إطلاق نار وقع قرب مباراة بين فرنسا وألمانيا يحضرها الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، الذي توجه مع وزير الداخلية إلى مقر الوزارة بعد الهجمات لترؤس اجتماع أزمة خلية .
من ناحيتها، دعت بلدية باريس سكان العاصمة إلى "عدم الخروج من منازلهم" إثر الاعتداءات الدامية التي شهدتها .
وقالت البلدية في تغريدة على حسابها على موقع "تويتر"، إنه بسبب "عمليات إطلاق نار في باريس، ندعوكم إلى عدم الخروج من منازلكم بانتظار تعليمات جديدة من السلطات ".
ودعت شرطة باريس الأشخاص الموجودين في المنطقة الباريسية إلى "تجنب الخروج إلا للضرورة القصوى"، مناشدة في تغريدة على تويتر "المؤسسات التي تستضيف جموعاً إلى تشديد المراقبة على المداخل، وإيواء من قد يكونون بحاجة إلى ذلك، وإلى وقف الاحتفالات أو المناسبات الجارية في الهواء الطلق ".
هولاند يتوعّد
من جانبه، توعّد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند برد بلاده دون رحمة على الإرهاب، وذلك في تصريح من أمام مسرح باتاكلان الذي شهد هجوما أودى بحياة أكثر من 150 شخص.
وتابع هولاند الذي توجه إلى المسرح برفقة عدد من المسؤولين، يتقدمهم رئيس الوزراء مانويل فالس، ووزير الداخلية برنار كازنوف، ووزيرة العدل كريستيان توبيرا، وأجرى في المكان "تقييماً للوضع" مع رئيس فرق الإطفاء وجهاز المساعدة الطبية الطارئة: "أتيت هنا مع الوزير الأول ووزيري العدل والدفاع حيث أن من المهم التواجد شخصيا في الموقع لتقييم أثر هذه الكارثة بشكل شخصي."
وأضاف الرئيس الفرنسي قائلا: "لا أستطيع في الوقت الحالي تحديد عدد من فقد حياته ولكنهم بالعشرات وأن الإرهابيين في باتاكلان قتلوا جميعا."
من جانبه، أعلن مدعي عام الجمهورية في باريس، فرنسوا مولان، أن التحقيق الذي فتح في اعتداءات باريس التي وقعت مساء الجمعة يجب أن يحدد ما إذا كان هناك من "متواطئين أو مشاركين لا يزالون فارين". وفتحت السلطات الفرنسية تحقيقاً في "جرائم قتل على علاقة بمنظمة إرهابية ".