الوقت- تصدرت العملية العسكرية كبرى التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في مدينة مأرب عناوين وسائل الإعلام الإقليمية في الأيام الماضية، وحقق المقاتلون اليمنيون انتصارًا كبيرًا في المحاور الشرقية لمديرية صرواح خلال تقدمهم الأخير. وحول هذا السياق، ذكرت العديد من المصادر الاخبارية، أن العمليات العسكرية التي شنها أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" والتي بدأت قبل أيام في محافظة مأرب (أهم قاعدة لتحالف العدوان السعودي في اليمن) لا تزال مستمرة حتى اللحظة ولفتت تلك المصادر إلى أن هناك اشتباكات عنيفة لا تزال مستمرة لتطهير المناطق المحتلة.
ولقد أصبحت محافظة مأرب هذه الأيام بؤرة الحرب في اليمن، وبفضل الانتصارات العظيمة التي حققها أبطال الجيش اليمني واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" على قوات تحالف العدوان السعودي مرتزقة حكومة "منصور هادي" المستقيلة، أصبحت مسألة تحرير هذه المحافظة الاستراتيجية في وقتنا الحالي على بعد خطوات قليلة ولقد أصبحت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على مقربة من تحرير كل مناطق ومديريات محافظة مأرب من أيدي تحالف العدوان السعودي، ولا تزال العمليات العسكرية الناجحة والحاسمة التي يقوم بها أبطال الجيش واللجان الشعبية "أنصار الله" في مدنية مأرب مستمرة حتى هذه اللحظة، ولقد بدأت هذه العمليات مطلع الأسبوع الماضي في هذه المدينة الاستراتيجية ضد عناصر تحالف العدوان السعودي ومرتزقته، وخلال تلك الاشتباكات العنيفة والمذهلة تم تطهير وتحرير جزء كبير من مناطق ومديريات محافظة مأرب التي كانت قابعة تحت احتلال قوات تحالف العدوان الغازية.
ويحاول أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" القوات، المتمركزة معظم قواتهم على المحور الشرقي والجنوبي الشرقي من مديرية صرواح الواقعة على الأطراف الغربية لسد مأرب، صد عناصر تحالف العدوان السعودي وطردهم للوصول إلى النصر النهائي والدخول إلى مدينة مأرب واطلاق رصاصة الرحمة على جثة الرياض. إن تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في الأيام الأخيرة، والذي جاء نتيجة للعمليات الصعبة والمذهلة التي شهدتها الأشهر الماضية في المناطق الغربية والجنوبية لمحافظة مأرب، سيغير الأوضاع في الميدان وفي التطورات السياسية وسوف تخلق توازن في الحرب اليمنية وسوف تقلب الأمور 180 درجة إذا صاحبها تحرير مدينة مأرب.
ووفق المعلومات التي تم الحصول عليها فإن آخر التطورات في ضواحي مأرب هي كالتالي:
الف) استمرار الاشتباكات مع قوات تحالف العدوان السعودي وعناصر مجاميعي "داعش والقاعدة" في المحور الشرقي لمديرية "صرواح".
ب) في المحور الجنوبي الشرقي لمديرية صرواح، تم تحرير مناطق "حصن المطول وأراك وجبل الأديرام" من الاحتلال السعودي ومرتزقته، ويعتزم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" بتطهير هذه المنطقة، تطهير مدينة مأرب من المحور الجنوبي.
ج) في حال تقدمت قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من منطقة "الاراك"، ستصل الى الطريق الاستراتيجي "مارب – مفرق حريب" وتقطع اتصال قوات تحالف العدوان في هذا المحور وتحاصر عناصر ومرتزقة السعودية في جنوب مدينة مأرب.
د) يبعد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" حوالي 9 كم عن طريق "مأرب – مفرق حريب" الاستراتيجي والوصول إلى هذا الطريق له أثر مباشر على التطورات في مديرية "الجوبة" وسيفتح الطريق لتطهير جنوب محافظة مأرب بالكامل.
و) إن الوجهة الثانية لأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" سوف تبدأ من محور "الأراك" الواقعة بالقرب من الطريق الاستراتيجي وسوف تصل إلى جبل "السودة" والتي تقع في الضواحي الجنوبية الغربية لسد مأرب.
ز) في جنوب شرق مديرية صرواح، سيطرت قوات قبيلة من "بني ضبيان" على المناطق وأعادت الأمن إليها وهذا الأمر ساعد أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" في صد قوات تحالف العدوان السعودي التي حاولت التسلل من هذا المحور.
ح) وفي المحور الغربي لسد مأرب، تتواصل الاشتباكات في مناطق "الحماجرة والزور"، وهاتين المنطقتين خالية من القوات الجانبين.
وفي وقتنا الحالي، تم تحرير حوالي 85٪ من مساحة مديرية صرواح بمحافظة مأرب من احتلال تحالف العدوان السعودي، وفقط المناطق الشرقية من هذه المنطقة المحاذية للبوابات الغربية لمدينة مأرب، إلى جانب مناطق واقعة في الشمال الشرقي والمتاخمة لمدينة مأرب لم يتم تطهيرها بالكامل. ووفقاً للعديد من التقارير الاخبارية، فإنه مع التقدم والتطهير الذي تم في الأيام القليلة الماضية، فإن المسافة بين أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية "أنصار الله" من المحور الجنوبي الشرقي لمديرية صرواح (غرب جبل الطلعة الحمراء وجبل الأديرم) مع مدينة مارب هي 13 كيلومترًا.
إن كل هذه الانتصارات التي تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من تحقيقها في عدد من مناطق ومديريات محافظة مأرب تدل على أن اليمنيين وصلوا إلى مستوى من القوة لدرجة أنهم ليسوا على استعداد للتنازل عن أي تنازلات للعدو لإنهاء الحرب، مؤكدين على الحفاظ على سيادة واستقلال البلاد. وفي الوقت الحاضر، تم تهيئة الظروف اللازمة، محليًا ودوليًا، للسيطرة الكاملة لقوات "أنصار الله" على مأرب، الأمر الذي سيغير بالتأكيد معادلات الحرب لمصلحة حكومة صنعاء، ولهذا يسعى اليمنيون إلى تحرر هذه المحافظة بالكامل بقوة السلاح قبل الشروع بالحلول السياسة. إن تحرير محافظة مأرب من قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته والتنظيمات الإرهابية الموالية له، سيؤدي حتماً إلى زيادة قوة حكومة صنعاء في ساحة التطورات اليمنية، وسيؤدي بالمثل إلى تقليل قوة ونفوذ تحالف العدوان وحكومة الارتزاق المستقيلة القابعة في فنادق الرياض.
لقد جعل الموقع الاستراتيجي المهم لهذه المحافظة ومكانتها الاقتصادية واحتياطيات النفط والغاز التي تمتلكها، منها محافظة استراتيجية ومهمة للغاية في الحرب بين صنعاء والحكومة المستقيلة، حيث يمر خط أنابيب النفط اليمني الرئيسي عبر مأرب إلى محطة نفط "رأس عيسى" في البحر الأحمر. وفي ظل هذه الظروف، أطلقت الرياض جهودًا دبلوماسية واسعة النطاق لوقف عمليات الجيش اليمني واللجان الشعبية في مأرب، والتي كانت تعتبرها حتى العام الماضي خطًا أحمر ولقد لجأ "آل سعود" خلال الفترة الماضية إلى جامعة الدول العربية، و"مارتن غريفيث"، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، وذلك من أجل الضغط على حكومة صنعاء لوقف الهجمات على مأرب.