الوقت- لا يختلف اثنان بأن الحرب السورية كانت ولا تزال من أسوأ أنواع الحروب التي شهدتها المنطقة، وخاصة بعد أن أصبحت الأرض السورية ملعباً لتصفية الحسابات بين الدول الكبرى والاقليمية، ولم تبقَ دولة كبرى تقريبا إلا وتدخلت بالحرب السورية، وانقسم الشعب إلى مؤيد ومعارض ومحايد، والمعارضون انقسموا فيما بينهم أكثر من 100 مرة، ودول دعمت هذا الفصيل المعارض ودول أخرى دعمت فصائل أخرى ربما تكون عدوة لهذا الفصيل، وهكذا اختلطت الأوراق وأصبحت المعادلة معقدة والحل شبه مستحيل في دولة تحولت إلى بلد منكوب.
المعارك شارفت على نهايتها تقريبا وخاصة أن الجيش السوري وحلفاءه سيطروا على أكثر من 80% من مساحة الارض السورية، وما تبقى هو مناطق سيطرة "قسد" ومحافظة "ادلب"، والأزمة اليوم لم تعد أزمة حرب مسلحة، فالشعب أُرهق من كثرة نزف الدماء. اليوم الاقتصاد ينزف حد الموت، والشعب يعاني الأمرين، ويبحث ليل نهار عن حل لتامين حاجياته الأساسية بعد ان اصبحت العائلات عاجزة عن تأمين حاجاتها الأساسية، في ظل ارتفاع الاسعار أكثر من 30 ضعفاً.
اليوم السوريون لم تعد تعنيهم السياسة ولا نتائجها، كل ما يريدونه أن يعيشوا بكرامة كما كانوا في السابق. سوريا بلد زراعي ومن المعيب أن يبحث السوري عن طعام ويعاني من نقص المواد الغذائية.
الحرب أنهكت الاقتصاد والشعب، وما زاد الطين بلة، العقوبات الأمريكية، وقطع المساعدات عن سوريا، وجاءت ازمة كورونا لتزيد الخناق على السوريين، والجميع يبحث عن حل والحقيقة أنه لايوجد حل يلوح في الأفق، لطالما ان الدول الكبرى منقسمة على نفسها في سوريا، وكل دولة تريد أن تسرق ما تريد من نفط وغاز، وتوسع من سيطرتها ونفوذها، واستغلال مكانة سوريا الجغرافية على البحر المتوسط، وفي قلب العالم، وهذه الدول لم تهتم يوماً بنتائج الحرب على الشعوب، كل ما يهمهم ماذا بإمكانهم أن يسرقوا من خيرات الشعب السوري.
اليوم سوريا في أسوأ حالاتها، وخلال العامين الماضيين زادت معاناة السوريين أضعافاً مضاعفة، وأصبحت الأرقام التي تاتي من هناك مخيفة ومثيرة للقلق، اذ أصبح الغالبية من سكان البلاد تحت خط الفقر.
الخسائر البشرية
– 387 ألف شخص على الأقل قتلوا منذ اندلاع الحرب، وفق حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
– قرابة 5,6 ملايين نسمة فروا خارج سوريا، معظمهم إلى دول الجوار لا سيما تركيا ولبنان والأردن، ثلثهم تقريباً من الأطفال من عمر 11 عاماً وما دون، بحسب إحصاءات المفوضية العليا لشؤون اللاجئين.
– 6,7 ملايين سوري فروا من منازلهم على وقع المعارك والهجمات المتكررة، ويعيش كثيرون منهم في مخيمات، وفق الأمم المتحدة.
– أكثر من 2,4 مليون طفل سوري خارج النظام التعليمي.
– تقدّر الأمم المتحدة أن مليوني سوري يعيشون في فقر مدقع.
– 12,4 مليون شخص داخل سوريا يكافحون لإيجاد طعام يسدّ رمقهم كل يوم، وفق برنامج الأغذية العالمي.
– ستون في المئة من الأطفال في سوريا يواجهون الجوع، بحسب منظمة "أنقذوا الأطفال".
– 13,4 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وفق الأمم المتحدة.
– مئتا ألف شخص هو عدد المفقودين، وفق تقديرات المصدر ذاته.
التوزّع السكاني
– حوالى عشرين مليون شخص تقريباً غيّرت الحرب حياتهم داخل سوريا، بعدما أعادت رسم خارطة النفوذ والسيطرة.
– أكثر من 11 مليوناً منهم يعيشون في مناطق تحت سيطرة القوات الحكومية، بعدما تمكنت هذه القوات بدعم من حلفائها وخصوصاً روسيا، من استعادة أكثر من سبعين في المئة من مساحة سوريا، وفق الخبير في الجغرافيا السورية فابريس بالانش.
– 2,5 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية، وقد خاض الأكراد معارك شرسة ضد تنظيم “الدولة” في شمال وشمال شرق البلاد.
– نحو 2,9 مليون شخص يعيشون حالياً في مناطق في إدلب (شمال غرب) ومحيطها تحت سيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة أخرى.
– نحو 1,3 مليون من إجمالي 1,9 من النازحين الموجودين في إدلب يقيمون في مخيمات مكتظة ومراكز إيواء.
– 1,5 مليون شخص تقريباً يعيشون في مناطق حدودية في شمال سوريا تمكّنت القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها من السيطرة عليها إثر هجمات شنّتها بين العامين 2016 و2019.
اقتصاد منهك
– 442 مليار دولار هو إجمالي الخسائر المالية التي مُني بها الاقتصاد السوري بعد ثماني سنوات من الحرب فقط، وفق تقديرات نشرتها الأمم المتحدة في تقرير صدر في أيلول 2020.
– 91,5 مليار دولار هي قيمة الخسائر التي تكبّدها قطاع النفط في سوريا، وفق ما أفاد وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة أمام مجلس الشعب في شباط الماضي.
– 80 برميل نفط من إجمالي 89 برميل تمّ انتاجها يومياً عام 2020، استخرجت من مناطق خارجة عن سيطرة دمشق، مقابل إنتاج يومي بلغ 400 برميل قبل اندلاع النزاع، وفق طعمة.
– 98 في المئة قيمة تدهور سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار في السوق السوداء خلال العقد الأخير.
– عشرون دولارا هو متوسط الراتب الشهري للموظفين في القطاع العام في مناطق سيطرة الحكومة السورية مطلع عام 2021، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
– خمسون دولارا متوسط راتب الموظفين في القطاع الخاص.
– 136 دولاراً تكلفة السلة الغذائية الأساسية لأسرة مكوّنة من خمسة أفراد لمدة شهر، وفق سعر الصرف في السوق السوداء.
– 33 مرة هي نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أنحاء البلاد، مقارنة بمتوسط خمس سنوات قبل الحرب، وفق برنامج الأغذية.
– 60 ضعفاً ارتفع ثمن كيس الخبز ذي النوعية الجيدة في مناطق الحكومة منذ اندلاع النزاع.
– 300 ليرة سورية ثمن البيضة الواحدة حالياً في مناطق سيطرة الحكومة مقابل ثلاث ليرات عام 2011.
خسائر البنى التحتية
– 70 في المئة من محطات الكهرباء وخطوط إمداد الوقود توقفت عن الخدمة بسبب الحرب، بحسب بيانات وزارة الطاقة في عام 2019.
– ثلث المدارس تدمرت أو استولى عليها مقاتلون، بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
– سبعون في المئة من العاملين في مجال الرعاية الصحية فروا خلال سنوات النزاع، بينما تدمر أو تضرر أكثر من خمسين في المئة من البنى التحتية الصحية.