الوقت- قامت الریاض قبل نحو ست سنوات بتشكيل تحالف دولي لشن حرب بربرية على أبناء الشعب اليمني بحجة أنها تريد إعادة الشرعية للرئيس المستقيل "عبد ربه منصور هادي" ولكن بعد مرور وقت قصير تكشفت نوايا الرياض الخبيثة، وخاصة أنها كانت تستخدم الكثير من الأسلحة المحرمة دولياً لقتل أبناء الشعب اليمني وأصبح لا يخفى على أحد الجرائم التي قام بها تحالف العدوان السعودي في عدوانه على أطفال اليمن خلال السنوات الست الماضية من خلال تنفيذ الكثير والكثير من الجرائم ضد أطفال ونساء اليمن واستهداف البنية التحتية والمستشفيات وفرضه حصاراً خانقاً على كل أنباء الشعب اليمني، في ظل التواطؤ الاممي والتعامي عن هذه الجرائم بحق اليمنيين الذين تنتشر بينهم اليوم العديد من الامراض والاوبئة القاتلة. وخلال الأيام الماضية، تمّكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من تحقيق الكثير من الانتصارات خلال الايام الماضية واستطاعوا التقدم باتجاه مدينتي البيضاء ومأرب آخر معقل لحكومة "عبد ربه منصور هادي" المستقيلة في شمال اليمن بعد سيطرتهم على العديد من المديريات الهامة والاستراتيجية في هاتين المحافظتين.
وفي ظل كافة هذه الانتصارات التي تسطر بماء الذهب وخلال كلمة له بمناسبة العام الهجري الجديد، قال قائد حركة "أنصار الله" اليمنية، السيد "عبد الملك الحوثي"، يوم أمس الإثنين، إنّ "معركة سيف القدس خطوة موفقة انتهت بالنصر الإلهي". وخلال خطابه، قال "الحوثي"، إن "من أهم الأحداث خلال العام الهجري المنصرم معركة سيف القدس، التي كانت خطوة موفقة انتهت بالنصر الإلهي، ولها دلالتها المهمة". وأشار إلى أن معركة "سيف القدس" فرزت الأمة وفضحت المطبعين مع إسرائيل، مضيفاً أن "المطبعين انكشفوا وهم يبررون للعدو الإسرائيلي ويلومون حركات المقاومة ويسيئون إليها". وبيّن "الحوثي"، أن "وسائل الإعلام السعودية والإماراتية تخدم العدو الإسرائيلي"، موضحاً أن "مشكلة النظامين السعودي والإماراتي مع حماس هي في مقاومتها العدو الإسرائيلي في المقام الأول". وجدّد قائد حركة "أنصار الله" إدانته الأحكام السعودية الظالمة بحق المختطفين الفلسطينيين، قائلاً إن "تجريم دعم المقاومة الفلسطينية لدى النظامين السعودي والإماراتي ومن معهما يمثل انحرافاً خطيراً"، مجدداً عرض الحركة لـ"تبادل ضباطه الأسرى في مقابل الإفراج عن المختطفين الفلسطينيين".
