الوقت - هنأت جمهورية إيران الإسلامية حكومة وشعب طاجيكستان بالذكرى الثلاثين لاستقلالها.
وفي هذا الصدد، بعث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، برسالة إلى وزير خارجية جمهورية طاجيكستان، سراج الدين مهرالدين، هنأه فيها بالذكرى الثلاثين لاستقلال طاجيكستان، معربًا عن أمله في أن يشهد البلدان في المستقبل القريب تطورا متزايداً للعلاقات الثنائية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية.
اتبعت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وطاجيكستان تطورات إيجابية متزايدة على مدى الثلاثين عاما الماضية. في الوقت نفسه، تجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من أن إيران ليست جارة لطاجيكستان؛ لكن هناك مزايا في هذا البلد لا تتمتع بها أي من دول آسيا الوسطى، وهي ليست مجرد مسألة اللغة الفارسية المشتركة؛ بالأحرى، إنها مسألة انتماء مشترك وثقافة وتاريخ مشترك بين إيران مع هذا البلد الواقع في آسيا الوسطى. في الواقع، كانت إيران أول دولة تنشئ سفارة في العاصمة دوشنبه. وكانت أيضًا واحدة من أوائل الدول التي اعترفت دبلوماسيًا باستقلال دولة طاجيكستان المنشأة حديثًا في عام 1991. من ناحية أخرى، وبسبب انتعاش الثقافة الإيرانية داخل طاجيكستان، سهلت إيران التبادل الثقافي من خلال المؤتمرات والمهرجانات الإعلامية والسينمائية، وهناك إمكانات وروابط ثقافية وحضارية بين البلدين يمكن تعزيزها من خلال التخطيط والتخطيط الدقيقين.
التهديدات المشتركة لطاجيكستان وإيران
وتجدر الإشارة إلى أن طاجيكستان وإيران تواجهان عدة تهديدات مشتركة أهمها تهريب المخدرات والإرهاب والتطرف.
يوجد مركزان للجماعات الإرهابية في آسيا الوسطى:
المنطقة الأولى هي وادي فرغانة، وهي منطقة تقع بين طاجيكستان وأوزبكستان وقيرغيزستان يؤدي اضطرابها إلى عدم استقرار المنطقة.
المنطقة الثانية التي تعاني من عدم الاستقرار هي الحدود الشمالية الممتدة لأفغانستان مع دول آسيا الوسطى، وخاصة طاجيكستان، حيث تهدد هذه المسألة أمن إيران. في السياق الحالي لسقوط الحكومة المركزية في كابول وتشكيل حكومة مستقبلية في أفغانستان، يعد التقارب بين طاجيكستان وإيران أمرًا حاسمًا لتحقيق الاستقرار في أفغانستان، خاصة في المناطق الشمالية وإقليم بنجشير.
في المقابل، بعد هزيمة داعش في سوريا والعراق، هناك مخاوف من هجرة داعش إلى دول آسيا الوسطى. لذلك، فإن تعاون إيران مع دول المنطقة، بما في ذلك طاجيكستان، يمكن أن يسهم في السلام والاستقرار في المنطقة وأمنها في نهاية المطاف.
المزايا الاقتصادية المتبادلة
تتمتع طاجيكستان وإيران، على الرغم من عدم وجود حدود لها، بمزايا اقتصادية كبيرة. نظرًا للقواسم الثقافية واللغوية المشتركة بين البلدين، تعد طاجيكستان وجهة مفضلة للعديد من رجال الأعمال الإيرانيين، وهذا البلد مهم جدًا كمركز رئيسي لتوسيع العلاقات التجارية الإيرانية مع دول آسيا الوسطى الأخرى. يعتقد الخبراء أن طاجيكستان هي بوابة للمنتجات والتكنولوجيا الإيرانية لأسواق آسيا الوسطى. إنها نقطة يمكن من خلالها ربط إيران بالصين وكازاخستان وشرق روسيا باستخدام الطرق البرية. من ناحية أخرى، نظرًا لأن طاجيكستان غير ساحلية، ستكون دوشنبه قادرة على الوصول بشكل أفضل إلى المياه المفتوحة من خلال إيران، وبالتالي وصول الخطوط التجارية لطاجكستان إلى الخليج الفارسي وموانئ عمان البحرية المهمة للغاية.
الأيدي خلف الستار
في الوقت نفسه، مثل العديد من مجالات المنافسة الإقليمية الأخرى، لا تخلو العلاقات بين طهران ودوشنبه من منافسة من الجهات الإقليمية الفاعلة الأخرى. على مدى السنوات القليلة الماضية، بذلت المملكة العربية السعودية العديد من الجهود لتعزيز موطئ قدمها في طاجيكستان، ومن ناحية أخرى، لمنع توسع وجود إيران ونفوذها في هذا البلد الناطق باللغة الفارسية. على مدى السنوات القليلة الماضية، بدأت المملكة العربية السعودية في تطوير العلاقات مع طاجيكستان، ويحاول السعوديون الاستفادة القصوى من التعاون الأمني والجيوسياسي مع دوشنبه من خلال تقديم وعود مالية لمسؤوليها والاستفادة منها إلى أقصى حد. إضافة إلى المملكة العربية السعودية، فإن الأمريكيين ليسوا سعداء بتوسيع علاقات دوشنبه مع طهران، ويعملون بكل ما في وسعهم لمنع إيران من توسيع نفوذها في طاجيكستان. في هذه الحالة، يبدو أنه على الرغم من بعض العقبات، إلا أن ميزة توسيع العلاقات بين دوشنبه وطهران كبيرة لدرجة أن الجانبين سيضعان تطوير هذه العلاقات على جدول الأعمال.