الوقت- أعتبر المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي الخامنئي بأن حادثة منى فاجعة مريرة ومحيرة وعلينا بأن لاننساها أبداً، وأضاف سماحته؛ "كان ينبغي أن ترفع أصوات الاحتجاج في العالم الإسلامي بعد فاجعة منى لكن للأسف لم يسمع إلا صوت الجمهورية الإسلامية الايرانية ".
وأشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في حديث له مع المسؤولين والمعنيين بشؤون الحج في إيران يوم الإثنين الى نقطتين مهمتين جداً، الأولى سكوت الدول الإسلامية والثانية هي صمت الدول الغربية والمطالبون بحقوق الإنسان.
1-" بعد حادثة منى المأسوية كان لابد أن يعلو صوت واحد يعبر عن اعتراض الدول الإسلامية ولكن للأسف لم يسمع صوت إلا صوت الجمهورية الإسلامية، وحتي الدول الإسلامية التي راح لها ضحايا في هذه المآساة لم تقم بأي خطوات عملية للإحتجاج على هذه الفاجعة".
2-"المنظمات الحقوقية الكاذبة والمنافقة التي ترفع شعار حقوق الإنسان وأيضاً الدول الغربية التي قد نراها تتألم وتندد وتثير ضجة كبيرة لمقتل شخص واحد نجدها اليوم أمام هذه الفاجعة قد أصبحت عمياء وبكماء، هؤلاء الذين يدعون حماية حقوق الإنسان لو كانوا صادقين لطابوا البلد المضيف بأجوبة وإيضاحات وقاموا بتعويض المتضررين وضمان عدم تكرار هذا الحادث ومحاسبة المقصرين".
حقاً لماذا لم نشهد مطالبات وانتقادات من طرف الدول الإسلامية لهذه الفاجعة على الرغم من أن العديد من هذه الدول الإسلامية فقدت مواطنين لها ولكنهم أصروا على السكوت؟ ماسر صمت الدول الغربية ومنظمات حقوق الإنسان؟.
هنالك عدة أسباب جعلت الدول الإسلامية والمنظمات الإسلامية تآثر السكوت على الكلام وهي:
أولاً: سعي الحكام المستبديين وغير المسؤولين واللاإسلاميين الى استعباد المسلمين وإخضاعهم والهيمنة على الأمة الإسلامية، فسكوت حكومات الدول الإسلامية عن حادثة منى لا يعبر بالضرورة عن رأي مسلمي هذه الدول التي صادرت رأي شعوبها، الحكومات هي التي تتخذ ما تراه مناسباً ويتماشى مع مصالحها.
ثانياً: الإرتباط السياسي الوثيق والعلاقات السياسية التي تربط حكومات الدول الإسلامية مع حكومة السعودية وآل سعود، فخوف الدول الإسلامية كمصر وباكستان ونيجيريا الى جانب العديد من الدول الأخرى التي راح لها ضحايا في حادثة منى من العواقب وأي تحرك أو انتقاد للسعودية على سوء إدارتها لمناسك الحج يمكن أن يكون له تبعات سلبية على العلاقات بين البلدين، فالخوف من توتر العلاقات أدت الى سكوت بعض الدول الإسلامية وقبولها بالرواية السعودية وترجيح مصلحة الحكومة على دماء أبناء شعبها.
ثالثاً: اليأس والغفلة التي تسيطر على مسلمي العالم، غفلة المسلمين وعدم اكتراثهم لما تقوم به حكوماتهم أدى الى إبتعادهم عن حكوماتهم وفقدانهم عامل التأثير على حكوماتهم وانعدام الضغط على الحكومات يؤدي الى اهمالها لآراء شعوبها وعدم استجابتها لمطالبهم.العالم الإسلامي يغرق بالمشكلات والفوضى والأزمات التي شلته وأقعدته عن أي تحرك وحتى أكبر كارثة إنسانية في أكثر مكان آمن وهو بيت الله الحرام لم تحرك فيهم ساكناً.
بالنسبة الى صمت المجتمع الدولي والغرب ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية التي يسيطرون عليها فالسبب واضح جداً، هذه الدول والمنظمات لا تتكلم ولا تحرك ساكناً ما لم تجد مصلحة ومنفعة لها، وإلا فحقوق الإنسان ليست مهمة بالنسبة لها فهي تعتبر البشر مجرد أداة لتحقيق أهدافها ومخططاتها وأبرز الأمثلة سورية وفلسطين واليمن. فهؤلاء وللأسف هم أصدقاء لأكثر دول العالم عنصرية وأكثر الدول تخلفاً و تفتقر للحد الأدنى من حقوق الإنسان وأعداء للعديد من الدول الديمقراطية والتي تتمتع بالحريات والعدالة وذلك لأنها لا تربطها معها مصالح مشتركة ولا تستطيع أن تهيمن عليها.