وأمّا في موضوع العدوان على اليمن، فقال السيد "الحوثي"، إن "الحصار جزءٌ من العدوان والحرب على بلدنا، ولا يستند إلى أيّ مستند قانوني أو أي شرعية"، مضيفاً أن "الحرب الاقتصادية على اليمن شملت جوانب كثيرة، منها نهب الثروات النفطية والغازية". وبيّن السيد "الحوثي"، أن "أمريكا وبريطانيا تجعلان الحصار والمؤامرات الاقتصادية استراتيجية أساسية في استهداف شعوبنا". ورأى أن "الأمريكيين هم السباقون في استهداف العملة اليمنية من خلال نقل البنك المركزي وطباعة الأوراق النقدية"، مضيفاً أنّ "الاستهداف الشامل يكشف حقيقة نيّات الأمريكيين، وأن حربهم هي حرب على كل الشعب اليمني". واعتبر قائد حركة "أنصار الله"، أن "من ينادي بالسلام، وهو يرعى استمرار العدوان، يقدّم سلاماً على الطريقة الإسرائيلية"، مضيفاً "قلنا للمبعوث الأممي السابق والوساطة العمانية إنه إذا أعلن السعودي وقف العدوان والحصار فسنرحب بذلك". وأكد السيد "الحوثي"، أنه يقع على عاتق السعودية "وقف العدوان والحصار، ومعالجة ملفات الحرب، كملف الأسرى، وتعويض الأضرار، والكف عن التدخل"، مشيراً إلى أنه "لا يمكن أن نقبل عنوان السلام مع استمرار الغارات والهجمات والتجاوزات والحصار الخانق". وطالب القيمين على "التحالف" قائلاً "أَثبتوا نياتكم في الملف الإنساني، ثم أوقفوا الغارات وأنهوا الاحتلال، ونحن من جانبنا سنتوقف، وجاهزون للسلام الحقيقي، وقدّمنا عدة مبادرات. وعندما أتى العمانيون إلى صنعاء، قدمنا مبادرات مهمة. لا نسمع المجتمع الدولي إلا إذا كانت هناك انتصارات للجيش واللجان الشعبية".
وعلى صعيد متصل، قال المتحدث باسم أنصار الله وكبير المفاوضين اليمنيين بحكومة صنعاء "محمد عبدالسلام"، إن زعيم "أنصار الله" السيد "عبدالملك الحوثي" قدم مبادرة جديدة يوم أمس الأثنين بشأن محافظة مأرب ووقف القتال فيها. وقال "عبدالسلام"، إن "المبادرة التي قدمت بشأن مأرب تراعي مصالح أبناء مأرب أولاً وأن يتم تنفيذها بالتزامن مع تنفيذ الملف الإنساني". وكشف "عبدالسلام" جزءاً من بنود المبادرة الخاصة بمأرب والتي قدمت للتحالف عبر الوفد العماني وكانت من تسع نقاط، منها الالتزام بحصص المحافظات الأخرى من النفط والغاز وتشكيل لجنة مشتركة لإصلاح أنبوب "صافر رأس عيسى"، وكذا أن يكون هناك إدارة مشتركة من أبناء محافظة مأرب والحفاظ على الأمن والاستقرار وإخراج عناصر القاعدة وداعش، وعدم الاعتداء على المواطنين وإعادة تشغيل المحطة الغازية، ضمان حرية التنقل والإفراج عن كل المخطوفين من أبناء مأرب وتعويض المتضررين وعودة المهجرين من أبناء مأرب إلى مناطقهم، وضع عائدات سفن المشتقات النفطية في الحديدة لصالح المرتبات.
وكشف "عبدالسلام" أيضاً أن زعيم "أنصار الله" قدم رؤية أخرى لبقية الملفات الانسانية والاقتصادية. وأشار إلى أن صنعاء ورغم الشروط المجحفة التي يطرحها التحالف السعودي بشأن إعادة فتح مطار صنعاء، إلا أنها قدمت تنازلات كبيرة وقبلت بأن يكون هناك عدد معين من الدول التي سيتم السماح بالسفر إليها والقبول أيضاً بأن يكون هناك هامش بسيط من الرقابة الأممية، أما بالنسبة لميناء الحديدة فقد أكد كبير المفاوضين أن صنعاء وافقت على أن تبقى إجراءات التفتيش الأممية عبر "اليونيفل" للسفن المحملة بالمشتقات والاحتياجات الأساسية، ورغم كل ذلك وكل ما قدمته صنعاء وقبلت به إلا أن التحالف السعودي لم يتجاوب ورفض مواصلة السير في جهود العمانيين التفاوضية لتنفيذ هذه الخطوات، ولم يرد على رفضنا لمسألة بقاء أجواء اليمن مفتوحة أمام طائرات التحالف السعودي وغاراته، مؤكداً أن التحالف ذهب بعد مناقشة المطار والميناء لطرح مواضيع أخرى للتفاوض بشأنها حالياً أبرزها التفاوض على الشأن السياسي والحل السياسي في اليمن، وقال عبدالسلام بأن هذا التوجه السعودي كشف لهم بأن الرياض ومن معها تحاول كسب المزيد من الوقت وتأخير مرحلة التفاوض قدر المستطاع. وأكد "عبدالسلام" إن الطرف الآخر ليس جاهزاً للسلام في اليمن على الإطلاق، وأضاف أن الوفد العماني لا يزال يقوم بجهود مشكورة وحقق تقدمات نسبية وأنهم لا يفضلون الكشف عن ما وصلت إليه المفاوضات حتى لا يتم استباق النتائج.
