الوقت_ ضجت المواقع الإخباريّة بتصريحات نائبة مستشار الأمن القوميّ السابقة، كاثلين مكفرلاند، أنّ الرئيس الأمريكيّ السابق، دونالد ترامب، فكر باغتيال الرئيس السوريّ المُقاوم، بشار الأسد، لكن تم فيما بعد إقناعه بالتراجع عن هذا القرار، وبحسب صحيفة “إندبندنت” البريطانيّة، أشارت مكفرلاند إلى أنّ ترامب صمم عقب دخوله البيت الأبيض بأسابيع على محاولة اغتيال الرئيس الأسد بذريعة هجوم كيميائيّ حاولت واشنطن إلصاقه بالحكومة السوريّة، لتبرير حماقات الإدارة الأمريكيّة في المنطقة.
طباع إجراميّة
على ما يبدو فإنّ الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن طباعها الإجراميّة وأساليبها الإرهابيّة، كلام تؤكّده تصريحات المسؤولين الأمريكيين، والتي كان آخرها ما ذكرته نائبة مستشار الأمن القوميّ السابقة، كاثلين مكفرلاند، حول أنّها قالت لترامب "حسناً سيدي الرئيس لا نستطيع عمل هذا"، ليتساءل عن أسباب ذلك، لتجيبه: "هذا إعلان حرب".
وكأن الولايات المتحدة التي انخرط سفيرها في دمشق، روبرت فورد، بالأحداث السورية منذ بداية الحرب على البلاد، وتوجه إلى محافظة حماة في الشمال السوريّ، ما أثار حفيظة الحكومة السورية التي أشارت وقتها في بيان، إلى أنّ "وجود السفير الأميركيّ في مدينة حماة دون الحصول على الإذن المسبق من وزارة الخارجيّة وفق التعليمات المعممة مراراً على جميع السفارات دليل واضح على تورط واشنطن بالأحداث الجارية في سوريا ومحاولتها التحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن واستقرار سوريا".
يشار إلى أنّه تم عزل نائبة مستشار الأمن القوميّ السابقة، كاثلين مكفرلاند، من منصبها وسط قلق من مواقفها الحزبيّة كما كشفت وقتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكيّة، فيما تعمل الآن معلقة في شبكة “فوكس نيوز”، وانتهى الأمر بترامب بمعاقبة السوريين بطريقة مباشرة، من خلال تدخلات إدارته السافرة في الشأن السوريّ بدءاً من إحياء داعش ودعم الانفصاليين والتنسيق مع الكيان الغاصب في قصف البلاد، ومروراً بمعاقبة محافظة الحسكة وحرمانها من الماء عبر إعطاء الأوامر لتركيا بقطع المياه عنها، وليس انتهاءاً عند العقوبات الاقتصاديّة بحق الشعب السوريّ، والتي تهدف إلى تجويعه لتحميل الدولة السورية المسؤوليّة الكاملة عن ذلك وتحقيق ما لم تستطع كل المشاريع الاستهدافيّة تحقيقه.
وجاءت تصريحات المسؤولة الأمريكيّة السابقة ضمن حلقة ستعرضها قناة “BBC” الأسبوع المقبل وتكشف عن قرارات ترامب في السياسة الخارجيّة، وبحسب فيونا هيل، التي عملت في مجلس الأمن القوميّ فقد أقنع الرئيس التركيّ الإخوانيّ، رجب طيب أردوغان، ترامب لسحب القوات من سوريا خلال مكالمة شخصيّة إلى هاتفه الخاص مما سمح لتركيا بزيادة سطوة احتلالها، وبعد إعلانه عن سحب القوات في أكتوبر/ تشرين الأول عام 2019 تراجع بشكل سريع.
ومن الجدير بالذكر أنّ الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، ناقش محاولة اغتيال الرئيس السوريّ المُقاوم، بشار الأسد، بذريعة هجوم كيمائيّ على المدنيين في سوريا عام 2017، ولفت وقتها أنّ وزير الدفاع الأمريكيّ آنذاك، جيمس ماتيس، عارض الخطة، بحسب قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، وقال ترامب للقناة الأمريكيّة أنّه فضل اغتيال الرئيس الأسد، وخطط لذلك لكن ماتيس رفض ذلك، متحدثاً أنّ الأخير كان جنرالاً مبالغاً في التقدير أكثر مما يستحق.
تهميش الفلسطينيين
كشف مسؤولون سابقون عن طريقة صناعة القرار الذي أحاط بالصراع مع العدو الصهيونيّ الغاصب للأراضي الفلسطينيّة، وذكروا أنّ رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، أقنع الرئيس الأمريكيّ السابق، دونالد ترامب، بتهميش الفلسطينيين والتركيز على توحيد موقف الدول العربيّة المعادية لإيران، وقال السفير الصهيونيّ لدى واشنطن، رون دريمر، “أنّ نتنياهو عمل ما بوسعه لإقناع ترامب بوجود فرصة استراتيجيّة حقيقيّة لتحقيق تقدم مع الدول العربيّة”، مضيفاً أنّه عندما يكون الإسرائيليون وبعض القادة العرب على نفس الموقف بشأن طهران فعلى الناس الانتباه، بحسب تعبيره.
وفي هذا الصدد، بيّن القادة الفلسطينيون أنّ كسر العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكيّ السابق كان سببه القدس، وقال رئيس بعثة منظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن، حسام زملط، أنّ دونالد ترامب تراجع عن وعده بعدم نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس والذي رأى فيه البعض اعترافاً أمريكيّاً رسميّاً بمزاعم الكيان الصهيونيّ في المدينة.
ونوه رئيس بعثة منظمة التحرير الفلسطينيّة في واشنطن إلى أنّه كان يريد التأكد حينذاك تعريف جاريد كوشنر، بأن ترامب إذا قام بذلك فلن يرانا مرة أخرى، وأكّد هذا ما قلته بالضبط: "سيكون هذا آخر لقاء بيننا وكان بالتأكيد آخر لقاء”، وساعدت إدارة ترامب في عمليات تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيونيّ وأربع دول عربية وهي الإمارات العربية المتحدة والسودان والمغرب والبحرين، لكن خطة دونالد ترامب للتسوية في الشرق الأوسط والتي أطلق عليها “صفقة القرن” فشلت في حل الصراع الطويل، ورفض رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عباس، الخطة بقوله “ألف لا” لحرمان الفلسطينيين من دولة ذات سيادة على أراضيهم.