الوقت-قالت مصادر من داخل وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الخميس، باستشهاد عنصرين من الاستخبارات العسكرية الفلسطينية وناشط من الجهاد الإسلامي إثر التصدي لنيران الاحتلال الإسرائيلي في جنين فجراً، وسط غضب شعبي عارم في المدينة.
وفي هذا السياق، أوضحت وزارة الصحة ومصادر أمنية في جنين، أن الأسير المحرر جميل العموري انضم إلى شهيدي الاستخبارات العسكرية الملازم أدهم عليوي والنقيب تيسير عيسى اللذين استشهدا خلال التصدي لقوات إسرائيلية خاصة اقتحمت جنين.
يشار إلى أن العموري أحد المطلوبين الذين حاولت الوحدة الخاصة الإسرائيلية اختطافهم من جنين، إلا أنه استشهد خلال تبادل إطلاق النار مع الاحتلال.
يأتي ذلك بعدما فتح جنود الاحتلال النار على عناصر الأمن أمام مقر الاستخبارات الفلسطينية في شارع الناصرة بجنين.
وأعلن الإضراب الشامل في مدينة جنين اليوم حداداً على أرواح الشهداء فيما جابت مسيرة شوارعها تنديداً بالجريمة.
وشهدت كل من نابلس وجنين في الضفة الغربية المحتلة، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال، الذي استدعى تعزيزات خاصة أطلقت النار على الشبان الفلسطينيين.
كما شهد شارع الناصرة في مدينة جنين إطلاق النار الحي بين جهاز الاستخبارات الفلسطينية وقوات الاحتلال، في حين استدعت الأخيرة تعزيزات خاصة للتصدي للمواجهات العنيفة.
من جهته، قال القيادي في حركة "فتح" إياد نصر، لوسائل إعلام محلية، إن "تصدي الأجهزة الأمنية لقوات الاحتلال الإسرائيلي رد طبيعي ودفاع عن النفس".
لفت طارق سلمي الناطق الإعلامي باسم حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة، إلى أن "جنين تتصدر قائمة المجد وهي تقدم شهداءها الأبطال الذين ارتقوا فجراً وهم يدافعون عن أرضها".
وقال إن "الشهداء الأبطال تصدوا ببسالة لاقتحام قوات العدو وأبناء الأجهزة الأمنية قاموا بدورهم الطبيعي وبما يريده شعبهم منهم لردع الاحتلال"، مؤكداً أن "نهج المقاومة سيظل هو الطريق الوحيد الذي من خلاله سنعبر نحو النصر والتحرير".
بدورها قالت حماس على لسان الناطق باسمها، فوزي برهوم، إن "الروح الوطنية القتالية العالية لأبناء الأجهزة الأمنية التي تجلت اليوم في اشتباكات جنين البطولية مع العدو الإسرائيلي، تعني أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يستسلم للأمر الواقع، أو يرضخ لسياسات الاحتلال".
وأردف أنه "لا يوجد قوة على الأرض تستطيع أن تمنعه من القيام بواجبه الوطني بالتصدي لاعتداءات واقتحامات جنود العدو والمستوطنين الصهاينة، مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات".
كما أكد برهوم أن ما جرى في جنين هو عمل بطولي شجاع، وهو الممارسة الحقيقية والمطلوبة لدور الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية في حماية شعبنا والدفاعة عنه.
وعلقت حركة المجاهدين الفلسطينية على الأحداث في جنين، قائلةً إن طريق الاشتباك مع المحتل هو أنجع الطرق في مواجهة هذا العدو المجرم وهو الذي يعبر عن نبض الشعب الفلسطيني.
ونعت الحركة شهداء جنين الذين ارتقوا خلال الاشتباكات، مؤكدةً أن دماء شهيدي الاستخبارات العسكرية تثبت أن السبيل الصحيح والمكان الذي تبذل فيه الأرواح والتضحيات هو سبيل المواجهة والتحدي.
كما دعت أبناء الأجهزة الأمنية في الضفة للمبادرة بالاشتباك مع المحتل حماية لأبناء شعبنا وثأراً لدماء مقاوميه ونبذ التنسيق الأمني مع العدو، قائلة "ندعو إلى مواجهة شاملة مع المحتل وإشعال الأرض تحت أقدام الصهاينة في كل الأرض المحتلة".