الجدير بالذكر أنه عقب كل الهزائم التي مُنيت بها المملكة والتي أثرت سلباً على أقتصادها المترنح، أعلن وزير الخارجية السعودي قبل عدة أسابيع عن مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في اليمن والخروج بماء الوجه من المستنقع اليمني. ولقد جاءت المبادرة السعودية للسلام في اليمن لتمثل محاولة من الرياض للخروج من المستنقع اليمني، ولكنها أيضاً تشكل مسعى لإبراء الذمة أمام الغرب الذي بات يلومها على الحرب التي تبدو بلا نهاية. ورداً على هذه المبادرة، اعتبرت حركة "أنصار الله" اليمنية، أن المبادرة السعودية الجديدة لإنهاء الحرب في اليمن لا تتضمن أي شيء جديد. وقال عضو المجلس السياسي الاعلى اليمني، "محمد علي الحوثي"، في حديث لوكالة "رويترز"، "هذه الخطة لا تتضمن شيئا جديدا، إن المملكة جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا". وأضاف عبد السلام "أنصار الله ستواصل المحادثات مع السعودية وسلطنة عمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام". وشدد، على أن "فتح المطارات والموانئ حق إنساني ويجب ألا يستخدم كأداة ضغط"، كما جاء.
كما أكد "الحوثي" على "موقف حركة أنصار الله الثابت برفع الحصار ووقف الحصار"، مضيفاً أن "أي مبادرة لا تلتفت إلى الجانب الإنساني فهي غير جادة". وتابع "الحوثي"، أن "الوضع في اليمن لا يخدم دول العدوان ولا دول الجوار"، داعياً لتوجه حقيقي لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية للشعب اليمني"، متابعاً أن "الحرب على اليمن فرضت عليه، ولسنا طرفا في حصار اليمنيين حتى نفاوض عليه"، ومشيراً إلى أنه "لو توقف العدوان والحصار من هذه اللحظة لتوقفنا، لكن مقايضة الملف الإنساني بالملف العسكري والسياسي مرفوض". لقد كان السعوديون دائمًا يبدون الرغبة في القدوم إلى طاولة المفاوضات فقط كغطاء للهروب من الانتقادات الدولية والقيام بلفتات سلام، وفي الميدان اتبعوا استراتيجية العدوان المستمر، مما أدى إلى حدوث جمود في المفاوضات السابقة. لكن في الوضع الحالي، تغير الوضع بشكل جذري، وأصبحت الرياض هي التي تعمل جاهدة لوقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في جبهات القتال، وكذلك وقف الهجمات واسعة النطاق في عمق الأراضي السعودية، التي أصبحت طبيعية ولا يمكن للرياض السيطرة عليها. والمحادثات الأخيرة، أظهرت عدم رغبة الرياض في تقديم تنازلات بشأن إنهاء الحصار والعدوان، وهذا الامر يؤكد أن السعوديين ما زالوا يؤمنون بنهج المراوغة باعتباره السبيل الوحيد للهروب من الهزيمة.