الوقت- استبعدت النوادي والمنتخب الإيراني، الذي تم رشيحه لاستضافة مرحلة المجموعات بدوري أبطال آسيا، من استضافة البطولة بقرار سياسي وبإهمال من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
أثار القرار احتجاجات قوية من المسؤولين الرياضيين واتحاد كرة القدم والأندية في دوري الأبطال.
حيث أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم في رسالة وجهها إلى الاتحاد الإيراني لكرة القدم يوم الجمعة الماضي أن استضافة مباريات دوري أبطال آسيا لكرة القدم تم سحبها من إيران وأن أربعة ممثلين لكرة القدم الإيرانية (بيرسيبوليس، استقلال، سباهان وشهرخودرو) يجب أن يلعبوا مباراياتهم في بلد ثالث.
سلم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم رسميا، استضافة تصفيات كأس العالم ضمن المجموعة الثالثة، التي تضم أيضا المنتخب الإيراني، إلى البحرين.
ما القصة؟
بالنظر إلى أن العراق والبحرين وهونغ كونغ كان عليهم بموجب القانون عقد مبارايات الإياب في طهران، فمن الطبيعي لكرة القدم الإيرانية أن تطلب استضافة الألعاب بطريقة مركزية.
قام الشيخ سلمان، الرئيس البحريني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، بانتهاك صارخ بحذف ايران من استضافة البطولة ووضع البحرين مكانها.
وفي الوقت نفسه، من بين الممثلين الثلاثة النهائيين لإيران في دور المجموعات (استقلال وتراكتور وبرسيبوليس)، كان فريق برسيبوليس بشروط الاستضافة.
كما تجاهل مسؤولو الاتحاد هذه القدرة وفضلوا الهند، التي لا يمكن مقارنتها بإيران من الناحية التجريبية والنوعية، على فرق المجموعة E الأخرى.
والنقطة الأخرى هي أن الاتحاد الآسيوي يتجاهل غياب الفرق الإيرانية في السعودية واعطى حق استضافة مجموعة استقلال للأهلي السعودي، بغض النظر عن الاعتبارات بين الاتحادين.
قرار سياسي في المجال الرياضي
المؤكد أن قرار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القاضي بإلغاء استضافة إيران للمنافسات هو قرار سياسي وغير فني.
ومن المثير للاهتمام أن الشيخ سلمان، واسمه الكامل الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس الحالي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، من البحرين والمقرب من النظام الملكي البحريني. وقبل انتخابه رئيسا للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، كان رئيسا لاتحاد البحرين لكرة القدم، وبهذه الخلفية ليس من المستغرب أن يقوم الرئيس البحريني للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بإلغاء امتياز استضافة إيران.
ومع ذلك، فإن جميع الدول لديها حقوق رياضية، بما في ذلك الحق في استضافة الأندية، وهذا الحق لا يمكن تجاهله من خلال القرارات السياسية.
ومن ناحية أخرى، فإن القرار السياسي للاتحاد الآسيوي لكرة القدم سيؤدي إلى عدم ثقة الدول الأخرى في هذه المؤسسة الرياضية وإظهار التدخل الواضح للسياسة في مجال الرياضة، بينما في دستور الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، تم تقديم هذه المؤسسة على أنها مؤسسة غير سياسية لكن قرار رئيس الاتحاد البحريني يعني في الواقع جلب الانتماءات السياسية إلى مؤسسة غير سياسية.
في غضون ذلك بالطبع، لا يمكن تجاهل أن قرار الشيخ سلمان بإزالة حقوق الاستضافة الإيرانية جاء بدعم من بعض الدول العربية في المنطقة، بما في ذلك السعودية، وهذا الدعم يظهر قبل كل شيء تسييس رياضة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. لذلك، تحتفظ إيران بهذا الحق في متابعة هذه القضية من خلال تقديم شكوى ضد الاتحاد الآسيوي إلى محكمة CAS التابعة للجنة الأولمبية الدولية.
في الوقت نفسه، ليست هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها نهج الرئيس البحريني السياسي والمتعمد ضد إيران، حيث انه قبل أقل من عشرة أشهر، ادعى الاتحاد أن المباريات الداخلية لممثلي إيران ستقام في دولة ثالثة بحجة انعدام الأمن في إيران وتحطم طائرة الركاب الأوكرانية. بالطبع، تم الإعلان عن هذا الاقتراح السياسي لأول مرة بدعم من السعودية والإمارات والبحرين، ثم أبلغ الاتحاد الآسيوي السلطات الإيرانية هذا القرار في خطاب رسمي ودعم اقتراح السعوديين والإماراتيين. وفي غضون ذلك، سافر الشيخ سلمان ومسؤولون آخرون في الاتحاد الآسيوي، إلى إيران عدة مرات في أمان وسلام تامين، ويعرف أن إقامة المباريات بين الفرق الإيرانية والسعودية في بلد ثالث هو فقط لصالح كرة القدم السعودية. لأنه قبل انتشار فيروس كورونا كانت الفرق السعودية تخشى مواجهة الملاعب المزدحمة في إيران؛ وليس بسبب انعدام الأمن!
ومع ذلك، فإن استمرار النهج السياسي في كرة القدم الآسيوية من قبل الرئاسة البحرينية يضاعف الحاجة إلى إعادة النظر في هذه المؤسسة الرياضية، وخاصة أن المؤسسة التي من المفترض أن تعزز السلام العالمي، يقودها في هذه الأيام بعض المقربين من العائلة المالكة البحرينية والتي تم توظيفها سياسيا وابتعدت عن هدفها الأصلي.
يأتي السلوك السياسي لمسؤولي كرة القدم الآسيوية في وقت أكد فيه الفيفا مرارا وتكرارا أنه لا ينبغي أن يكون هناك أي أثر للسياسة في كرة القدم، لكن كلا من الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الآسيوي لكرة القدم يتجهان عمليا نحو تحقيق الأهداف السياسية المحددة لخصوم إيران الغربيين والعرب.